تقوم المملكة بجهود كبيرة في توفير سبل الراحة والرفاهية للمواطنين في كافة المجالات فقد عمّ التطور والازدهار كافة أرجاء البلاد، وبُذلت الجهود الملموسة في سبيل توفير المياه العذبة، فكانت البداية من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة لتلبية حاجة السكان والوافدين إليهما من حجاج بيت الله الحرام، بتعمير وإصلاح كل من عين زبيدة بمكةالمكرمة وعين الزرقاء بالمدينةالمنورة، وتوفير مياه الشرب للحجاج ولأبناء البادية وذلك بحفر الآبار وإنشاء الخزانات وأحواض تجميع مياه السيول على الطرق التي يسلكها الحجاج وأبناء البادية في تنقلاتهم، تلك كانت الانطلاقة الأولى لمسيرة قطاع المياه في المملكة العربية السعودية وقد تواصلت الإنجازات في عهود الخير لقادة هذا البلد الكريم المعطاء، إلى عهدنا المزدهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - حتى أصبح الماء في متناول الجميع، وفي عام 1348ه (1928م) بدأت فكرة تحلية المياه المالحة في المملكة، عندما وجّه المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه - بإنشاء جهازي تكثيف لتقطير مياه البحر، أطلق عليهما فيما بعد اسم «الكنداسة»، وقد قامت هذه الأجهزة بالمساعدة في تأمين احتياجات قوافل الحجيج والمعتمرين ومدينة جدة من مياه الشرب، وأنشئت المراحل الأولى للتحلية في كل من محافظتي الوجه وضباء الواقعتين على ساحل البحر الأحمر في عام 1389ه، ثم تلتها عام 1390ه محطة التحلية في محافظة جدة المرحلة الأولى، وقد تواصل التوسع والتطور في صناعة تحلية المياه المالحة وتضاعف الإنتاج من الماء والكهرباء كثيراً خلال ثلاثة عقود ونصف عقد من الزمن، ونتيجة للتطور الهائل والتقدم الحضاري والاقتصادي والصناعي وزيادة السكان، فقد ازداد الطلب على المياه، وازدادت الحاجة إلى تحلية المياه المالحة وعلى إثر ذلك تم إنشاء «المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة» لتعضيد الموارد الطبيعية للمياه بطريقة تحلية المياه المالحة في مناطق ومدن المملكة وأقامت شبكة من أنظمة خطوط الأنابيب، ومصنعة من مواد مختلفة مثل الحديد الصلب والخرسانة، وقد أقيمت على هذه الخطوط 11 محطة خلط و19 محطة لضخ المياه إلى خزانات التحلية وأنشئت 30 محطة تحلية على البحر الأحمر والخليج العربي، ومن بين تلك المحطات محطة الجبيل التي تعد أكبر محطة تحلية في العالم ومجمع محطات جدة ومحطة مكة المكمة - الطائف ومحطة المدينةالمنورة - ينبع ومحطة الشقيق ومحطة الخبر، ويعتبر « مشروع محطة رأس الخير من أكبر مشروعات تحلية المياه على مستوى العالم «، وقد تفوّقت المملكة على المستوى الدولي في هذا المجال وحازت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة على العديد من الجوائز على مدى السنوات التي مضت التي منها جائزة « أفضل ابتكار يؤدي إلى تطور هام في صناعة المياه العالمي ضمن فعاليات مؤتمر عالمي للمياه بأسبانيا»، وحصلت على جائزة «أفضل مشروع مياه في المملكة في ملتقى البناء والبنية التحتية الذي أقامته الغرفة التجارية والصناعية بالرياض»، وحصلت أيضا على «الجائزة الأولى للمنظمة العالمية لتحلية المياه» والتي كان موضوع الورقة الفائزة - تطبيقات جديدة لمانعات الرذاذ في محطات التحلية بالتبخير الوميضي المتعدد المراحل. ومؤخراً حازت على جائزتين عالميتين الأولى : بوصفها « أفضل منظمة تحلية مياه في العالم نظير الأدوات التطويرية العديدة التي تبنتها المؤسسة في إدارة أعمالها وأدواتها التشغيلية « والجائزة الثانية لمحطة التحلية في «رأس الخير» نظير التقنيات الحديثة والرائدة والمستويات التشغيلية العالمية غير المسبوقة في كفاءة تصميم المحطة. جزى الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وأبناءه خيراً لما قدّموه ويقدّموه للوطن وللمواطنين وللإسلام والمسلمين في بقاع الأرض وأن يجعله في ميزان حسناتهم.