في خضم الجدل السياسي المتواصل الذي لا يزال يسيطر على علاقات قيادات الصف الأول لحركة نداء تونس وسلسلة الاستقالات التي تتالى من الحركة، ينصب اهتمام الرأي العام التونسي على آخر مستجدات الحرب على الإرهاب وملاحقة الأمن والجيش للعناصر المسلحة، حيث أفادت وزارة الدفاع الوطني بأن دورية عسكرية عاملة بالمنطقة العسكرية العازلة بأقصى الجنوب، رصدت ظهر أول أمس سيارة ليبية دخلت التراب التونسي على مستوى إحدى الطرقات الفرعية غير المعبدة لاذت بالفرار نحو التراب الليبي حال تقدم الدورية نحوها. وبتفتيش المكان تم العثور على 10 أسلحة صيد نارية متطورة تركتها العناصر المسلحة التي كانت على متن السيارة. كما كشفت الوزارة بأن تشكيلات عسكرية قامت مؤخرا، بمشاركة عناصر من الأمن الوطني، بتمشيط كامل المنطقة المحيطة بالمكان الذي شهد مواجهات منذ اسبوع بين الجيش وعصابة من الإرهابيين أدت إلى مقتل 3 منهم، وتمّكنت من العثور على حقيبة ظهرية، يشتبه في أن تكون لأحد المسلحين الذين تواجدوا بالجهة في المدة الأخيرة. وتحتوي الحقيبة، على بعض الأغراض الشخصية من ملابس صوفية وثياب مختلفة وبعض المواد الغذائية الأساسية. تنفس التونسيون الصعداء بعد صدور خبر يؤكد إلغاء النقابات الأمنية المضربة لسلسة الاحتجاجات التي كانت دعت اليها بالرغم من أن تنفيذها كان يهدد الأمن والإستقرار في ظل تنامي التهديدات الإرهابية، حيث أعلنت هذه النقابات عن تعليق كل التحركات الاحتجاجية والاعتصامات التي ينفذها منظوروها في كامل محافظات الجمهورية إلى حين التعاطي الجدي لرئاسة الحكومة مع المطالب المشروعة في أقرب الآجال. وكان ر ئيس الدولة الباجي قائد السبسي قد تعهد خلال لقائه بالأمين العام للنقابة، نبيل العياري أمس بالإشارة على رئيس الحكومة لفتح تفاوض جديد معها في القريب العاجل حول تحسين الوضع المادي لقوات الأمن الداخلي.