أكد الأستاذ الدكتور حمدان المحمد، المشرف العام على الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» أن أولمبياد «إبداع» يعتبر أحد المشروعات المشتركة والاستراتيجية التي تتبناها وتنفذها مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» بالشراكة مع وزارة التعليم لتقديم النماذج الموهوبة والمبدعة. وأوضح البروفيسور المحمد في حوار ل»الجزيرة» أن عدد المسجلين لأولمبياد هذا العام 1437/2016م، بلغ 22046 طالباً وطالبة فيما بلغ عدد المشاريع المتأهلة للتصفيات النهائية 120 مشروعاً بالتناصف بين الطلاب والطالبات. وكشف «المحمد» أن الأولمبياد شهد هذا العام ولأول مرة تدريب جميع الطلبة المتأهلين للتصفية النهائية تدريب متقدم ومباشر أقيم في ثلاث مدن هي الرياض، والخبر، وجدة، حيث تم تأهيليهم بمنهجية البحث العلمي وضوابط الأخلاقيات العلمية وتعريفهم بمعايير التحكيم، كما أنه تم إكسابهم مهارات عرض المشروع العلمي وتقديمه، وذلك بهدف رفع مستوى جودة المشاريع المشاركة.. معاً عزيزنا القارئ إلى مزيد من التفاصيل في الحديث التالي: * ما الهدف من إقامة «أولمبياد إبداع» بشكل سنوي ؟ - انطلاقاً من حرص وزارة التعليم و»موهبة» على صياغة عقل الباحث العلمي المفكر لدى أبناء وبنات الوطن، وإكسابهم مهارات البحث العلمي، جاءت فكرت إقامة أولمبياد الوطني للإبداع العلمي «أولمبياد إبداع» بهدف توفير البيئة العلمية التنافسية التي تشبع اهتمام الطلاب والطالبات، وتنمية روح الإبداع لديهم في المجالات العلمية والتقنية، واكتشاف وتطوير مواهب الطلبة عن طريق حثهم على التعلم والتطوير الذاتي عبر التنافس الشريف، والتمثيل المشرّف لبلدهم في المحافل الدولية بمشاركات متميزة. * كم عدد المشاريع العلمية المشاركة في الأولمبياد لهذا العام ؟ - بفضل الله اكتسبت «أولمبياد إبداع» سمعة طيبة داخل وخارج المملكة وخصوصاً وسط الطلاب، مما أدى إلى ازدياد سنوي في عدد الراغبين في المشاركة، وقد بلغ عدد المسجلين هذا العام 1437/2016م، 22046 طالبا وطالبة فيما بلغ عدد المشاريع المتأهلة للتصفيات النهائية 120 مشروعا بالتناصف بين الطلاب والطالبات. * أولمبياد إبداع منذ انطلاقته وحتى دورته الحالية، مرّ بعدة مراحل تطويرية، هل لك أن تطلعنا على هذه المراحل؟ - في كل عام يمر الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي بمرحلة تقويم وتطوير تساهم بشكل كبير في رفع الوعي لدى الطلبة وبالتالي رفع معدلات التسجيل، إلا أننا نؤمن بأنه بعد مرور خمس سنوات على انطلاقة «إبداع» بأن الجودة هي المطلب الأساسي، وأحد أهم الغايات التي يسعى إليها القائمون على هذه المسابقة العلمية المتميزة، ففي كل عام يتم التطوير وفقاً لحاجة الميدان وتلبية لمتطلباته، مما ينعكس على مستوى الفائدة العامة، والمرجو تحقيقها من أبنائنا الطلبة. وتركزت الجوانب التطويرية في شروط وضوابط التسجيل والتحكيم التي تحقق أهداف المشروع، وكذلك آلية التنفيذ، والمراحل إضافة إلى جانب التحكيم والتدريب، كما أنه تمت إضافة مواد علمية مساندة على الموقع تساهم في الدعم العلمي للطلبة وإيصال المعلومات ذات العلاقة بمهارات البحث العلمي وضوابط العمل عليها. * شهد هذا العام ولأول مرة في تاريخ الأولمبياد تدريب وتأهيل الطلبة المشاركين في التصفيات النهائية للأولمبياد.. ماذا عن هذه الخطوة التطويرية؟ - في إطار النهج التطويري المستمر للأولمبياد بكافة جوانبه العلمية والعملية تم هذا العام إضافة برنامج تدريبي متقدم للطلاب المتأهلين للتصفيات النهائية للأولمبياد، حيث تم تدريب ما يقارب 1000 طالب وطالبة من أوائل المسجلين على الموقع، وهو تدريب إلكتروني على منهجية البحث العلمي ومهاراته من خلال فصول افتراضية، كما تم تدريب جميع الطلبة المتأهلين للتصفية النهائية تدريب مباشر تمت إقامته في ثلاث مدن هي الرياض، والخبر، وجدة، حيث تم تأهيليهم بمنهجية البحث العلمي وضوابط الأخلاقيات العلمية وتعريفهم بمعايير التحكيم، كما أنه تم إكسابهم مهارات عرض المشروع العلمي وتقديمه، وذلك بهدف رفع مستوى جودة المشاريع المشاركة. * وهل ينتهي دور الوزارة و»موهبة» عند تكريم الفائزين.. أم هناك خطوات تالية ؟ - استثماراً لهذه العقول النيرة والمواهب المتميزة دأب القائمون على الأولمبياد على تأهيل تلك المشاريع الفائزة من خلال ورشة علمية تقام لمدة 3 أيام بهدف رفع مستوى جودتها وجاهزيتها للتمثيل المشرّف لبلدهم في المحافل الدولية بمشاركات متميزة، وفق المعايير المحددة من اللجنة العلمية والتي تم اطلاع الطلبة عليها. * شهد الأولمبياد هذا العام دمج مساري البحوث العلمية والابتكار، ما الهدف من وراء هذا الدمج ؟ - نعم.. شهدت الدورة الحالية من الأولمبياد، دمج مساري البحوث العلمية والابتكار في مشروع علمي واحد وذلك لأن منهجية البحث واحدة ومحددة، لذا أردنا أن يتعرض جميع الطلبة المشاركين لهذه المنهجية ويطبقونها في مشاريعهم العلمية التي يستفاد منها في مشاركاتهم المستقبلية، وفي إكمال مشوارهم العلمي في المرحلة الجامعية. * ما تقييمكم لمستوى جودة المشاريع العلمية المشاركة هذا العام؟ - في كل عام تتنوع المشاركات والمشاريع تبعاً لتنوع الأفكار والرؤى، ونرى أن الطلبة أصبح لديهم الوعي الكافي بالمشاركة وبشروطها ومعاييرها، وفي كل مرة نلمس نسبة زيادة اشتداد المنافسة بزيادة ذلك الوعي لديهم. * الدكتور حمدان.. برأيكم كيف يتم رعاية ودعم هذه المشاريع المتميزة؟ - بالفعل هناك رعاية ودعم لا محدود للمشاريع المتميزة، حيث تم دعم بعض المشاريع وتحويلها للفحص المبدئي في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وكذلك تحويلها لمحاضن علمية في برنامج «بادر» - وهو برنامج وطني شامل تتبناه المدينة -، تمهيداً لتحويلها لمنتج يمكن تسويقه. * بعد فوز الطلاب بالأولمبياد ومشاركاتهم الدولية، كيف يتم تطوير وتوجيه المشاريع العلمية للاستفادة من المعامل بالجامعات السعودية والمراكز البحثية ؟ - تقوم اللجنة العلمية في أولمبياد إبداع بدور فعال في ربط المشروع الجيد الذي تم تقييمه وإجازته من اللجنة العلمية بالجامعة أو مركز الأبحاث، وهي بدورها تتابع مستوى تطوّر المشروع والعمل عليه. * هل لدى «موهبة» تواصل مع المراكز العلمية لضمان تطبيق هذه المشاريع ؟ وكيف يتم ذلك ؟ - نعم.. وقد تم توجيه العديد من الطلاب والطالبات ممن لديهم أفكار، وخطة علمية واضحة ومميزة، لعدد من الجامعات والمراكز البحثية، وتأمين مشرفين لهم لتسهيل دخولهم للمعامل والعمل على تجاربهم.