دخلت عالم القراءة منذ عشر سنوات تقريباً، فقد كنت مقلاً في ذلك، ومع مرور الوقت زاد تعلقي بها، وارتبطت بالكتب المفيدة، وهي في الغالب متوافرة في المكتبات في مدينتي، وبعد فترة لم تعد تشبع نهمي المعرفي، وصرت أتطلع إلى معارض الكتاب. في بداية الأمر أشبعت نهمي في القراءة، ثم لم تعد تفي بالغرض؛ فانبثقت فكرة المبادرة الثقافية من عاصمة الثقافة العربية عام 2000م/الرياض إلى أرض المكتبات والمطابع/بيروت؛ واكتمل المثلث في عاصمة النشامى/عمان. تلقيت دعوة كريمة من هيئة الشباب الوسطية التي تمثل نادياً أدبياً لفئة الشباب لممارسة الأنشطة والفعاليات الثقافية والاجتماعية؛ حيث إنهم يقتنصون المواهب الفريدة ويتبنونها، والمهارات الابتكارية من المحيط إلى الخليج، إلى المشاركة في ورشة عمل حوارية بعنوان(ديناميكا القراءة) إلى جانب الشاعرة المهندسة ولاء زيدان، والشاعر المهندس أحمد الوراقي بحضور أمناء مبادرة (هي التحفيز على القراءة To Be) والشاعرة أفنان الدوايمة، ومن الأكاديمية البحرية رشاد زيدان، وعدد من الحضور النخبوي الأفاضل. وكانت المحاور التي تحدثت عن تجربتي ومبادرتي من خلالها هي: الخطة: مزج المبادرة الثقافية من الرياض ومبادرتي To Be، ومبادرة الشعراء العرب من الأردن. شرح مبادرتي: هي عبارة عن تعارف الكتب على بعضها بواسطة المؤلفين والمؤلفات من خلال إرسال إصداراتهم لبعضهم بالتبادل، وكذلك القراء المتذوقين. نرنو للرأي الفاحص، والتعليق الموضوعي، ولمن يملك أدوات النقد الموضعي ثم ابتداع تقييم لهذا كله. فقد أُرسلت ثلاثين مجموعة من الكتب على حسابي الخاص في المملكة العربية السعودية، والإمارات ومصر والجزائر وتركيا في انتظار ردهم على ما وصلهم. ومما دفعني إلى هذا، هو الانطلاق من حس ثقافي كقارئ، ووجود إنتاج كلمات مميزة خارج وطني لا تتوافر كلها في معارض الكتاب، أيضاً انتشار العناوين البراقة ضعيفة المحتوى، ولكنْ لها تسويقا عاليا من دور النشر المصدرة لها، وكذلك على المستوى العربي وجود عدد من المؤلفين والمؤلفات ممن لا يستطيع إصدار كتابه، وحتى لو تمكن من ذلك في أي وسيلة؛ فإنه يواجه مشكلة بالتسويق له؛ لأن اسمه مغمور؛ يصطدم بجدار الواقع التجاري بنسبة كبيرة، مع أن المضمون رائع! بيد أنه لا يتمكن من النجاة بخبره! من طرف آخر من الكتاب والكاتبات شهرته داخل بلده فقط، يحتاج ليعرف خارجها. الفائدة: البقاء للمفردة القوية بصوت المؤلفين والمؤلفات، والقراء المتذوقين، والجمهور. ليس الخلود في التسويق التجاري البعيد عن الجمال والذوق الرفيع. نتائج اللقاء، بعنوان ديناميكا القراءة مع بعد طرح الفكرة و المشكلة، ظهر لنا بعد عرض التجارب والعصف الذهني والنقاش ما يلي: 1 - استخدام الإعلام المرئي، ووسائل التواصل لاجتماعي. 2 - تكوين فريق عمل رئيسي يتفرع منه فرق عمل تطوعية تساهم بالوقت، والجهد، والمال. 3 - عقد اجتماعات مبسطة بدون دعوات رسمية بين المؤلف أو المؤلفة مع جمهورهم حسب ما يتاح في كل بلد. 4 - إنشاء موقع على الشبكة العنكبوتية للتواصل التفاعلي في أصناف كتب المبادرة التي هي كتب أدبية واجتماعية. 5 - تحفيز الجمهور على العمل في مساندة كتابهم وكاتباتهم. 6 - تحديد فترة عمل بتاريخ محدد في إنهاء الخطوات الأولى للمشروع. 7 - طلب التعاون من شركات الشحن ليتم توصيل الكتب بين البلدان بأسعار رمزية. 8 - توفير داعم يمول المبادرة مادياً. 9 -دعم حكومي أو مؤسسة ثقافية متخصصة. هذا وأرجو أن تكون مبادرتي هذه حجراً يحرّك ماء الثقافة الراكدة، ويجعلها حقّاً مشاعاً للجميع، ونوعاً من السلوك الاجتماعي والثقافي.