لمدة طويلة، تناسى العرب والمسلمون خُطَب العميل الإيراني، حسن نصرالله، التي كان يدعو فيها إلى إقامة دولة الولي الفقيه في لبنان وغيرها من البلاد العربية والإسلامية. فقد استطاع قائد هذه المليشيا الإرهابية أن يرفع قميص الشرفاء الفلسطينيين، ويزعم الدفاع عنهم، وعن قضيتهم، ويشاركه في هذا زعيم الممانعة والمقاومة في دمشق. وقد استطاعا خداع العرب لزمن طويل؛ فنحن أمة لا تقرأ، ولا تحلل، وإن قرأت فهي لا تفهم. والغريب أن معارك نصرالله مع الإسرائيليين تنتهي دوماً بتدمير كل شيء، إلا حزبه الإرهابي، أما هو فهو في أمان دائم؛ لأنه بقيمة الذهب عند من يستخدمه؛ فعن طريقه وطريق حزبه تتحقق كل الأهداف، ومن ذا الذي سيفرط بمثل هذا؟! ورغم أن كل معاركه كانت تشتعل في أوقات مشبوهة، وتفضي دوماً إلى خسائر جسيمة للعرب، وبالأخص لقضية فلسطين، إلا أن الحديث عنه بموضوعية، فضلاً عن نقده، كان من المحرمات، وخصوصاً لدى عتاة القومجية، حتى شاء الله الفضيحة لهذا المجرم العميل! كانت ثورة سوريا مختلفة في كل شيء، وهي من خلال هذا الإطار - على الأقل - تُعتبر واحدة من أعظم الثورات في التاريخ البشري كله؛ إذ أضحت بلاد الشام ساحة لتصفية صراعات القوى العالمية، ومكاناً تجمع فيه كل إرهابيي العالم، أو تم تجميعهم فيه، وشاهدنا على أرضها واقعاً، لا يستطيع أعظم المخرجين والممثلين تصويره، من قتل وتشريد، وقطع وصلب، وأدبيات تم إحياؤها، بعد أن اعتقدنا أنها خارج إطار الزمان والمكان، وكان حزب حسن نصرالله الإرهابي ضالعاً في معظم الجرائم التي ارتُكبت، والدماء التي سالت، دفاعاً عن طاغية يتلذذ بقتل شعبه، ويشويهم بالبراميل المتفجرة؛ فدماؤهم أرخص من أن يستخدم أسلحة أقل ألما لسفكها. فنصرالله مجرد أداة، تنفِّذ الإملاءات، وبدلاً من أن يدافع عن الفلسطينيين أصبح يشارك بقتلهم في المخيمات السورية، وربما أنه لا توجد جريمة تخطر على بال أعتى الفاشيين، والساديين، لم يرتكبها هو وحزبه؛ إذ لا يتورعون عن أي شيء. وسيحكي لنا التاريخ عن التفاصيل الصغيرة، التي لم نسمع عنها حتى الآن؛ فما يحدث في أرض الشام يستعصي على الخيال. كان أكثر الأحداث إيلاما هو حصار نصرالله وحزبه الإرهابي لبلدة مضايا السورية. ولولا الله، ثم بعض النشطاء الشجعان، لمات أهلها جوعاً. ولا أظن أن أحداً يحمل قلباً، حتى ولو كان من حجر، إلا وتأثر من جراء نشر صور الأطفال، وذويهم، الذين حاصرهم حزب نصرالله، وكان ينوي قتلهم عن طريق التجويع، وذلك في الوقت ذاته الذي يتجشأ فيه الإرهابي نصرالله من أثر التخمة. ويبدو أن حرب التجويع لم ترق لعضو البرلمان السوري، المسمى أحمد شلاش؛ إذ كتب في حسابه على الفيس بوك، وقال: «إن حصار بلدة مضايا وتجويع أهلها أمر مكلِّف، وربما كان من الأفضل أن يتم حرق البلدة وأهلها». وهذا المجرم الآخر يتبع ملة بشار الأسد، ونصرالله. وبقدر ألمنا على ما يجري في سوريا إلا أن هذه الثورة كشفت الكثير، وأيقظت الحالمين، فزعماء الممانعة والمقاومة، الذين لطالما عيّرونا بمواقفنا، هم من يقتل إخوتنا السوريين والفلسطينيين بأبشع الطرق وأشنعها، وسيأتي لهم يوم قصاص قريب، وسيكون لنا موعد مع ذلك.