قفزات نوعية حققتها المملكة على مدى السنوات الماضية في قطاع الطيران المدني، بما يواكب النهضة الشاملة التي تنظم كافة القطاعات الاقتصادية، وصاحب ذلك تطورات هائلة في نقل المسافرين والشحن الجوي وبناء المطارات وتجهيزاتها والملاحة إضافة إلى المراقبة الجوية بلإضافة إلى بناء كفاءات بشرية متميزة في قطاع الطيران المدني. أما الفترة الأخيرة فقد تميزت بإطلاق مشروعات مختلفة تهدف إلى تطوير المطارات والخدمات التي تقدم للمسافرين. وأعلنت الهيئة العامة للطيران المدني عن خطة متكاملة لتطوير مطارات المملكة بما يمكنها من استيعاب الزيادة في عدد المسافرين ورفع مستوى الخدمات، وتلبية احتياجات سوق النقل الجوي وخدماته في المملكة حتى العام 2040، وتم إطلاق مشروعات ضخمة بالتعاون مع القطاع الخاص. فعلى سبيل المثال، افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي الجديد بالمدينة المنورة، بطاقة استيعابية تبلغ ثمانية ملايين مسافر سنويًا، في الوقت الذي تشهد فيه مطارات الملك خالد الدولي بالرياض ومطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة ومطار الملك فهد بالدمام أعمال توسعة وتطوير على نطاق واسع، إلى جانب العديد من المشروعات التي امتدت على مستوى المطارات بكافة أنحاء المملكة، حيث تم الشروع في تنفيذ مشروع تطوير مطار أبها، وإنشاء مطار جديد في جازان، وتم البدء في تنفيذ مشروع تطوير مطار عرعر، ووقعت الهيئة عقود تصاميم لتطوير مطاري الأمير عبدالمحسن بن عبدالعزيز بينبع ومطار القريات، وتعمل على ترسية مشروعات لتطوير مطار الأمير نايف بالقصيم، ومطار الجوف، ومطار الباحة، وإنجاز تصميم لمشروعات تطوير مطارات أخرى عديدة بالمملكة. وعملت الهيئة العامة للطيران المدني على تعزيز النمو في قطاع الطيران بالمملكة من خلال خطوات مرسومة بدقة تهدف إلى فتح السوق أمام شركات الطيران الأجنبية للعمل بمطارات المملكة الإقليمية، وأتاحت الفرصة لشركات طيران وطنية تقديم خدماتها من خلال منحها تراخيص بهدف رفع مستوى المنافسة. وقامت الهيئة بتحويل مطار حائل إلى مطار محوري لخدمة المطارات الإقليمية في المنطقة الشمالية، وهذه الخطوة ستدعم شركات الطيران الوطنية وتمكنها من تطوير خدماتها في المطارات المحورية. وطرحت منافسة الرخصة الثانية لتقديم الخدمات الأرضية في مطارات المملكة للشركات والتحالفات العالمية، التي فازت بها شركة سويس بورت (Swissport) السويسرية. ومن أبرز إنجازات الهيئة خفض أسعار وقود الطائرات لكافة شركات الطيران العاملة في مطارات المملكة، ما سيؤدي إلى تشجيع شركات الطيران على توسيع عملياتها في المملكة. وكان لهذه التطورات الكبيرة التي شهدها قطاع الطيران في المملكة أثره في دعم الشركات الوطنية العاملة في المملكة، ومن بينها طيران ناس، الناقل الوطني السعودي التابع لمجموعة ناس القابضة، الذي تمكن من تحقيق إنجازات كبيرة خلال العام الماضي، ومن أهمها ترشيحه للتنافس مع 13 شركة طيران اقتصادي أخرى من كافة أنحاء العالم على جائزة «أفضل شركة طيران اقتصادي في العالم» التي سيتم إعلانها ضمن الحفل النهائي لجوائز السفر العالمية 2015 المرموقة، وذلك يوم 12 ديسمبر 2015 بشاطئ مزاجان بالمغرب. وجاء ذلك الترشيح بعد حصول طيران ناس على جائزة أفضل شركة طيران اقتصادي في منطقة الشرق الأوسط خلال حفل جوائز السفر العالمية التي أقيمت بدبي في مايو من العام الحالي. وحقق طيران ناس رقمًا قياسيًا بوصول عدد متابعيه إلى أكثر من 3 ملايين مستخدم على صفحته بموقع فيسبوك، وأكثر من 300 ألف متابع في موقع تويتر، ليحتل بذلك المرتبة الثالثة في العالم العربي من حيث عدد المتابعين في أحد أهم مواقع التواصل الاجتماعي. وأطلق طيران ناس ضمن خططه التطويرية برنامج الولاء «ناسمايلز»، بهدف مكافأة العدد المتنامي من ضيوفه الأوفياء، وذلك انطلاقًا من مستويات رضا العملاء العالية وإقبالهم على رحلات طيران ناس، مما دفع الناقل السعودي لوضع مجموعة من الخطط الإستراتيجية من أجل دعم معدلات النمو والتطور على المدى البعيد. وسيسهم برنامج ولاء المسافرين «ناسمايلز» بقوة في تعزيز نجاحات طيران ناس كشركة طيران رائدة ملتزمة بمواصلة الارتقاء بتجربة ضيوفها، وتستجيب لتطلعاتهم ورغباتهم. وقد تم تصميم برنامج «ناسمايلز» بأسلوب يمنح ضيوف طيران ناس مزايا إضافية وامتيازات حصرية، ويحفزهم على استخدام مختلف المنصات الرقمية التي يعتمدها عبر الإنترنت، بما في ذلك موقعها الإلكتروني وقنوات التواصل الاجتماعي وتطبيق الهاتف الجوال. وسيتمكن الأعضاء من الاطلاع على مزايا عضويتهم، بما في ذلك التسجيل واستبدال الأميال المكتسبة من خلال موقع طيران ناس الإلكتروني. ويتكون البرنامج الجديد من أربع فئات؛ هي: البرونزية، والفضية، والذهبية، إضافة إلى الفئة البلاتينية التي يمكن الحصول عليها بشكل حصري من خلال دعوات خاصة، وسيتمتع كافة الأعضاء المنضمين إليه حديثًا بمميزات الفئة البرونزية، لتتم بعد ذلك ترقيتهم لفئات أعلى مبنية على حجم سفرهم على رحلات طيران ناس. ويمكن لأعضاء برنامج «ناسمايلز» إمكانية إشراك أفراد العائلة بالمزايا الممنوحة له، وذلك من خلال العضوية العائلية، مما يجعل البرنامج منسجمًا مع طبيعة الأسواق في العالم العربي، حيث يمنح ثمانية أفراد كحدٍ أقصى عضويات مستقلة مرتبطة بنفس حساب العضو الرئيس، ويتيح لهم الاستفادة من المزايا التي يحصل عليها. إن برنامج «ناسمايلز» يتميز بسهولة الاشتراك فيه، ونتوقع أن يلعب دورًا مهمًا في تطوير علاقاتنا بضيوفنا، ودفعها لمستويات جديدة، ومكافأتهم على اختيارهم طيران ناس، مما يؤكد على مكانة الشركة باعتبارها الناقل المفضل لقاعدة متزايدة من العملاء الأوفياء. وفي إنجاز آخر للشركات التابعة لناس القابضة، أعلنت شركة ناس جت، المشغل ومزود الخدمات الرائد في قطاع الطيران الخاص بالشرق الأوسط، عن إكمالها صفقة إدارة طائرة جديدة من طراز غلف ستريم 5 التي تعرف اختصارًا باسم G5، وتنتجها شركة غلف ستريم إيروسبيس، ليرتفع عدد طائرات أسطول الشركة إلى 65 طائرة ذات الأجنحة الثابتة، تديرها وتدعمها الشركة. وتعمل طائرة غلف ستريم 5 في قطاع الطيران الخاص، ويعتبر الطراز G500 نسخة مطورة منها يتم إنتاجها في الوقت الحالي، حيث تتميز بطول مداها الذي يصل إلى 6.000 ميل تقريبًا، بما يعادل 11.000 كيلومتر، مما جعلها عند إنتاجها طائرة الطيران الخاص صاحبة المدى الأطول، بينما تبلغ سعتها 16 راكبًا في مقاعد موزعة بشكل مريح لكبار الشخصيات. وتم إنتاج 191 وحدة من طائرات غلف ستريم 5، ويتم تشغيل معظمها من قبل شركات وأفراد. ومن المؤكد أن الخطط والإستراتيجيات التي طبقتها الهيئة العامة للطيران المدني تمضي في المسار الصحيح، وذلك نظرًا لما تحقق في العام الماضي، ونتوقع أن تستمر الهيئة في تطبيق إستراتيجياتها وتطويرها نظرًا لأثرها الكبير في دعم نمو وتطور قطاع الطيران المدني في المملكة، بما يؤدي إلى تقديم خدمات أفضل للمسافرين. ومن المؤكد أن شركات الطيران الوطنية، ومن ضمنها طيران ناس، ستكون أول المستفيدين من السياسات والإستراتيجيات الداعمة، والمشروعات المتميزة والمبادرات المتواصلة التي تطبقها الهيئة. بندر بن عبدالرحمن المهنا - الرئيس التنفيذي لمجموعة ناس القابضة