أصدق دليل على ما كنا نقوله من أن كرة القدم هي التجارة الأولى في هذا القرن هو ما تفعله الصين هذه الأيام!، النمر الآسيوي الأكبر والإمبراطورية القديمة الجديدة بعد أن احتلت العالم عبر بوابة الصناعة، لم تجد طريقا آخر إلا من خلال التسويق والاستثمار الرياضي لتغزو العالم فيه مرة أخرى! وفي درس كبير لنا جميعاً اتجهوا إلى نقطة البداية وأصل كرة القدم: إنجلترا! هكذا «بلا لف أو دوران» أو «الجري وراء اللاشي»! وقاموا بشراكة مع أكبر كيان كروي هناك: مجموعة السيتي فوتبول الإماراتية التي تملك مانشستر سيتي في إنجلترا ونيويورك سيتي في أمريكا، تلك الشراكة اشتروا بها حصة في السيتي الإنجليزي بقيمة 400 مليون دولار! الجيد في الأمر أن الحكومة الصينية نفسها هي المشاركة في هذا الاستثمار، فالطرف الصيني المشارك لمجموعة السيتي الإماراتية هي «China Capital» المملوكة للحكومة! أي أن التسويق الرياضي الآن أصبح ضمن الخطط الحكومية، بل هو على رأس أهدافها! الدليل على ذلك أن من قام بالشراكة هو الرئيس الصيني نفسه! الذي زار إنجلترا برفقة ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا! وانظروا إلى أكبر خطة تسويق رياضي رأيتها بشكل شخصي! خرج رئيس الصين مع كاميرون من قلب مجموعة السيتي في انجلترا بخطة تسويق طويلة المدى من «خمسين بندا»!، منها: «وجوب» وجود الرياضة داخل الصين وخاصة كرة القدم! وأن يكون ذلك في المدارس، فمن تلك البنود: فتح 50 ألف مدرسة كرة قدم في الصين، أي أن الصين تريد ممارسة الاستثمار وكرة القدم من أسفل السلم وأن تبدأ من الأساس، إنجلترا عززت ذلك بإيفاد «ديفيد بيكهام» سفير للكرة الإنجليزية في الصين منذ مارس 2015! من تلك البنود أيضاً أن ترسل انجلترا مدربين كرة قدم لكل تلك المدارس! يا لها من خطة ويا لتأخرنا في تنفيذ مثلها، وانتظروا الصين في السنوات القادمة وسأراهن بشكل شخصي علي كونها إحدى القوى العظمى في كرة القدم وفي التسويق الرياضي! الصين بعد استضافة أولمبياد 2022 أعلنت عن تعيين «فيليب بلاتر» ابن شقيق «جوزيف بلاتر» رئيس الفيفا الذي نعرفه جميعاً: من أجل استضافة وتنظيم كأس العالم لكرة القدم بعد مونديال قطر في 2022! الكل الآن ينام في «العسل» ولا يعرف الأكثرية أن استثمار الصين في الأندية الأوروبية بدأ يتزايد، مجموعة واندا الصينية للتسويق الرياضي الآن تمتلك 20 % من نادي أتليتكو مدريد الإسباني! و54 % من أسهم إسبانيول، ودفعت مليار دولار لشراء مجموعة شركات «انفرونت» السويسرية للتسويق الرياضي التي يمتلكها «بلاتر» رئيس جمهورية الفيفا السابق! « اكتساح تجاري عبر بوابة التسويق الرياضي « هو عنوان المرحلة القادمة وهي مرحلة بطلها التنين الصيني .. بكل قوة! خطر الاستثمار الصيني يقترب من حد الخطورة وهو ما أشار إليه كباركرة القدم مثل هيدينك مدرب تشيلسي وفينجر مدرب أرسنال! وقالوا: «إنهم جادون للغاية في فرض أنفسهم على الساحة الرياضية»، وذلك عندما رأوا صاعقة هبطت في موسم الانتقالات هذا الشهر وهي أن الدوري الصيني أنفق على اللاعبين 200 مليون جنيه إسترليني، أي تخطى الدوري الإنجليزي المخضرم الذي انفق 175 مليون!!... أخيراً.. الصين قادمة!