اختارت مجلة «فوربس» الأمريكية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ضمن أوائل الشخصيات الأكثر نفوذاً في العالم. وتصدّر خادم الحرمين الشريفين قائمة أقوى الشخصيات في العالم العربي والرابع عشر عالمياً في القائمة التي نشرت يوم الخميس الماضي، وشملت رؤساء وملوكاً لعدد من دول العالم ورجال أعمال وشخصيات شهيرة، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي. اختارت مجلة «فوربس» الأمريكية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ضمن أوائل الشخصيات الأكثر نفوذاً في العالم. ما الذي يدفع الناس للإعجاب بهذه الشخصية أو تلك، والالتفاف حولها رغم أن الناس من طبيعتهم ألا يتفقوا لاختلافهم؟ حتماً أنها الكاريزما الساحرة وما تحمله الشخصية من صفات ومقومات. ولذا عندما اختارت مجلة فوربس الأمريكية، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ضمن أوائل الشخصيات الأكثر نفوذا في العالم وتصدّر قائمة أقوى الشخصيات في العالم العربي فإن الاختيار كان بلا ريب موفقاً ودقيقاً إن أردنا الإنصاف، لأن من تابع الحراك الدبلوماسي المكثف الذي شهدته المملكة منذ تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم لمس آنذاك أن ثمة ملمح جديد لنهج السياسة الخارجية وأن قرارات تاريخية قادمة ستؤثر على خارطة المنطقة. كان تشكّل الواقع الإقليمي الجديد دفع السعودية للتعاطي مع متطلبات المرحلة لاسيما وأن هناك ضرورة حتمية للقيام بذلك في ظل الإفرازات السلبية للأحداث، فمنذ تولى الملك سلمان سدّة الحكم والرياض كانت ولا زالت تستقبل من كل حدب وصوب زعماء ورؤساء من كافة أرجاء العالم. هؤلاء القادة والزعماء لديهم قناعة ومعرفة بحجم تأثيرها وأهمية الدور الذي تلعبه سياسياً وأمنيا واقتصاديا لا سيما في ظل المتغيرات والأحداث الراهنة. ولذلك فالدبلوماسية السعودية كانت ولا زالت تنزع للتدخل في اللحظات الحاسمة ليس فقط لإنقاذ الموقف العربي من الانهيار بل لتعزيز الأمن والاستقرار الدوليين وبالتالي فإن تلك الزيارات لم تأت بمعزل عما يدور في الساحة الدولية، ما يجعلها تكتسب أهمية خاصة نظراً لتوقيتها في حلحلة الملفات المطروحة باتجاه الانفراج السياسي. جاء اختيار مجلة فوربس ليكرس آراء وانطباعات كثير من النخبة والمثقفين العرب، الذين أعلنوا حجم التفاؤل الملقى على عاتق الملك سلمان كقائد للأمة، وأنه مهيأ للعب دور استثنائي وتاريخي للمّ الشمل الإسلامي والعربي وتنقية العلاقات الخليجية والعربية من الشوائب وقدرته على تعزيز العمل العربي المشترك، وبالتالي يتضح هنا محورية السعودية ودبلوماسيتها الهادئة ما جعلها تحظى بهذا التقدير والاهتمام. شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لها آراء وقواسم مشتركة في عقول الناس وفي قلوبهم. فالرجل تاريخياً يعتبر أحد أركان الحكم في الدولة السعودية الحديثة منذ عقود. فهو رجل دولة ساهم في بناء دولته كونه سياسياً مخضرماً يؤمن بمعادلة المواءمة بين الأصالة والمعاصرة أي الانفتاح مع التمسك بثوابت الدين والدولة.. وكونه خبيراً بخفايا تاريخ المنطقة ومستوعباً لمعادلاتها وتوازناتها ومدركاً لحساسية الجغرافيا وتعقيداتها. ولذا ثمة سر للتفرد الذي يتمتع به وللشعبية التي يحظى بها، فهيبة الحكم وحزم المسؤول وتواضع الإنسان وعطف الأب معادلة امتزجت في شخصه، والمعروف عنه إن قال كلمة التزم بها، في الوقت الذي يستحيل فيه أن يُعطي وعداً في أمر ما، وهو موقن بأن حله ليس بين يديه. وما من اقترب من عوالمه وحظي بتواصل قريب معه، يلمس إلى أي مدى ثراء هذه الشخصية فكرياً وثقافياً وإنسانياً، هذه القناعة التي تشكلت لدي عبر تراكم سنين تنطلق من مواقف شخصية لا تلبث أن تؤكد صحة رؤية الملك سلمان وحنكته التي تستند على التأني والهدوء والتروي وهي تأتي ضمن منظومة صفات يتفق عليها كثيرون، لعل أبرزها حكمته وعدله واعتداله وورعه وفراسته وذاكرته وحزمه وحنوه ودقته. لقد لعب الملك سلمان أدواراً معلنة وخفية في ملفات عديدة سواء في الداخل أو الخارج تنفيذاً لتوجيهات الملوك الذين عمل معهم مستشاراً ومبعوثاً، بل وساهم في بناء بلاده والارتقاء بها لمصاف الدول. يناديه السعوديون بأبي فهد ويصفونه بأنه كان أمين العائلة وحاميها ومستشار الملوك الراحلين وسيد الوفاء، وعشقه للراحل المؤسس لا يمكن وصفه بالكلمات. إن اختيار الملك بأنه الأقوى نفوذاً في عالمنا العربي تؤكده زيارات الرؤساء والزعماء للرياض من أجل لقاء الملك. وقد تعاطت معها السعودية بكل ذكاء وجدية لتوحيد الصف ومعالجة الخلل لإعادة بناء التضامن العربي، لتعكس مكانة وثقل المملكة ما يجعلها رقماً صعباً في معادلات المنطقة ولاعباً أساسياً في الساحة الدولية لا يمكن تجاهله.