عبر مشوار حافل بالعطاء والمثابرة والحضور العالمي والعربي والمحلي الذي نثرت من خلاله الفنانة السعودية منيرة الموصلي إبداعها التشكيلي بأسلوبها الخاص والمتميز الذي بدأته مبكرا وتلقت له الدراسة العليا في الفنون، وحظيت منه بسيل من الإرشادات من أقلام النقاد على المستوى العالمي والعربي وأصبحت به رمزا تشكيليا وثقافيا سعودي النشأة وعالمية الانتشار، تستجمع وتستعيد وتستحضر حالياً لجمع شمل ما تبقى من أعمالها التي احتفظت بها لتكون شواهد على مراحلها، حيث تقدم قريبا في صالة حافظ في جدة مجموعة أعمالها التي بلغت سبعا وخمسين لوحة تعددت فيها سبل التعبير واستخدام الوسائط وتضمنت موضوعات لكل مرحلة ولكل فركة أقامت لها معرضا سابقا، فجاء العمل في هذا المعرض بمثابة لم شمل ما بين عام 68م إلى 2015م تضيف للجيل الجديد وعيا بما قام ويقوم به رواد هذا الفن، وبأنهم حاضرون في ذاكرة التاريخ ولا زالوا مساهمين على أرض الواقع، ليسوا غائبين حتى لو توقفوا فترات لاستجماع الأفكار وإعدادها للتنفيذ حسب متطلبات الأحداث الفنية على الساحة، مع ما تكشفه أعمال الفنانة منيرة الموصولي من حضور مبكر للفنون الحديثة في تجربة الفن التشكيلي السعودي في جانب التنفيذ واستخدام الوسائط. الفنانة منيرة موصلي من مواليد مكةالمكرمة عام 1954. تخرجت من كلية الفنون الجميلة في القاهرة عام 1974. ولم تقف عند ذلك الحد بل واصلت دراستها في الولاياتالمتحدةالأمريكية للاستزادة في وقت تعد سابقة لزمانها في اختيارها للتخصص، حيث حصلت على دبلوم في فن التصميم عام 1979. عادت به والتحقت في العام نفسه بالعمل في شركة أرامكو السعودية كمسؤولة عن المطبوعات في إدارة العلاقات العامة. أقامت منيرة معارض فنية خاصة كان أولها في جدة عام 1972، كما شاركت في معارض مختلفة بصورة متواصلة حتى معرض المنامة في أكتوبر 2001 في مملكة البحرين. كانت منيرة المؤسس لمهرجان الفن في الخبر عام 2007، أما عن معارضها الأخيرة فكانت في الرياض عام 2009 بعنوان «أطفال غزة» ومعرض مشترك مع كل من الفنانين يوسف أحمد من قطر وأحمد البحراني من العراق في قاعة بيت مزنة في مسقط بسلطنة عمان. اختيرت منيرة للعمل كأخصائية فنية عام 1994 من قبل برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأممالمتحدة الإنمائية للمساهمة في برامجه الفنية والإعلامية. كما حصلت على عدد من الجوائز التقديرية من جهات ومؤسسات فنية عربية وعالمية. ويأتي معرض «الصبية تضيء ليلك يا عراق» الذي أقامته منيرة موصلي في قاعة البارح في المنامة - البحرين (9 فبراير 2011) الذي اتخذ طابعاً ملحمياً، زاوجت فيه كما جاء في خبر المعرض وقت اقامته بين التوثيق العاطفي وجماليات متخيلة تستلهم وقائع مستعارة من أزمنة مختلفة من تاريخ العراق. هذا وقد كشفت الفنانة منيرة موصلي عن رؤيتها الفنية قائلة انها تنتمي إلى كل الحضارات وكل الأجناس وكل الفنون وكل الأزمان.. أقرؤها يوميا كلما شعرت بالوحدة وانعدام الرؤية.. أعيش في غربة دائمة وأنا في بحث مستمر لا يهدأ.. اللوحة عالمي.. بها أرى الحياة.. بينما الحرية هي مساحتها.. مولعة بما وراء الثرى وما تحت المسام.. تفاصيلها علامات استفهام. نهمة لا تشبع.. خلقت بها وسوف أموت بها أيضاً. وستظل منيرة تواصل عملها خلال فترة امتدت أكثر من ربع قرن كانت حصيلتها مجموعة من الأعمال والدراسات الفنية التي نشرت في الصحف المحلية والعربية وأهمها دراستان عن فن الأطفال وعلاقته بالمجتمع.