قتل أكثر من أربعين شخصا وأصيب نحو مئتين آخرين بجروح في عمليتين انتحاريتين استهدفتا، أمس الخميس، الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله، في عملية انتحارية تبناها تنظيم داعش الإرهابي أمس، وذلك في بيان تداولته حسابات متطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي. وتحدث التنظيم في بيانه عن «عملية أمنية نوعية» تمكن خلالها «أتباع التنظيم من ركن دراجة مفخخة وتفجيرها (...) في شارع الحسينية في منطقة برج البراجنة»، مضيفا «بعد تجمع الحشد في مكان التفجير، فجر أحد أتباعه حزامه الناسف في وسطهم». وفي أول ردة فعل من قبل حزب الله اللبناني، تعهد مسؤول كبير في الجماعة أمس الخميس بمواصلة القتال ضد «الإرهابيين»، قائلاً من موقع الانفجارين الانتحاريين اللذين تسببا في سقوط 41 قتيلا في الضاحية الجنوبية لبيروت: إنها معركة طويلة ومستمرة. وأصيب أيضا 181 شخصا آخرين بجروح في التفجيرين اللذين وقعا في منطقة مزدحمة في الضاحية الجنوبية معقل حزب الله الخميس. وقال حسين خليل المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله «ما جرى مساء الخميس يؤكد أننا نسير على الطريق الصح وأن هذه المعركة مستمرة في وجه الإرهاب وهذه المعركة ليس قصيرة.. معركة طويلة بيننا وبينهم». من جهة أخرى، قال وزير الصحة اللبناني وائل أبو فاعور، خلال تفقده موقع الانفجارين مساء الخميس: إن حصيلة القتلى «ارتفعت إلى 41 شهيدا، وما يزيد على مئتي جريح»، مشيرا إلى «أن إصابات عدد كبير منهم خطرة». وأضاف رداً على أسئلة الصحافيين أن «العناية الإلهية أنقذتنا» من تفجير ثالث، موضحا أنه تم نقل جثة مزنرة بحزام ناسف إلى المستشفى. وقال إن المعلومات تشير إلى أن انتحاريا ثالثاً قتل في التفجير الثاني. ووقع التفجيران بفارق سبع دقائق، وأكد الجيش اللبناني «العثور في موقع الانفجار الثاني على جثّة إرهابي ثالث لم يتمكن من تفجير نفسه». وجاء في بيان صادر عن الجيش «بتاريخه حوالي الساعة 18.00 (14.00 ت.غ): أقدم أحد الإرهابيين على تفجير نفسه بواسطة أحزمة ناسفة في محلة عين السكّة- برج البراجنة، تلاه إقدام إرهابي آخر على تفجير نفسه بالقرب من موقع الانفجار الأول»، ما تسبب بارتفاع كبير في عدد الضحايا. من جهة أخرى، أدانت الحكومة اللبنانية وقوى سياسية وحزبية وشخصيات عامة في البلاد تفجيري الضاحية الجنوبية في بيروت. أدان رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام التفجيرين، داعياً جميع اللبنانيين إلى مزيد من اليقظة والوحدة والتضامن في وجه مخططات «الفتنة» التي تريد إيقاع الأذى بلبنان، معرباً عن أمله في أن تكون حافزاً لجميع المسؤولين لتخطي الخلافات، والعمل على دعم المؤسسات الدستورية والأمنية. وأدان وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل التفجيرين اللذين استهدفا منطقة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، معتبراً أنها «ممارسات إرهابية عالمية واحدة تتنقل من بلد إلى بلد، وتحمل فكراً رافضاً وإلغائياً للآخر». وأعلنت رئاسة مجلس الوزراء الحداد العام غداً (اليوم الجمعة) في كل أنحاء البلاد.