غابت عن دنيانا السيدة الفاضلة أم محمد المصريعي رحمها الله متأثرة بمرض عضال لم يمهلها طويلاً، عانت من المرض وتنقلت بضعة أشهر بين المصحات والمستشفيات ومركز العلاج، ولم يبخل زوجها الأستاذ عبد العزيز المصريعي في طرق أبواب العلاج أو شقيقها معالي الأستاذ مساعد بن محمد السناني وزير العمل الأسبق، وكذا شقيقها الأستاذ صالح بن محمد الصويان وكل أفراد أسرتها، في البحث عن كل علاج لها، لكن المنية أنشبت أظفارها، وكان قضاء الله تعالى هو الأجل المحتوم الذي لا رادّ لقضائه ولا معقّب لحكمه ولله الأمر من قبل ومن بعد، رحلت الفقيدة (فوزية محمد الصويان) المعروفة بأم محمد المصريعي رحمها الله عن دنيانا، بعد أن توقف قلبها الكبير وغادرت الدنيا محاطة بحزن كبير من أهلها وأسرتها ومحبيها وعارفيها، لقد ودعت الحياة صابرة محتسبة على ما أصابها في حياتها خلال مرضها، وما صاحب ذلك في تنقلاتها بين المصحات والمراكز الطبية داخل المملكة وخارجها، لقد كانت رحمها كما وصفوها طيبة نقية تحب الخير وتسعي إليه بكل ما أوتيت من جهد وعطاء، وكان الغرس الذي غرسته مثمراً داخل أسرتها وفي محيط مجتمعها الذي يلتف حولها يكنّ لها كل التقدير والاحترام. لقد تركت أم محمد المصريعي غفر الله لها، فراغاً كبيراً في محيط أسرتها ومجتمعها، حيث كانت رحمها الله شمعة تضيء الطريق لكل من حولها، ومن أجل ذلك كان الفراغ الكبير الذي خلفته بعد رحيلها واضح بيننا، وقد أمسى وأصبح رحيلها خسارة كبيرة أثناء مرضها وبعد وفاتها، إنني هنا لا أملك في هذا المقام، إلاّ أن أدعو للفقيدة، وقد فاتتني مشاركة أسرتها في تشييع جثمانها في الرياض، دعاءً خالصاً أن يغفر لها ويسكنها فسيح جناته، وأن يجعل ما أصابها في حياتها تكفيراً لذنوبها وتمحيصاً لسيئاتها، وأن يلهم أهلها وأسرتها وإخوانها وأخواتها وزوجها الصابرين المحتسبين وكل محبيها مزيداً من الصبر والسلوان، مقدماً عزائي لهم جميعاً في مصابهم هذا {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ}.