نعم، رحل أبو عثمان متعدد المزايا وحديث الناس بكل المزايا التي يمنحها الله لخلقه، إنه الشيخ محمد بن عثمان الرشيد أحد وجهاء المملكة عامة والمجمعة خاصة، هذا الرجل الذي عندما شاع خبر وفاته نطقت الألسن جميعاً «إلى رحمة الله يا أبا عثمان»؛ فقد كان وفياً كريماً متواضعاً، يروى عنه ما يشبه الأساطير من الوفاء والصدق والعطف، كان له جار في سكنه السابق، وعندما أنشأ مساكنه الحالية كان قد أقام سكناً لجاره، ورحل معهم، وعندما ساهم معه أناس في أرض صارت هناك مشكلة على صك الأرض، فتطلب الاستفادة منها، فألح عليه بعض الناس وأخذوا رأس مالهم، وعندما حُلت المشكلة بعد سنوات وتضاعفت القيمة عشرات المرات أعطاهم الفرق. وأذكر أنني كنت مسافراً إلى القصيم منذ سنوات مع صديق لي له علاقه به، فاقترح أن نصلي الجمعة في المجمعة ونشرب القهوة معه، وفعلاً رأيناه في المسجد، فألح علي أن نتشرف بدخول منزله، وفعلاً تم ذلك، ووجدنا لديه أناساً يقاربونه في السن، فقال صديقي: إن هؤلاء أصحابه في الصغر، ولأنهم لا يأتون إلى الرياض هو يأتي إليهم ويقيم لهم واجبهم هنا، وينبسط معهم ويمازحهم، والحديث عن أبي عثمان يطول ويطول، وعزاؤنا لعائلة الرشيد خصوصاً والمحبين له عموماً.. و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.