فلن أنسى أيامنا التي قضيناها طوال أيام عمرك - رحمك الله -. تذكرت الأوقات الجميلة معك، وجدك ومزحك وأسلوبك وأفكارك وقصائدك الرائعة.. عاد بي شريط أفكاري إلى أيام طفولتي، وحرصك الدائم على إخوتك، فكم تعلمت منك خط القلم والقراءة، فكنت خير من تعلمت منه. وفي مرحلة شبابي كنت صديقاً لي، وكنت قريباً من الجميع، ويغمر روحك الهدوء والابتسامة الدائمة رغم معاناتك في رحلة عمرك. كنت صاحب مشاعر حساسة ومرهفة، ودموع عينيك قريبة، ولا تطيق الفراق. حينما تجرعت فراق أبي وأنت كنت طالباً بالجامعة بالرياض.. حتى بعد مرور عشرين عاماً من دفن أبي، كانت تذرف دموعك حينما تهيض مشاعرك، وقلت: كنت دائماً تكتم الحزن في قلبك، وتخفي مهامر دموعك، وتحاول أن تنسى، ولكن جرح الفراق في قلبك أصبح عطيباً. وتجرعت بعد ذلك فراق الحبيبة أمي - رحمة الله عليها - مما زاد حزنك حزناً، وجرحك جرحاً؛ وقلت: إلى أن قلت: نعم، كان إيمانك بالله سبحانه قوياً، وهذه سنة الله في خلقه. وأذكر في إحدى قصائدك يوم أن كنت مرافقاً معنا بالمشفى، وقلت: رحمك الله يا أخي وعضيدي يوسف؛ ففراقك عنا نزفت منه جروح الفقد. كنت نِعم الرجل، ومحبوباً لدى الناس، ويشهد لك الناس والتاريخ على طيب أفعالك ووصلك بالأقارب، وقد قلت في أحد اجتماعات الأسرة قصيدة، يخلدها لك التاريخ، كان مطلعها: .. إلى آخر القصيدة. أبيات من الشعر جميلة منك يا أخي، وتحث على الوصل بين أهلك وناسك. ومن أحد نصوصك الجميلة: كنت تحب ديرتك المجمعة حب المتيم حتى أنك وصفتها بالهنوف شديدة الجمال. نعم، سوف تبقى خالداً في قلوب أحبابك؛ فالناس تشهد لك بالخير، وذكرك الطيب ترك بصمة لك يا معلم الأجيال، وتركت بصمة لك في الشعر أيضاً. في آخر أيام عمرك قلت: راجياً من الله أن يجزيك خير الجزاء، ويدخلك جنات الفردوس أنت وأبي وأمي وجميع موتى المسلمين، وتصبح قبوركم روضة من رياض الجنة، آمين يا رب العالمين، وأن يعيننا على ذكره وفعل الخير والصلاة والزكاة والصيام وحج بيت الله الحرام، وأن يحسن الخاتمة لنا.. رحمك الله أخي رحمة واسعة. ماجد بن أحمد الثميري - المجمعة