جاء خطاب خادم الحرمين الشريفين في مجلس الشورى مؤثراً، والكل كان متشوقاً له، فصرح مسؤولون ل (الجزيرة) بكلمات عبروا فيها عن سعادتهم وولائهم لقائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله ورعاه - حيث أكدت البرفوسورة الدكتورة سلوى بنت عبدالله فهد الهزاع عضو مجلس الشورى أستاذ محاضر بكلية الطب جامعة الفيصل، رئيس واستشاري أمراض وجراحة العيون، كبير العلماء واستشاري الأمراض الوراثية بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، بقولها: إن الجميع كان متشوقاً لخطاب ملكنا خادم الحرمين الشريفين، لأنه أول خطاب يلقيه منذ توليه الحكم، وكذلك الأحداث التي حصلت منذ توليه الحكم كانت تحديات للمملكة العربية السعودية، حيث تنوعت الأحداث في السنة الماضية داخلياً وخارجياً، اقتصادياً وإصلاحياً، فعلى الصعيد الخارجي كان على رأس القائمة الإرهاب، وما قام به خادم الحرمين الشريفين منذ توليه الحكم بالتحالف الذي ضم ليس فقط الدول العربية أو الدول الإسلامية فحسب بل شمل المنظمات العالمية التي تهتم بشأن الإسلام والمسلمين، وهذا إن دل فإنما يدل على قوة المملكة العربية السعودية بأن تكون قائداً ليس على مستوى الخليج العربي أو الدول العربية أو الدول الإسلامية فقط بل على مستوى العالم، وكذلك من الناحية الداخلية فقد تركزت على الإصلاحات وما قام به ولي ولي العهد بورشة العمل للتحول الوطني الذي تطرق إليه الخطاب، حيث كان لي الشرف أن أكون عضواً فعالاً بهذه الورشة، فخطاب ملكنا تطرق إلى أن المواطن له أهميته تنموياً واقتصادياً. وأما من الناحية الاقتصادية فهناك أسعار النفط والتغيرات التي طرأ عليها، ومن أهمها ما ذكره خادم الحرمين الشريفين أن لا يكون اعتماد الدولة على النفط كمصدر رئيس بل لابد من تنوع المصادر بما يخدم البلد والمواطنين. وفي الختام دعت الهزاع الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وبلادنا وأن يعم الأمن والأمان لهذا البلد. وفي الشأن ذاته تحدث الدكتور أحمد بن سعد آل مفرح عضو مجلس الشورى قائلاً: لقد اشتمل خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - لافتتاح السنة الرابعة من الدورة السادسة على مضامين عدة، كان في طليعتها التركيز على الأسس التي قامت عليها المملكة وما اختصها الله وشرفها من رعاية للحرمين الشريفين ورعايتهما وخدمتهما، ومسؤوليتها نحو ضيوف الرحمن وما وفرته الدولة لراحتهم. وأضاف آل مفرح: حرص الدولة على وحدة النسيج الوطني ونبذ أي أسباب للفرقة وشق الصف، وعبر عن فخره باللحمة الوطنية التي كانت وستظل - بإذن الله - من أبرز سمات المواطن السعودي، وذكر أهمية المواطن وتوجيه خدمات الدولة واهتمامها البالغ به بوصفه محور التنمية وما تسعى لتوفيره من خدمات تعليمية وصحية وسكنية وغيرها من خلال تطوير أداء الأجهزة الحكومية ورفع وتيرة الإنجاز، وضخ المبالغ وتخصيص الموازنات الكبيرة في سبيل تحقيق ذلك، كما أكد - حفظه الله - حرص الدولة على الاستمرار في الإنفاق على مشروعات التنمية المختلفة رغم الصعوبات الاقتصادية التي يمر بها العالم وتأثير انخفاض أسعار النفط على ذلك. وأشار إلى موقف المملكة من الوضع في سوريا والثبات عليه لحين تحقيق تطلعات الشعب السوري، ودعم المملكة وقيادتها للتحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن والوقوف ضد الأيادي الخفية التي تزعزع الأمن العربي والدولي. وأبان دور المملكة البارز في الحرب على الإرهاب والخطوات غير المسبوقة التي اتخذها في سبيل اجتثاثه من جذوره، والحرص على تعزيز الأمن والسلم محلياً وإقليمياً ودولياً. وثمَّن - أيده الله - دور مجلس الشورى الرقابي والتشريعي وإنجازه لكل ما أسند إليه وما اقترح من مشروعات، وشكر المجلس على حسن الأداء خلال السنوات الماضية وتطلعه لأعوام قادمة من الإنجاز والتطوير. مبيناً آل مفرح أنه خطاب رسم فيه - أيده الله - سياسته الإصلاحية، والتي لمسها كل مواطن منذ توليه مقاليد الحكم، فحرص - حفظه الله - على الإنجاز وجودة المنجز، ومحاسبة المقصر، ودعم الجاد العامل لتحقيق الأهداف التنموية، وترشيد الإنفاق وتنوع الاستثمار، والوقوف بحزم أمام الأيادي الخفية والمستترة التي تهدف لشق الصف وزرع الفتنة بين أفراد المجتمع السعودي أو تلك التي تستهدف المنطقة من خلال فضح أجندتها الطائفية والعرقية وإيقافها عند حدها.. وكذا تركيزه على وحدة الصف العربي والإسلامي والذي تمثل في العديد من المبادرات السياسية والاقتصادية والعسكرية والتي نالت إعجاب وتقدير وثقة العالمين العربي والإسلامي، وأدهشت العالم. وهذا دليل على المكانة التي تحظى بها المملكة ودورها الريادي وتطلع الجميع لها...ودعا آل مفرح لخادم الحرمين بأن يحفظه الله ويعز به دينه. وقال الدكتور ناصر بن علي الموسى - عضو مجلس الشورى رئيس مجلس إدارة جمعية المكفوفين الخيرية بمنطقة الرياض: لقد افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - السنة الشورية الرابعة من الدورة السادسة لمجلس الشورى، وألقى - حفظه الله - الخطاب الملكي السنوي بهذه المناسبة. هذا اليوم من كل عام أصبح يوماً مشهوداً، وحدثاً تاريخياً عظيماً، ونحن في مجلس الشورى - رئيساً وأعضاء - نُعد لهذا اليوم، ونتطلع له، ونتوق إليه، ففيه نتشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين، ونستمع إلى الخطاب الملكي السنوي، وهو خطاب - كما يعلم الجميع - ليس موجهاً لأعضاء مجلس الشورى فحسب، وإنما هو موجه للأمة بكل أطيافها، وفي هذا الخطاب يحدد - حفظه الله - ملامح السياسة الداخلية والخارجية للمملكة. مؤكداً الموسى أننا في مجلس الشورى نعتبر هذا الخطاب نبراساً، وخارطة طريق، وخطة عمل نسير عليها طوال السنة الشورية، فهو يوزع على كافة لجان المجلس المتخصصة التي تقوم بدراسته دراسة مستفيضة متأنية للاستفادة منه في منهج عملها. وقد استهل خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - كلمته الضافية بالتأكيد على القواعد والأسس والمنطلقات والمرتكزات التي تقوم عليها بلادنا الحبيبة منذ تأسيس هذا الكيان العظيم على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن - طيب الله ثراه- حتى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - وهي قواعد وأحكام الشريعة السمحة، كما أكد التزام المملكة الدائم والتام لخدمة الحرمين الشريفين وتقديم أرقى الخدمات لقاصديهما، كما أكد - حفظه الله - أهمية الوحدة الوطنية، واللحمة بين القيادة والشعب، ووقوف الجميع صفاً واحداً خلف القيادة في وجه كل من تسول له نفسه العبث بأمن هذا البلد واستقراره، وأن الجميع مسؤولون أمام الله، ثم أمام ولي الأمر عن الحفاظ على مكتسبات هذا الوطن الغالي. وأبان - حفظه الله - أن مسيرة النماء والبناء والتقدم والتطور في المملكة مستمرة، بل إنها في تصاعد دائم، وذلك في كافة المجالات الصحية والتعليمية والاقتصادية والاجتماعية والنقل وتقنية المعلومات... إلخ، وتضمن الخطاب الملكي الإشارة إلى القرارات التاريخية التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين منذ توليه مقاليد الحكم في المملكة، والتي ترمي إلى كل ما فيه مصلحة الوطن والمواطن، ومن أبرز هذه القرارات الأمران الملكيان المهمان؛ الأول القاضي بإلغاء المجالس العليا وبعض الهيئات واللجان، وتركيز العمل في منظومة واحدة من خلال مجلسين رئيسين هما مجلس الشؤون السياسية والأمنية ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وهما - كما يعلم الجميع - مرتبطان بمجلس الوزراء، ويقومان بتغذيته بالخطط والبرامج والإستراتيجيات التطويرية، مما يؤدي إلى الانتقال بالعمل في المملكة من الاجتهادات الفردية إلى العمل المؤسسي الذي يتسم بالثبات والاستمرارية. أما الأمر الملكي الثاني فهو القاضي بدمج وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي في وزارة واحدة، وهذا القرار يسعى إلى تحقيق هدف سام نبيل هو تحقيق التكامل بين التعليمين العام والعالي، وردم الفجوة التي كانت بينهما، وعليه فإن وزارة التعليم مطالبة الآن بإعداد إستراتيجية وطنية شاملة كاملة متكاملة للتعليم في المملكة تتضمن رؤية التعليم ورسالته وقيمه وأهدافه والأسس والقواعد والمنطلقات والمرتكزات التي يقوم عليها في كافة مستوياته، إضافة إلى آليات التنفيذ والأطر الزمنية اللازمة لذلك. وفي السياسة الخارجية.. أكد خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - على أن المملكة ماضية في سياستها الرامية إلى دعم الأشقاء والأصدقاء ومناصرتهم ومؤازرتهم، ويتجسد ذلك من خلال نصرة الأشقاء في اليمن السعيد من خلال عاصفة الحزم، ثم إعادة الأمل، مع التأكيد على العمل لإيجاد الحلول السياسية وفقاً للمعطيات الخليجية والعربية والدولية، ومن خلال التأكيد على وحدة الأراضي السورية، وبذل أقصى الجهد من أجل إيجاد حل سياسي للخروج بهذا البلد الشقيق من أزمته، ودعم القضية الفلسطينية، وهي قضية العرب والمسلمين الأولى. وفي هذا السياق، فإنني أسجل شهادة حق، وهي أن المملكة العربية السعودية لم تعد قبلة المسلمين فحسب، وإنما أصبحت قبلة العالم كله، والدليل على ذلك كثرة الوفود التي تؤم المملكة على كافة المستويات، إضافة إلى المؤتمرات والندوات والملتقيات التي تحتضنها المملكة. وهناك إجماع على أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - وفقه الله - يأتي في طليعة الزعماء القلائل الذين يحتكم إليهم العالم في ظل التقلبات والتغيرات والتحولات التي يشهدها العالم، وما إيجاد التحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب إلا تتويج لجهوده - أيده الله - في قيادة العالم بمحاربة الإرهاب والغلو والتطرف، فهذه الآفات لا دين لها ولا مكان ولا زمان، فهي تجتاح العالم عبر التاريخ، وقد اكتوت بها كثير من دوله. وفي إطار مضامين هذه الكلمة المهمة أشار الموسى بقوله: أجد أنه لزام عليّ أن أذكِّر نفسي وإخواني بالنِعم الكثيرة التي تتفرد بها بلادنا الحبيبة على سائر بلاد الأرض، وفي مقدمتها تطبيق أحكام الدين الإسلامي الحنيف، وهو الدين الذي غرس فينا روح المحبة والمودة والإخاء والتعاون والتكاتف والتآزر، وهو دين الوسطية، وينبذ الغلو والتطرف والإرهاب بكافة أشكاله. ونعمة الأمن والاستقرار، وهما ركيزتان أساسيتان لرقي الشعوب وتقدمها. ونعمة القيادة الحكيمة الواعية الرشيدة التي نذرت نفسها ووقتها وجهدها في سبيل خدمة الدين والوطن والمواطن، وانتهجت - على مدى تاريخ هذه البلاد - سياسات رصينة متوازنة في كافة المجالات، فعلى سبيل المثال جعلت الإنسان هدفها الأول في الاستثمار، وليس هناك أغلى من الاستثمار في الإنسان، ففتحت الجامعات، وابتعثت أبناءها وبناتها، والتحقوا بأرقى الجامعات العالمية، وعادوا مسلحين بسلاح العلم والمعرفة، كما استثمرت عوائد النفط الضخمة في السنوات الماضية لصالح البنية التحتية، وإطلاق المبادرات الخلاقة والمشروعات العملاقة مما جعل المملكة تصمد قوية شامخة في وجه كافة التقلبات والتغيرات والتحولات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها العالم. وفي الختام.. أدعو الله - سبحانه وتعالى - أن يحفظ بلادنا وأن يحفظ عليها أمنها واستقرارها، وأن يحفظ لها قيادتها الحكيمة كي تواصل مسيرة الخير والعطاء والنماء، كما أدعوه - جلت قدرته - أن يحفظ جنودنا البواسل على الحد الجنوبي من وطننا الغالي، وأن ينصرهم على أعدائهم، وأن ينزل شفاءه العاجل على جرحاهم، وأن يتغمد موتاهم بواسع رحمته، إنه ولي ذلك والقادر عليه. من جهته أشاد الدكتور ثاقب بن عبدالرحمن الشعلان عميد كلية طب الأسنان بجامعة الملك سعود بكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - التي ألقاها في افتتاح أعمال السنة الرابعة من أعمال الدورة السادسة لمجلس الشورى والتي جاءت شاملة لجميع ما يهم المواطن في حياته على كافة الأصعدة السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية، وأضاف الدكتور الشعلان إلى الدور الرائد للمملكة في الشؤون الخارجية وهو الأمر الذي جعل للمملكة مكانة كبيرة في كافة الجوانب والقضايا الدولية. وقال ثاقب إن ما جاء في كلمة خادم الحرمين هو تأكيد من القيادة الرشيدة - رعاها الله - وامتداد على نهج المؤسس - طيب الله ثراه - والتي تتلخص بأن المواطن هو محور التنمية والعطاء لهذا البلد الطاهر. وأضاف قائلاً: إن تشديد خادم الحرمين الشريفين في خطابه الكريم على أن المواطن السعودي هو هدف التنمية الأول لهو أكبر دليل على أن اهتمام القيادة الرشيدة بالمواطن وثقتها في قدرتها على العطاء وأنه أهم عنصر من عناصر التنمية المستدامة التي أضحت سمة مهمة من سمات العصر الزاهر في عصر الحزم والأمل. وذكرت الدكتورة حمدة العنزي عضو مجلس الشورى بقولها: نعتز نحن حقيقة في مجلس الشورى بالرعاية الملكية الكريمة التي نلقاها من لدن خادم الحرمين الشريفين ونسترشد بالخطاب الملكي الكريم الذي يلقى سنوياً في المجلس. وقد مثل لقاء الملك لنا نحن أعضاء الشورى خاصة مناسبة عزيزة تشرفنا فيها بلقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والسلام عليه، وأنهينا بذلك عاماً شورياً وافتتحنا آخر تحت رعاية كريمة منه، والخطاب كما اطلعنا عليه واطلع عليه كافة المواطنين يمثل خارطة طريق واضحة ومحددة المعالم نسير على نهجها عامنا الشوري الجديد.. فالكلمة الكريمة من لدنه رسمت السياستين الداخلية والخارجية مؤكدة على الثوابت والقيم مع إصرار على مواجهة التحديات وإزالة المعوقات، وهي أيضاً شاملة جامعة لكل ما يهم الوطن والمواطن من قضايا عالمية ومحلية مجتمعية، كما أنها ترسم طريقاً لتحقيق نهضة تنموية شاملة ومستدامة على كافة الأصعدة، وخاصة أنها أكدت أن الإنسان السعودي هو هدف التنمية. وقد حضر هذه الكلمة السلطات الأعلى في الوطن ما بين تشريعية وقضائية وتفيذية في تأكيد على أهميتها المرحلية والمستقبلية والتأكيد على أن مجلس الشورى مجلس فاعل وشريك في اتخاذ القرار، وعادة تكون هذه الكلمة القيمة مرجعنا في اللجان خلال العام نسترشد بها في دراستنا للمواضيع والأنظمة التي تعرض علينا حتى نصل إلى الأصلح والأنسب. وهذا مما يدفعنا على الدوام في المجلس إلى استشعار عظم المهمة التي ألقيت على كواهلنا وجسم المسئولية ويدفع بنا إلى مزيد من الإنجاز وتحقيق تطلعات ولي الأمر - حفظه الله.