قبل نهائي كأس ولي العهد كتبت في هذه الزاوية تحت عنوان (الهلال والأهلي نهائي تاريخي ومعاناة فنية)، واليوم انكشف حال الفريقين، وتبينت للجميع معاناتهما الفنية وعجزهما التام عن الانفراد بالسباق على صدارة الدوري ودخول فريق الاتحاد على الخط، وهو شيء توقعه البعض منذ منتصف الدور الأول من الدوري ومما قالوه: (إن بطولة الدوري قد تكون للقادمين من الخلف)...!! معاناة الهلال الفنية لا تخفى على أحد، الفريق يعاني ويعاني وزاد مدربه وبعض لاعبيه الطين بلة والعلة علة، وإذا لم تتدارك إدارة الهلال وشرفيوه الوضع فسوف تتسرب البطولات منه كما يتسرب الماء من راحة اليد. علة الهلال ليست وليدة اليوم ولا أوضاع اليوم فقط، بل هي نتاج أخطاء متراكمة منذ سنوات، كان العلاج يعود فيها بالمسكنات والحلول العاجلة، وكان الفريق يتعافى سريعاً ويزيد غلته من البطولات، لكن الحقيقة لا تلبث أن تظهر، وتكشفها بطولات النفس الطويل التي ظلت عصية على الفريق منذ ما أربع سنوات مرشحة للزيادة وهي مسافة طويلة من الزمن عندما يتعلق الأمر بفريق مثل الهلال..!! عندما تولى الأمير نواف بن سعد أمور النادي توقع الهلاليون أن سموه سيبدأ من حيث ما انتهى سابقوه، وأنه ليس بحاجة للوقت يتعرف فيه على النادي وظروف النادي واحتياجات فريقه الكروي، فهو كان نائباً للرئيس في فترة سابقة، وهو قريب للنادي ويعرف كل شيء عنه. الآن وقد مضت تسعة أشهر منذ تولي سموه الرئاسة ما زال العمل يتم بوتيرة بطيئة، ولم تتضح بعد ملامح للتطوير على صعيد الفريق الكروي الأول، فالفريق الذي كان الهلاليون يرددون في سابقاً أن مواسمه للنسيان يوشك أن يُطل برأسه من جديد، والبركة في مدرب قال للهلاليين من خلال عمله غير مرة أنه غير قادر على تحقيق أي إضافة للفريق، وأنه قريب من حافة الإفلاس الفني، وأن كل ما في ملفاته مكشوف لمنافسيه، والبركة أيضاً في لاعبين أخذوا من الهلال كل شيء، ولم يقدموا له ما يوازي ذلك، يجرون أقدامهم بتثاقل ويكررون أخطاءهم بلا مبالاة، بعد أن ضمنوا الخانة وأمنوا العقوبة!! قبل أن تأتي إدارة الهلال الجديدة، وقبل أن يحقق الفريق كأس الملك، وبعد أن كاد أن ينهي موسماً ثانياً بلا ذهب، كان الهلاليون يتحدثون عن احتياجات فريقهم: - مدرب متمكن صاحب سيرة ممتازة يعيد ترتيب أوضاع الفريق من جديد. - لاعبون أجانب يصنعون الفارق. - لاعبون محليون يسدون الحاجة في مراكز محددة (قلب الدفاع- المحور). - إدارة كرة قوية تفرض الهيبة وتضبط النظام وتتمتع بالاستقلالية التامة وتملك الصلاحيات الكافية. فاز الهلال بكأس الملك، وتنفس الهلاليون الصعداء، فقد كان موجعاً أن ينهي فريقهم موسماً آخر بلا لقب وهو لم يعودهم على ذلك، وجاء الفوز داعماً للإدارة الجديدة ومخففاً للضغوط التي كانت ستمارس عليها، لكن الهلاليين لم ينسوا احتياجات فريقهم المقبل على موسم صعب..!! استمر دونيس، واستمر ثنائي قلب الدفاع كواك وديقاو، وحضر إدواردو والميدا، ونسي الهلاليون أن هناك شيئاً اسمه الصفقات المحلية، وحينها كان البعض ضد استنزاف حقوق الفريق باللاعبين الأجانب بثنائي قلب دفاع... ويتساءلون أين الصفقات المحلية، ويوجسون خيفة من سيرة الميدا التي لم تكن مشجعة ولا تشي بما يكفي للتفاؤل. هبت رياح البداية في لندن كما يشتهي الهلاليون وعلى حساب جارهم أيضاً، وهو ما خفف المزيد من الأعباء والضغوط على الإدارة الجديدة. بدأ الموسم، حقق الهلال انتصارات متوالية في الدوري، وبدا منافساً قوياً على الصدارة.. لكنه فشل مع مدربه في تجاوز نصف النهائي الآسيوي.. ثم خسر من منافسيه الاتحاد والأهلي، ومرّت فترة التسجيل الشتوية دون أن حراك أزرق، وبدأت المعاناة من جديد، وأصبح الفوز يحدث بصعوبة، وغاب الفريق إلا في الشوط الأول من نهائي كأس ولي العهد، وحدث صدع واضح في بعض أدبيات تاريخ الفريق، وعاد الجميع للمربع الأول والحديث عن احتياجات الفريق التي لم تتجاوز ما قيل نهاية الموسم الماضي: (مدرب متمكن ولاعبون أجانب يصنعون الفارق ولاعبون محليون في مراكز محددة وإدارة كرة قوية). يلعب الهلال مواجهات صعبة خلال الفترة المقبلة، وليس أمامه إلا الأدوات المتاحة منذ إغلاق الفترة الشتوية بعد أن فوت على نفسه فرصة التعزيز والدعم، يبحث عن لقب الدوري ويبحث عن اللقب الآسيوي وعن الحفاظ على لقب كأس الملك، وإذا ما استمر لاعبوه ومدربهم في التعاطي مع هذه المرحلة بالشكل الذي شاهدناه خلال الفترة السابقة فسيجد الفريق نفسه خارج دائرة المنافسة، والحل بيد إدارة النادي التي يجب أن تتدخل مادام هناك معنى للتدخل، يجب أن تناقش المدرب، وإن لزم الأمر أن تتدخل في عمله فليكن ذلك فمصالح الهلال أهم وأبقى، ويجب أن تجلس مع اللاعبين وتتعرف على أسباب تراجع مستواهم، وأن تناقش مدير الكرة في الأدوار المنوطة به وهل يقوم بها كما يجب؟ ... في النهاية لا فائدة من تدخل يأتي بعد الصافرة الأخيرة. مراحل... مراحل - ما يحدث في لجنة الحكام يؤكد أن آخر العلاج... الإبعاد!! - ما يقوله عمر المهنا عن الهلال هل يستطيع قوله عن نادٍ آخر؟ - مراقب يرتدي شعار ناديه المفضل... ويتحدث عن قميص نادٍ آخر بطريقة استفزازية لا تختلف عنه طريقته الفاشلة في التحكيم... هل يمكن أن يعول عليه في تطوير مستوى الحكام؟ - بعض الأندية يجب أن تنظر بعين الجد لما يدور من حديث حول تدخل البعض وتقاطع مصالحهم مع مصالح آخرين موجودين في النادي... حتى وإن أدعوا الإخلاص وتظاهروا به!! - طريقة تعاطي بعض دكاكين الفضاء - (المخترقة) و(الخالية) المهنية و(اللاهثة) خلف سراب الألوان وسوالف الاستراحات. - مع الأحداث والقضايا الرياضية المتشابهة تختلف باختلاف الألوان، فما كانت تطالب بالقضاء عليه أمس أصبحت تدافع عنه اليوم، وما كانت تحذر منه أصبحت تعده قدوة!! - مؤسف أن تجد من يدافع عن شخص قامت عليه الحجة وركبه الخطأ من رأسه حتى أخمص قدميه. - النصيحة الصادقة.. خير من دفاع كاذب ترشده المصالح وتقوده توجيهات المعازيب!!