يضايقنا كثيراً أن نسمع دائماً جملة (الإرهاب الإسلامي)؛ فلماذا ينسبون الإرهاب للإسلام؟! فالإرهاب لا يتبع ديناً أو دولة معينة. والذي يضايقنا أكثر أنهم يعتبرون المسلمين إرهابيين بالجملة. ولو أخذنا في الاعتبار أن هؤلاء الإرهابيين ينتمون للإسلام فعلاً فهم لا يمثلون إلا 0.001 % من المسلمين، أي أنه يوجد 99.99 % ليسوا إرهابيين أو متطرفين كما يسمونهم؛ فلماذا هذا التعميم؟!! وسوف نعود بكم للتاريخ؛ لنثبت أن الإرهاب ليس إسلامياً. ففي عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - تم فتح بيت المقدس. وعند دخول عمر - رضي الله عنه - لها قال في خطبته «هذا ما أعطى عبدالله بن عمر أمير المؤمنين أهل إيليا من الأمان. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها. أنه لا تسكن كنائسهم، ولا تهدم، ولا ينتقص منها ولا من حيزها، ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضار أحد منهم...» إلخ. وعندما دعاه البطريرك صفرونيوس لتفقُّد كنيسة القيامة لبَّى دعوته، وأدركته الصلاة وهو فيها فالتفت إلى البطريرك، وقال له: «أين أصلي؟» فقال: مكانك صل. فقال: «ما كان لعمر أن يصلي في كنيسة فيأتي المسلمون من بعدي ويقولون هنا صلى عمر ويبنون عليه مسجداً». وابتعد عنها رمية حجر، وفرش عباءته، وصلى، وجاء المسلمون من بعده، وبنوا على ذلك المكان المسجد المسمى بمسجد عمر. فهذه سماحة الإسلام وسماحة أمير المؤمنين عمر. وننتقل بكم إلى حدث آخر، وهو عندما دخل الصليبيون بيت المقدس من خلال حملاتهم الصليبية المتكررة، وكانت البداية من أوربان. وسوف ننقل لكم ما قالوه هم عند دخولهم بيت المقدس، وليس ما قلناه نحن. قال الراهب (روبرت)، أحد الصليبيين المتعصبين، وهو شاهد عيان عما حدث في بيت المقدس، واصفاً سلوك قومه: «كان قومنا يجوبون الشوارع والميادين وسطوح البيوت؛ ليرووا غليلهم من التقتيل، وذلك كاللبؤات التي خُطفت صغارها! كانوا يذبحون الأولاد والشباب، ويقطعونهم إرباً إرباً، وكانوا يشنقون أناساً كثيرين بحبل واحد بغية السرعة، وكان قومنا يقبضون كل شيء يجدونه، فيبقرون بطون الموتى؛ ليخرجوا منها قطعاً ذهبية»! وقال كاهن أبوس ريموند داجميل: «لقد أفرط قومنا في سفك الدماء في هيكل سليمان، وكانت جثث القتلى تعوم في الساحة هنا وهناك، وكانت الأيدي المبتورة تسبح كأنها تريد أن تتصل بجثث غريبة عنها. ولم يكتف الفرسان الصليبيون الأتقياء(!) بذلك؛ فعقدوا مؤتمراً، أجمعوا فيه على إبادة جميع سكان القدس من المسلمين واليهود وخوارج النصارى الذين كان عددهم ستين ألفاً، فأفنوهم عن بكرة أبيهم في ثمانية أيام، ولم يستبقوا منهم امرأة، ولا ولداً، ولا شيخاً». انتهى كلامه. فشتان شتان بين سماحة عمر وحماقة أوربان.