الناشر: دار نون: راس الخيمة (الإمارات العربية المتحدة)؛ 2015 الصفحات: 576 صفحة من القطع المتوسط من الكتاب: عبد الرحمن الكواكبي؛ عملاق من عمالقة التجديد في الفكر العربي الإسلامي في القرن التاسع عشر، وعلم من إعلام الحضارة العربية الإسلامية في تاريخها الحديث فهو مُصلح اجتماعي، ومفكر سياسي، ومجدد إسلامي، شارك في حركة اليقظة وتنبيه الأمة، ودعا إلى إصلاح المجتمع والارتقاء به، ودعم مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية. عبد الرحمن الكواكبي كان من الذين أسهموا في إغناء الفكر، وتأسيس النهضة ورسم معالمها. سخّر كتاباته جميعها لإيقاظ وعي الحرية والكرامة في نفوس العرب والمسلمين، لأنه إذا استيقظ الوعي تبعه السعي والإقدام، وزال فتور العزائم وتراخي الهمم الناشئ عن التواكل، ووعي الحرية يحتاج إلى أنصار وأعوان، وأول أعوانه: العلم، فيه يرسخ في نفوس الناس أن الحرية أفضل من الحياة نفسها وأكرم، وأن الشرف أعز من المنصب والمال، والعلم هو المرشد إلى الحقوق والهادي إلى السبيل الصحيح لنيلها وصونها، وهو الذي ينبه إلى الظلم، وكيف يُرفع. وهو يطالب بالفصل المتّصل بين التشريع والتنفيذ. صحيح أنّ كلّ هيئة مسؤولة عن عملها بشكل مستقل، لكنّ ذلك لا يعني انفصالاً كلّياً بينهما، بل لا بد أن تكون وظيفة كلّ منهما مكملّة لوظيفة الأخرى من غير أن يؤدي ذلك إلى تدخّل إحدهما في شؤون الأخرى. وهو يرفض الاستبداد ويطالب بإزالته انطلاقاً من معتقداته الإسلاميّة، ومن الواقع المُعاني في ظلّ الحكم العثماني، ومن ملاحظته أن الأمم المتقدّمة لم تصل إلى تقدّمها إلاّ بعد إزالة الاستبداد، فهو يرفضه على كلّ قانون. وهذه صفة الأخلاقي يتعلّق بمنطلق الكواكبي الديني. فإن كان قد رأى أنّ الأخلاق ملكة مطردة على قانون فطري، وأنّ تربيتها التربية، وسقياها العلم، وأقوى ضابط لها هو النهي عن المنكر، فهذا يعني أنّ المنبع الأصلي للأخلاق عنده هو الدين الذي فُطِرَ عليه الناس أجمعون، وتكون تربيته هي إدراك أنّ الله يرى ويراقِب، وبالتالي فكلّ إنسان مكلّف بمراقبة نفسه من هذا المنظور. - محمد جمال طحّان؛ أستاذ الحضارة والفكر العربي الحديث في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى، باحث تنفيذي في مركز الأبحاث أورينت في دبي. له أربعة وثلاثون كتاباً مطبوعاً في الفكر والنقد والشعر والقصة، نشر له أكثر من ألف مادة بين الدراسة والنقد والقصة والشعر.