الناشر: دار توبقال: الدار البيضاء؛ 2015 الصفحات: 120 صفحة من القطع المتوسط هذا الكتاب؛ هو مجمو عة مقالات للكاتب تدور حول قضايا الفكر والثقافة وأسئلة الحداثة؛ وهذه الرسالة تحمل رؤية شخصية للكاتب عن الوعي العربي. من الكتاب: سأبدأ من حيث يجب أن أبدأ. فأنت ترى أن الإنسان هوية، وتربط هذه الهوية بالدين مرة وبالعرق مرة أخرى وباللغة مرة ثالثة، ولا أدري إن كانت الهوية ديناً أو لغة أو عرقاً، ولكنك في كل ذلك لا تفهمها إلا كشيء ثابت ومنته ومغلق، بل وكمنظومة مقدسة لا يتوجب المساس بها. الواقع أن المشكل يكمن في فهمك للهوية. فهل هي بالضرورة مغلقة ومنتهية أم هي وجودي في هذا العالم، وهل يحتاج الإنسان فعلاً إلى هوية، أم إلى أكثر من هوية؟ وأنت تعرف أن فهمك المرضي للهوية لا ينتشر إلا في سياق التخلف، وأنه يبدأ فكرة ويتحول إلى عقيدة، لينتهي إلى مذبحة. فأنت مشارك للجلاد العربي في قمعه للشعوب ومشترك معه في الجريمة وأنت من بايعه على الطاعة العمياء، فالهوية العمياء طاعة عمياء. وأراك حين تفكر في الدين، تريده ديناً وسيفاً مسلطاً على الرقاب في آن، وفي أحيان أخرى أراك تأنف منه، وتحقد عليه وتلصق به كل تهم التخلف والظلم، كما لو أن الدين رجل أو حاكم أو نظام. ولعل مشكلتك تكمن في شيء واحد، وهو أنك لم تتعلم يوماً الإصغاء إلى من حولك، وتسمية الأشياء بمسمياتها، وأدمنت المراوغة. أراك تردد بأنه لا ديمقراطية مع الأمية، كما لو أن الديمقراطية خلقت للسادة فقط، وكما لو أنه يمكننا محاربة الأمية دون ديمقراطية وكما لو أن الناس الذين خرجوا يهتفون بسقوط الطاغوت، لا يستحقون الحرية. أسمع اللحظة كلمات غوته، كما لو أنه كتبها في حقك، كما لو أنه كتبها لنا: «مت وكن» أو مت لنكون! - رشيد بوطيب؛ كاتب مغربي؛ من مواليد سنة 1973؛ يعمل محرراً ضمن مجموعة «دويتشه فيله» الألمانية.