«الاستثمار العالمي»: المستثمرون الدوليون تضاعفوا 10 مرات    قيود الامتياز التجاري تقفز 866 % خلال 3 سنوات    رئيسة (WAIPA): رؤية 2030 نموذج يحتذى لتحقيق التنمية    سعود بن مشعل يشهد حفل "المساحة الجيولوجية" بمناسبة مرور 25 عامًا    السد والهلال.. «تحدي الكبار»    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    أمطار على مكة وجدة.. «الأرصاد» ل«عكاظ»: تعليق الدراسة من اختصاص «التعليم»    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    إسماعيل رشيد: صوت أصيل يودّع الحياة    من أجل خير البشرية    وفد من مقاطعة شينجيانغ الصينية للتواصل الثقافي يزور «الرياض»    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    مملكتنا نحو بيئة أكثر استدامة    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    في الشباك    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    قمة مرتقبة تجمع الأهلي والهلال .. في الجولة السادسة من ممتاز الطائرة    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    نائب أمير الشرقية يكرم الفائزين من القطاع الصحي الخاص بجائزة أميز    ألوان الطيف    ضاحية بيروت.. دمار شامل    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    حكايات تُروى لإرث يبقى    جائزة القلم الذهبي تحقق رقماً قياسياً عالمياً بمشاركات من 49 دولة    نقاط شائكة تعصف بهدنة إسرائيل وحزب الله    أهمية قواعد البيانات في البحث الأكاديمي والمعلومات المالية    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    تطوير الموظفين.. دور من ؟    السجن والغرامة ل 6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي    قصر بعظام الإبل في حوراء أملج    كلنا يا سيادة الرئيس!    القتال على عدة جبهات    معارك أم درمان تفضح صراع الجنرالات    الدكتور ضاري    التظاهر بإمتلاك العادات    مجرد تجارب.. شخصية..!!    كن مرناً تكسب أكثر    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    صورة العام 2024!    ما قلته وما لم أقله لضيفنا    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    وزير الخارجية يطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف النار في غزة ولبنان    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    أمير الشرقية يستقبل منتسبي «إبصر» ورئيس «ترميم»    الوداد لرعاية الأيتام توقع مذكرة تعاون مع الهيئة العامة للإحصاء    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    الأهل والأقارب أولاً    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل تستطيع شركات الاتصال الافتراضية تغيير واقع القطاع الواهِن بالسعودية؟
نشر في الجزيرة يوم 24 - 10 - 2015

وسعت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بالسعودية CITC خريطة سوق الاتصالات المحمولة لتضيف شركتين افتراضيتين جديدتين «فيرجن موبايل وليبارا موبايل» لتنافس شركات الاتصال التقليدية الثلاثة STC وموبايلي وزين. كيف ستغير الشركات الافتراضية من قواعد اللعبة؟ كيف كان أداء شركات الاتصال التقليدية؟ هل قامت هيئة الاتصالات بدورها بخدمة المستخدم السعودي كمثيلاتها بالدول الأخرى؟ وهل ستختلف تجربة المواطن السعودي وهل ستزيد هذه الإضافة النوعية من إمكانات التواصل في المجتمع؟ أن عام 2016 سيكون نقطة مفصلية في تاريخ قطاع الاتصالات في السعودية وسيحمل تغييرات كثيرة يشهدها قطاع الاتصالات لأول مرة بالسعودية منذ ولادته في عام 1998.
تحرر قطاع الاتصالات السعودية من السيطرة الحكومية في مايو من العام 1998 بعد تأسيس شركة الاتصالات السعودية كشركة مساهمة، وفصل مرافق الاتصالات عن وزارة البرق والبريد والهاتف ليشكل ذلك بداية عهد الاتصالات الحديثة بالمملكة. طُرحت أسهم الشركة الجديدة للاكتتاب العام في عام 2003. وبعدها بعام، تحرر قطاع الاتصالات المحمولة من سيطرة شركة الاتصالات السعودية بعد فوز اتحاد الاتصالات موبايلي بالرخصة الثانية بالمملكة. وفي عام 2007، اقتحمت شركة الاتصالات المتنقلة زين السوق بعد فوزها برخصة المشغل الثالث. أخيرًا في منتصف عام 2014، تم منح رخصتين لتشغيل الاتصالات الافتراضية بعد فوز شركة فيرجن موبايل السعودية والمتحالفة مع شركة الاتصالات السعودية برخصة المشغل الافتراضي الأول، ليتبعها اتحاد جوراء ممثلاً بشركة ليبارا موبايل السعودية بعد تحالفها مع شركة موبايلي ليرتفع عدد المشغلين بالسعودية بالمملكة إلى خمسة بعد تعثر تحالف شركة اكسيوم للتجزئة الخليجية وشركة زين السعودية في الحصول على الرخصة الافتراضية الثالثة. لكن ما هي شركات الاتصالات الافتراضية؟ كيف تختلف عن شركات الاتصالات التقليدية؟ وهل هي قادرة على إحداث تغييرات في السوق السعودي؟
مفهوم شركة الاتصالات الافتراضية
شركات الاتصالات التقليدية مثل stc وموبايلي وزين هي الشركات التي تقدم خدمات الاتصالات اللا سلكية عبر بنيتها التحتية وتملك طيف ترددي خاص بها وأبراجًا لاسلكية لإرسال واستقبال المكالمات والبيانات عبر موجات الراديو. شركات الاتصالات الافتراضية بالمقابل، لا تملك أبراجًا خاصة بها ولا تنشئ بنى تحتية. كيف ترسل مكالماتك ورسائلك وتمدك بالإنترنت إذن؟ ببساطة تشتري هذه الشركات الافتراضية دقائق ومكالمات ورسائل وسعات بيانية بسعر الجملة من مشغل الاتصالات التقليدي وتعيد بيعها لك بسعر المستهلك. لهذا تحالفت شركة فيرجن موبايل السعودية مع STC وتحالفت شركة ليبارا موبايل السعودية مع شركة موبايلي. ما الفائدة من شركات الاتصالات الافتراضية ألم تكن إلا مجرد بائع جملة يعيد بيع بضاعته مجزئة للمستهلك؟
إن الفائدة عظيمة لو تم استغلال أنموذج الأعمال هذا بالشكل الصحيح أو على الأقل تم استنساخ تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال. مزايا شركات الاتصال الافتراضية العالمية تتمثل بساطة في «أسعار رخيصة - خدمات مبتكرة - باقات موجهة».
بدأ مفهوم شركة الاتصالات الافتراضية MVNO في عام 1999 في المملكة المتحدة بعد إطلاق شركة فيرجن موبايل وتبعها تأسيس فيرجن موبايل في الولايات المتحدة في 2001. يوجد اليوم 943 شركة افتراضية حول العالم وما يقارب 91 شركة منها توجد في أمريكا. وساهمت الشركات الافتراضية في إطلاق ثورة في قطاع الاتصالات المحمولة وتميزت في تقديم خدمات فريدة ومبتكرة ونجحت في تخفيض أسعار خدمات الاتصالات وقدمت إستراتيجيات تسويقية حديثة في قطاع الاتصالات عبر باقات وخدمات جديدة لم تجرؤ الشركات التقليدية على طرحها. تخلصت الشركات الافتراضية من أعباء إنشاء البنى التحتية عبر أنحاء البلاد وصرف جزء كبير من ميزانياتها في تحديث شبكاتها وابراجها وتوظيف طاقم كبير من التقنين والمهندسين والفنين بميزانيات ضخمة. فالشركة الافتراضية تنشأ صغيرة وتستمر صغيرة وتقريبًا جميع من يعمل بها ينتمون لقطاع المال والأعمال والتسويق، ولهذا تستطيع أن تنمو وتكبر بعقلية تجارية بحتة عبر تركيزها على خدمة المستهلك بشكل ممتاز.
إن تكلفة الدقيقة التي تقضيها في إجراء مكالمة عبر هاتفك المحمول عبر المشغل التقليدي، تتحكم بها تكاليف إنشاء الأبراج اللا سلكية ورواتب طواقم العاملين الكبيرة من مهندسي الشبكات وموظفي المبيعات وفنيي خدمات الصيانة. أما المشغل الافتراضي، فلا يدفع إلا نظير سعر الجملة ورواتب موظفيه (عدد صغير جدًا). صدق أو لا تصدق، لكن المشغل الافتراضي ينجح أحيانًا في توفير أرباح أكثر «في سعر الدقيقة» من المشغل التقليدي.
شروط نجاح المشغل الافتراضي
أولاً، يجب على المشغل الافتراضي تقديم سعر منافس و»رخيص» للباقات يقل عن المشغل التقليدي. لم تنجح أي شركة افتراضية في العالم قدمت سعرًا مقاربًا لسعر المشغل التقليدي ببساطة لأن العملاء سيفضلون اللجوء للمشغل التقليدي لو كان الفارق السعري ضعيفًا. أيضًا المشغل الافتراضي يحتاج لتقديم خدمات وباقات فريدة وجديدة عمّا تطرحه شركات الاتصالات التقليدية، فإعادة تقديم نفس الباقات بأسماء مختلفة وألوان براقة لن ينجح في خداع المستهلك الواعي.
كذلك تحتاج الشركات الافتراضية لاستهداف فئات مجتمعية محددة والتركيز عليها في أنموذج الأعمال الخاص بهم، مثلاً لو تم استهداف فئة الشباب عبر تقديم باقات عصرية تتوسع في استهلاك سعات البيانات «الإنترنت» وتقلص من عدد الدقائق والرسائل المستخدمة. وتقديم مثل هذه الباقة لفئة مجتمعية عرفت بتركيزها على استخدام الإنترنت أكثر من إجراء المكالمات شرط رئيس للفوز بهم. أيضًا الشركات الافتراضية يمكن أن تستهدف ذوي الدخل المحدود عبر إنشاء باقات ذات تكلفة صغيرة جدًا أو استهداف العمالة الأجنبية عبر توفير باقات دولية أو استهداف قطاع رجال الأعمال عبر توفير باقات تسمح بالاستخدام المفتوح محليًا وخارجيًا.
كما تحتاج الشركات الافتراضية للتحالف مع أكبر عدد ممكن من الشركات التقليدية لضمان الحصول على أفضل تغطية. فالتحالف مع شركة واحدة «كما هو حاصل بالمملكة» يعني أن الشركة الافتراضية ستكون مجرد فرع صغير للشركة التقليدية. لكن تخيل ماذا سيحصل لو كنت عميلاً لشركة افتراضية تنتقي لك أقوى أبراج الجيل الرابع في المنطقة وتنتقل بك من برج إلى آخر ومن شركة إلى أخرى لضمان الحصول على أفضل تغطية وأفضل خدمة اتصال؟ الشركات الافتراضية كانت أيضًا أول من أطلق الباقات المفتوحة «الحقيقية» أي دقائق ورسائل وإنترنت غير محدود. إن تقديم باقات جزئية بدقائق وبيانات محدودة تشابه باقات الشركات التقليدية لن يغري المستخدم أبدًا.
أخيرًا، الشركات الافتراضية تحتاج أن تفهم بأنها شركة افتراضية وليست شركة تقليدية، هذا يعني أنها لن تصبح شركة تقليدية بيوم من الأيام ولن تتمكن من منافسة الشركات التقليدية في البلد ومن تجاوز أعداد مشتركيها. هذا ببساطة لن يحصل أبدًا. الشركة الافتراضية تحتاج أن تحافظ على علاقة ودية مع الشركة التقليدية فالأخيرة تستطيع بكل بساطة وبكل سهولة من إيقاف تدفق الماء من الصنبور ومن إخراج هذه الشركة الافتراضية الصغيرة من السوق. أو في أفضل السيناريوهات، الاستحواذ عليها كما حصل في شركات كثيرة عبر العالم. فشركة فيرجن موبايل أمريكا المتحالفة مع شركة سبرنت الأمريكية، تم الاستحواذ عليها بعد نجاحها الكبير في أمريكا. هل سيحصل هذا مع فيرجين موبايل السعودية والمتحالفة مع STC؟
حال الشركات الافتراضية السعودية بعد شهور من إطلاقها
نجحت فيرجن موبايل السعودية بأن تكون أول مشغل افتراضي بالسعودية بعد إطلاق خدماتها في نوفمبر 2014 في رخصة تشغيلية تستمر لمدة 10 سنوات. فيرجن موبايل السعودية تعود ملكيتها جزئيًا لمجموعة فيرجن موبايل الشرق الأوسط وإفريقيا القابضة التي تشكل جزءًا من مجموعة فيرجن البريطانية التابعة لرجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون. تملك شركة الاتصالات السعودية STC نسبة 10 في المائة من أسهم فيرجن موبايل السعودية وأعلنت شركة سنابل السعودية للاستثمار (التي تعود ملكيتها لصندوق الاستثمارات العامة) عن امتلاكها لحصة غير معلنة بالشركة التي يحتل فيها المغربي كريم بن كيران منصب الرئيس التنفيذي. قرار STC في اختيار شركة فيرجن موبايل لتكون شريكًا افتراضيًا لها بالسعودية كان قرارًا ذكيًا من الشركة السعودية لما تتمتع به هذه الشركة العالمية من خبرة ضخمة في سوق الاتصالات الافتراضية في أمريكا وبريطانيا وعبر ما يزيد عن عشر دول بالعالم حيث كانت الشركة أول شركة اتصالات افتراضية بالتاريخ. نجحت فيرجن موبايل في اقتطاع حصة تزيد عن 20 مليون مشترك في الأسواق العالمية التي اجتاحتها واعتبر دخولها للسعودية الثالث لها بالشرق الأوسط بعد دخولها للسوق الأردني والعماني «لم يحتسب دخولها ل وخروجها من قطر». أيضًا فيرجن موبايل كانت موجودة بالسوق السعودي سابقًا وجزئيًا عبر شركة فرندي موبايل التابعة لها التي تقدم شريحة اتصال مسبقة الدفع للأجانب بالمملكة. ما هي المنهجية التسويقية للخدمات والباقات في فيرجن موبايل السعودية وهل قدمت شيئًا جديدًا؟
ركزت فيرجن موبايل السعودية في باقاتها الآجلة الدفع على مبدأ استرداد المبالغ في حال عدم الاستخدام. أي أنك يمكن أن تشترك بباقة شهرية تكلف 150 ريالاً لكن تدفع فقط 100 ريال في حال عدم استخدامك لكامل الدقائق والرسائل والبيانات بالباقة. أي أن مبلغ فاتورتك لن يكون ثابتًا بل متغيرًا حسب استخدامك. وفي باقاتها المسبقة الدفع، اعتمدت مبدأ انخفاض التكلفة مع زيادة الاستخدام. بسبب التغطية الممتازة لشركة STC ولخبرتها العالمية بهذا المجال، يتوقعان تحوز شركة فيرجن موبايل السعودية على حصة تسويقية تبلغ 10 في المائة في خلال السنوات الثلاث القادمة.
الشركة الافتراضية الثانية هي شركة اتحاد جوراء للاتصالات تحت العلامة التجارية ليبارا موبايل السعودية التي تحالفت مع شركة موبايلي السعودية. تعود ملكية ليبارا السعودية لمجموعة ليبارا العالمية التي تملك قاعدة مستخدمين تتجاوز 5 ملايين مشترك وتوجد في ثمانية بلدان أوروبية وفي أستراليا. تملك مؤسسة البريد السعودي حصة كبيرة تبلغ 30 في المائة من أسهم الشركة بينما تملك موبايلي حصة تبلغ 10 في المائة. حاز نائب الرئيس التنفيذي السابق في شركة موبايلي الأردني فادي كوار على كرسي الرئيس التنفيذي بشركة ليبارا موبايل السعودية وبدأت الشركة في ممارسة أنشطتها في ديسمبر 2014. وتقدم الشركة خدماتها عبر شريكها مؤسسة البريد السعودي وعبر الاستفادة من مكاتب البريد في مدن المملكة. ما هي سياسية ليبارا موبايل التسويقية؟
تركز ليبارا موبايل السعودية وحسب سياسة شركتها الأم الدولية على المواطنين والمقيمين من ذوي الدخل المحدود والمتوسط حيث تقدم باقات ذات تكلفة سعرية منخفضة جدًا وتعد الأقل في المملكة حيث تبدأ من عشرة ريال شهريًا. يتوقع أن تحوز ليبارا موبايل السعودية وبسبب انخفاض أسعارها على حصة سوقية جيدة خصوصًا بين العمالة الأجنبية والمواطنين من أصحاب الاستخدام المحدود للهاتف المحمول.
الرخصة الافتراضية الثالثة فازت بها شركة أكسيوم للتجزئة الخليجية والمتحالفة مع شركة زين السعودية، ولكن قامت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية بسحب الرخصة لعدم اكتمال الشروط. تبحث شركة زين الآن عن شريك افتراضي تدخل به إلى السوق ولكنها تأخرت جدًا والأسباب غير معروفة. قامت هيئة الاتصالات بدورها بتحديد أكثر من تاريخ لاختيار التحالف الفائز بالرخصة الثالثة ولكنها استمرت بتأجيل البت في الموضوع لأكثر من مرة وحددت أخيرًا شهر ديسمبر القادم موعدًا جديدًا.
أداء الشركات التقليدية في 2014 قبل دخول الشركات الافتراضية، وهل أدى ذلك إلى تأخير اختيار الشريك الافتراضي الثالث؟
عام 2014 والنصف الحالي من 2015 كان عامًا سعيدًا لشركة الاتصالات السعودية وأقل أداء ل موبايلي وزين. أكملت STC في العام المنصرم توسعها في قطاع الاتصالات بالسعودية وزات من حصتها السوقية وبلغت عوائدها أرقامًا قياسية حيث تجاوزت حاجز 45.82 مليار ريال في عام 2014 فيما بلغت أرباحها الصافية ما يقارب 10.95 مليار ريال. حصلت موبايلي على عوائد 13.95 مليار ريال لكنها سجلت خسائر تقدر بمليار ونصف ريال. زين السعودية حازت على عائدات 6.24 مليار ريال لكنها أيضًا سجلت خسائر بلغت 1.26 مليار ريال.
النصف الأول من العام 2015 لم يحمل أخبارًا سعيدة لموبايلي وزين الذين أكملا سلسلة خسائرهم بالرغم من تسجيل زين السعودية لأرباح تشغيلية هي الأولى لها منذ نشأتها وذلك في الربع المالي المنصرم. فيما أكملت STC في عام 2015 توسعها على سوق الاتصالات في السعودية في حصة سوقية تزيد عن نصف عدد المشتركين ويبدو أن ذلك سيستمر لسنوات. كيف ستستطيع موبايلي وزين من اللحاق ب STC؟ هل تستطيع الشركات الافتراضية السعودية ممثلة ب شركتي فيرجن وليبارا من تقديم خدمات تنافسية أكثر والتوسع في تقديم باقات لا محدودة وبأسعار قياسية؟ ولذا لا بد أن يكون السوق حرًا بما يكفي لتلك الشركات للتوسع في عروضها وابتكاراتها.
لقد أخذت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات على عاتقها منذ نشأتها - التي تعتبر بمنزلة الحاكم الإداري لسوق الاتصالات بالسعودية - تطوير قطاع الاتصالات وحققت الكثير من الإنجازات التي تحسب لها وسيكون من عدم الإنصاف إنكارها. تقدم الهيئة تقريرًا سنويًا يزيد عدد صفحاته عن ال 100 ترصد فيه الهيئة واقع قطاع الاتصالات في العام المنصرم وتذكر به مشروعاتها وخططها وإنجازاتها والأهداف التي تسعى لها. كان 2014 عامًا ممتازًا للهيئة حققت به العديد من الإنجازات مثل إضافة الشركات الافتراضية ودراسة وتخفيض أسعار المكالمات الصوتية الانتهائية الذي سيخدم الشركات الصغيرة بالسوق، والتعامل مع آلاف من شكاوى مشتركي خدمات الاتصالات بالسعودية عبر نظام متطور، أخيرًا نشر خدمات الاتصالات في كثير من الأماكن النائية وغير المخدومة. لكن المواطن البسيط لن يخصص من وقته عدة ساعات للاطلاع على هذا التقرير الضخم وسيركز في تقييمه للهيئة على حياته اليومية والتغيرات التي طرأت عليها. بالرغم من إنجازات الهيئة الكثيرة في تحسين قطاع الاتصالات بالسعودية في السنوات الأخيرة لكن ما يزال يعتقد المستهلكون في القطاع أن الهيئة تقديم مصلحة الشركات على مصلحة المستهلكين. محتجين في ذلك بكثير من القرارات الجدلية التي قامت بها الهيئة في السنوات الأخيرة.
وعلى الرغم من أن الهيئة تعلن مرارًا بأنها لا تشترط الموافقة على العروض الترويجية لشركات الاتصالات قبل إطلاقها التي تدوم لفترة ثلاثة شهور (بالرغم من تغريم شركة موبايلي 552 مليون بسبب إطلاقها عروض غير معتمدة من الهيئة) إلا أن الهيئة تتدخل في اعتماد الباقات الدائمة. أيضًا تخرج أحاديث كثيرة بوقوف الهيئة أمام الكثير من العروض التي تطرح تخفيضًا بالأسعار أو تحتوي على باقات مفتوحة في السعات الصوتية والبيانية ويتذكر الجميع ما دار بين STC والهيئة في عام 2009 بعد عرض الشهر المجاني «شكرًا» بمناسبة مرور 10 سنوات على تأسيس الشركة.
أخيرًا، ماذا يريد المواطن من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات؟ خدمة أفضل وسعرًا أرخص بكل بساطة. في الولايات المتحدة الأمريكية «الحد الأدنى للأجور 5200 ريال شهريًا رسميًا بينما أقل الرواتب تكون فوق 7 آلاف ريال شهريًا ومتوسط دخل الفرد الأمريكي 17 ألف ريال شهريًا» تدفع 180 ريالاً شهريًا وتحصل على مكالمات ورسائل وبيانات غير محدودة، في السعودية «أدنى حد للأجور الحكومية 3000 ريال شهريًا بينما الحد غير محدد للقطاع الخاص ومتوسط دخل الفرد السعودي 7 آلاف ريال شهريًا» تدفع 400 ريال لتحصل على مكالمات وبيانات غير محدودة لكن من دون رسائل نصية. إذا كان السعودي يدفع ضعفي المبلغ الشهري لخدمة الاتصال غير المحدودة، بينما يستلم مرتب أقل بضعفين ونصف من الأمريكي، تدرك أن الخلل عظيم.
القاعدة التي يعرفها ويعيشها العالم المتحضر، يجب أن تحرر الأسواق لتتطور، ويجب أن تقدم مصلحة المستهلك على مصلحة الشركة. هذه هي القاعدة السحرية التي ينبغي تطبيقها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.