خلال الأعوام الماضية مارست الرياض سياسة شعرة معاوية في علاقتها مع طهران إلى أن جاء الوقت الذي أطلقت عليها رصاصة الرحمة بعد صبر طويل ولا غرابة فسياسة ضبط النفس والنفس الطويل والاحتواء هذه المصطلحات وغيرها خرجت من مدرسة السياسة السعودية المتزنة. وعندما كانت السعودية تمارس هذه السياسات العقلانية كانت إيران تمارس التصعيد حتى لم يعد لديها ما تخدع به الداخل المقهور أو تقنع به الخارج المخدوع. وإن كان الاعتداء على المقار الدبلوماسية السعودية هو آخر أوراق إيران ودليل عجزها فإن قطع العلاقات من الجانب السعودي هي الورقة الأولى من أوراق الردع ولا زال لديها الكثير من الخيارات المتاحة بما تملكه من وسائل دبلوماسية واقتصادية وعسكرية. فليس لأحد أن يثني السعودية عن ممارسة سيادتها على أراضيها وحماية مواطنيها ولن تسمح لجار السوء أن يشعل الفتن في محيطها الخليجي وعمقها العربي. (نعوذ بالله من جار السوء).