{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، لله ما أعطى ولله ما أخذ، لقد فجعت بخبر وفاة أخي وحبيبي علي القرعاوي وحزنت عليه حزناً أوجع قلبي لفقد أخ تعجز الكلمات والعبارات أن تصور فجيعتي. عندما دق هاتفي الساعة الواحدة من ليلة الجمعة 7-3-1437ه نهضت فزعاً من فراشي، فإذا الخبر من ابنه أبي فيصل بصوت مرتجف يخبرني بوفاة أخي، فعصر قلبي بفقد أخ عشنا معاً بقلب واحد ينبض بالحب والود والتواصل، لقد انطفأت شمعة من شمعات عائلتنا توقف قلب نابض بالحب لكل من حوله من عائلته وإخوانه وأقربائه بل تعدى حبه وقبوله إلى أصدقائه وجيرانه. كان يتمتع رحمه الله بشخصية محبوبة في مجتمعه أفنى عمراً في ميدان التعليم معلماً متفانياً وقائداً تربوياً جاداً ومربياً فاضلاً كان -رحمه الله- قدوة في الالتزام والانضباط وتفانيه في أداء عمله على الوجه الأكمل وترجل من هذا الميدان وقلبه مطمئن حيث أدى الأمانة بإخلاص. كان -رحمه الله- محباً للخير ويسعى له، يتحسسه ويتلمس حوائج من حوله وفك كرباتهم على قدر استطاعته، كان ذا نفس أريحية متسامحاً لا يحمل قلبه غير الحب والخير للآخرين صاحب قلب طيب ولسان صريح من غير إيذاء للآخرين، حريص على الالتزام بالمواعيد وتلبية الدعوات، أنيس المجالس حديثه وسوالفه، لديه القدرة على جعل الحاضرين مهما كثروا يستمعون له وينصتون إليه رحمه الله. إن عزاءنا وما يخفف من أحزاننا ابنه البار الوفي أبو فيصل وبقية أبنائه البررة وبناته ووالدتهم الخيرات. أسأل الله العلي القدير أن يرزقنا الصبر والاحتساب والسلوان على الفقيد الجلل وأن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.