يُخطئ من يعتقد أن تحقيق البطولات يفرض عدم انتقاد العمل مهما كان هناك من أخطاء، وهذا الاعتقاد الخاطئ ربما يُقبل من محبي بعض الأندية التي تبتعد عن تحقيق البطولات عقداً أو عقوداً من الزمن أو بعض الفرق التي تعتبر تحقيق البطولة بالنسبة لها حلماً. أما الهلال فيختلف عن الآخرين وهو ما يجب أن يدركه قلة من محبيه الذين يريدون ممارسة الوصاية على من يختلفون معهم في الرأي فيما يخص وضع الفريق وما يقدمه من مستويات بترديد «دونيس أبخص»، وهذي المقولة كثيراً ما يرددها المعترضون على انتقاد السيد دونيس، وهذا يتعارض مع الثقافة الهلالية القائمة على احترام الرأي والرأي الآخر وعدم المساس بالثوابت الهلالية التي زرعها الشيخ الراحل عبد الرحمن بن سعيد مؤسس الكيان الهلالي المبنية على أن «الهلال أولاً»، لذا لا يجب البحث عن الانتصار لرأيك حتى وإن كان خاطئاً، والشيخ عبد الرحمن رسخ الكثير من المبادئ والقيم لتي سار عليها كافة الهلاليين من كبيرهم قبل صغيرهم، لعل أهمها الاحترام المتبادل مهما بلغ الاختلاف في الآراء، وأن الاختلاف لا يفسد للود قضية.. ما دعاني لكتابة هذه المقدمة هم قلة من محبي الزعيم والذي يرفضون أي نقد يوجه للسيد دونيس بحجة «دونيس أبخص» كونه حقق ثلاث بطولات ويرون أن هذه البطولات كافية لعدم انتقاده.. قد لا أختلف مع هؤلاء لو كان الفريق يقدم أداء مقنعاً ولكن اليوم أصبح أضعف الفرق في الدوري يجاري الهلال والجميع شاهد فريق النجوم أحد فرق أندية الدرجة الأولى، وهو يقف الند للند مع الفريق الهلالي متزعم فرق آسيا، وهذا ما كان ليحدث لو تعامل المدرب اليوناني بصرامة مع غير المبالين من اللاعبين، كما أن هناك أمراً مهماً وهو عدم ثبات السيد دونيس على تشكيلة ثابتة في مباراتين متتاليتين إضافة لفرضه طريقة لعب لا تتناسب مع الوضع الحالي للفريق حتى وإن كانت هذه الطريقة نجحت مع الهلال في فترة معينة أو وفق ظروف معينة لا يعني الاستمرار عليها خصوصاً أنها أثبتت عدم جدواها في الوضع الحالي لا سيما وأن الفريق أثبت أن طريقة 4/4/2 من خلال عدد المباريات التي لعب بها بهذه الطريقة والتي لم تتجاوز عدد أصابع اليد الواحد أنها هي الطريقة الأنسب للفريق الهلالي، أما الإصرار على طريقة 3/6/1 لمجرد إيماني بهذه الطريقه أعتقد أن الفريق ربما يدفع ثمنها غالياً.. ومن أكثر ما يعانيه الفريق الهلالي حالياً عدم المبالاة وافتقاد الروح لدى بعض لاعبي الفريق، وهذا الأمر لا يملك علاجه سوى السيد دونيس بالدكة أم أن يستمر بمنح هؤلاء النوعية من اللاعبين الفرصة تلو الأخرى لن يجني منه إلا الخذلان والخسائر كما حدث في كثير من المباريات التي كانت نقاطها في متناوله لعل آخرها أمام الجزيرة الإمارتي والتي عبَّر السيد دونيس بعدها عن سخطه في المؤتمر الصحفي بعد المباراة والتي انتهت بالتعادل الإيجابي مع متذيل مجموعة الهلال الآسيوية وسابع الدوري الإماراتي، حيث قال: «لا يفوز من دمه لا يغلي» كما يجب أن لا نغفل أن الثبات على التشكيلة مهم جداً لخلق الانسجام والتفاهم بين المجموعة، وهذا لا يعني عدم التغيير في تشكيلة الفريق ولكن يكون التغيير في نطاق محدود حتى لا يتشتت اللاعبون ذهنياً مما يفقدهم التركيز، وهو ما بدا واضحاً في كثير من المباريات وهو ما يجب أن يتفاداه المدرب الهلالي اليوناني دونيس خصوصاً أننا على مقربة من نهاية الموسم الكروي، وحظوظ الفريق الهلالي ما زالت قائمة في جميع المسابقات وهو ما يجب أن يكون «دونيس أبخص به».