يُدرك الحوثيون أنهم زائلون، وبالتالي يُضاعفون حماقاتهم اليومية ضد اليمنيين العزّل. إذ لم يشهد التأريخ اليمني الحديث أن تصدرت جماعة حقودة على الحياة وعلى الناس والأرض والمحيط، كما هي اليوم جماعة الحوثي التي أطلقت لشرها العنان متناسية أن هناك من يعشق الحياة والإنسانية، وسيكون لها حتماً بالمرصاد. هي شكلاً جماعة عنفية تتلبّس اسماً دينياً، يتوهم أبناؤها في سياق مذهبي، أحقيتهم بالولاية في زمن لم يعد اليمنيون ولا غيرهم يعيشون هذا التقليد الغريب. فكل هم اليمني اليوم؛ هو العيش بأمان وسلام وسكينة، كمكون إيجابي في محيط منعم بالحياة الرغيدة وبالبيئة المسالمة. الجماعة التي تمردت قبلاً على مذهب زيدي معتدل، وجدت في طريقها رئيساً منتقماً خلعه اليمنيون من على الكرسي في 2011، لكن لا يزال لديه كل إمكانات تحويل بلده إلى خراب.. فالتقيا معاً، ونسقا مع الغريم التقليدي لليمن واليمنيين والخليجيين والعرب، فكانت إيران وأذيالها في الداخل اليمني بمثابة «اللعنة» التي حلت على اليمن وعلى اليمنيين والمنطقة بأسرها، لكنها ستزول حتماً عما قريب، وسيزولون مع الكارثة، وسيبقى الوطن وعشاق الحياة. المراجع لمراحل تشكُّل جماعة الحوثي في اليمن سيدرك جيداً أن المخلوع صالح هو من ساهم في صنعها بهذا الحضور الواهم، وهو من أعدها جيداً لهذه المرحلة الدامية، ذلك أنه كان يخطط للانتقام من خصومه في الداخل والخارج، فجاء اليوم الذي ينسق معها سراً، في حين يتذاكى كعادته في العلن ويقول: أنا سلّمت السلطة طواعية، وجماعة الحوثي هي من استولت على السلطة الضعيفة في صنعاء باجتياحها للعاصمة في مارس 2014، وبانقلابها على سلطة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي واقتحامها لدار الرئاسة أواخر يناير 2015. في سياق تحالفات صالح والحوثي التخريبية سراً وعلناً، كان على المجتمع الدولي والإقليمي أن يتنبه ل»تمردهم» ضد السلطة الشرعية التي ظلت تتشكَّل وفقاً لتسوية سياسية ترعاها دول مجلس التعاون الخليجي تحت يافطة ما بات يُعرف ب»المبادرة الخليجية»، والتي على إثرها تم حوار وطني بين كل الأطراف، وكان على وشك أن يخرج بوثيقة نهائية اتفق عليها اليمنيون من كل المكونات بمن فيهم جماعة الحوثي، لكن فجأة تمردوا عن كل شيء وقادوا حرباً ضد الشرعية وضد اليمنيين وطموحاتهم وإرادتهم الجمعية. حوالي 7 أشهر من الحرب في اليمن، سقط على إثرها الآلاف قتلى وجرحى ونزح مئات الآلاف من المدنيين، ها هم الحوثيون وصالح يقودون أنفسهم للهلاك، ومع كل يوم يخسرون فيه المعركة في أي من جبهات معاركهم الميدانية، يمارسون أسوأ أنواع الممارسات اللا أخلاقية بحق الأطفال والنساء، وتوّجت حماقاتهم بمحاصرة أبناء تعز ومنع الماء والدواء والغذاء عنهم، فضلاً عن اعتقال نشطاء من مدينة إب كانوا قد نسقوا لمسيرة تهدف لفك الحصار عن المدينة التي تحولت بفعل الحرب كما غيرها، إلى خراب. باختصار، اللعنة الحوثية التي حلت على اليمن واليمنيين زائلة عاجلاً أم آجلاً، وسينتصر اليمنيون في الأخير، وسيكون البلد معافى من هذه الجماعة السيئة التي أرادت أن تهدر فرص الإنسانية والتعايش والحب بين أبناء الداخل وأخوانهم في دول الخليج أيضاً.