أنفقت الأندية الإنجليزية على اللاعبين في الموسم الجاري أكثر من مليار جنيه إسترليني، لكن الصفقة الأكبر في اليوم الأخير للانتقالات الشتوية تمثّلت في إعلان تولي بيب جوارديولا تدريب مانشستر سيتي في الصيف المقبل. وجاء اليوم الأخير في الانتقالات هادئاً في أوروبا إلى حد كبير، بينما كانت أكبر الصفقات من نصيب أندية وسط جدول الترتيب في إنجلترا. ودفع إيفرتون 13.5 مليون جنيه إسترليني ليضم عمر نياسي مهاجم منتخب السنغال من لوكوموتيف موسكو الروسي بينما أبرم ستوك سيتي صفقة قياسية في تاريخ النادي بضم جيانيلي إمبولا من بورتو مقابل 18.3 مليون جنيه إسترليني قبل فترة قصيرة من غلق باب الانتقالات. وقالت شركة ديلويت للخدمات المحاسبية إن الأندية الإنجليزية أنفقت 175 مليون جنيه إسترليني (252.42 مليون دولار) في أكبر موسم للانتقالات الشتوية منذ إنفاق 225 مليون إسترليني في شتاء موسم 2010-2011.. ولم يضم مانشستر سيتي - الذي تعاقد في الصيف الماضي مع كيفن دي بروين ورحيم سترلينج مقابل 100 مليون جنيه إسترليني - أي لاعب لتشكيلته لكن من غير المرجح أن يكون جوارديولا هو الاسم الكبير الوحيد القادم إلى النادي في يوليو المقبل. وفاجأ مانويل بليجريني مدرب سيتي الحالي الجميع في مؤتمر صحفي قبل خوض مباراة أمس قائلاً إنه سيترك منصبه في 30 يونيو. وبعد فترة قصيرة أعلن سيتي أن جوارديولا المدرب الحالي لبايرن ميونيخ الألماني - وأحد أنجح مدربي العالم منذ إحراز 14 لقباً في أربع سنوات مع برشلونة - وقّع على عقد لمدة ثلاث سنوات. وسيمثل قدوم جوارديولا إضافة مهمة للدوري الإنجليزي باعتبارها من أكثر البطولات جذباً للاعبين والمدربين حول العالم. ووصلت رسالة سيتي بشكل سريع إلى المنافسين وقال يورجن كلوب مدرب ليفربول إن جوارديولا سيكون في مهمة للسيطرة على أوروبا. وأضاف: «بيب فاز بكل شيء في إسبانيا وفاز تقريباً بكل شيء في ألمانيا ولذلك أعتقد أنه يريد الفوز بكل شيء في إنجلترا. هذا واضح.» القوة الشرائية وبينما سيكون جوارديولا على موعد مع مهمة كبيرة تتمثّل في إضافة المزيد من اللاعبين لتشكيلة سيتي في الصيف المقبل فإنه ربما يندهش من القوة الشرائية للعديد من الأندية الصغيرة في إنجلترا.. ففي إسبانيا يملك العملاقان برشلونة وريال مدريد أفضلية كبيرة على باقي المنافسين بينما يؤدي بايرن ميونيخ دوراً مشابهاً في ألمانيا.. لكن في إنجلترا يبدو بوسع جميع الأندية جذب أبرز مواهب العالم خصوصاً بعد إبرام عقد ضخم لبيع حقوق البث التلفزيوني بداية من الموسم المقبل ولمدة ثلاثة أعوام مقابل 5.1 مليار جنيه إسترليني. ويؤدي هذا الإنفاق لنتائج غير متوقعة للأندية حيث يصارع تشيلسي حامل اللقب للابتعاد عن دائرة الهبوط هذا الموسم بينما ينافس ليستر سيتي على لقب الدوري رغم أنه كان خارج دائرة التوقعات تماماً. وسجل ستوك سيتي - صاحب المركز التاسع في الدوري - رقماً قياسياً في تاريخ النادي عندما ضم شيردان شاكيري لاعب منتخب سويسرا من إنترناسيونالي مقابل 12 مليون جنيه إسترليني في أغسطس الماضي لكنه حطم هذا الرقم بضم إمبولا. وأنفق نيوكاسل يونايتد المهدد بالهبوط حوالي 25 مليون جنيه إسترليني لضم ثنائي المنتخب الإنجليزي أندروس تاونسند من توتنهام هوتسبير وجونجو شيلفي من سوانزي سيتي.. كما أبرم سندرلاند المتعثر أكثر من صفقة وكذلك الأمر بالنسبة لواتفورد وبورنموث ونوريتش سيتي.. لكن في المقابل لم يدفع أستون فيلا فريق الذيل أي مبلغ في تدعيم صفوفه ليبدو في طريقه للهبوط إلى الدرجة الثانية وسط تكهنات حول مستقبل المدرب ريمي جارد. وقال دان جونز من مجموعة الأعمال الرياضية التابعة لشركة ديلويت: «لقد تابعنا مرة أخرى استخدام أندية الدوري الإنجليزي لسوق الانتقالات في يناير للاستثمار بشكل كبير في ضم المواهب». وأضاف: «بلغ إجمالي حجم الإنفاق هذا الموسم مليار جنيه إسترليني لأول مرة». ولم يقتصر الإنفاق على أندية الدوري الممتاز بل حدث ذلك في دوري الدرجة الثانية أيضاً بواسطة عدة فرق منها ميدلسبره المرشح للصعود والذي ضم جوردان رودز مهاجم منتخب أسكتلندا من بلاكبيرن روفرز في صفقة لم يكشف النادي عن قيمتها، بينما ذكرت وسائل إعلام أنها تبلغ نحو تسعة ملايين جنيه إسترليني.