شدّد خبراء ومراقبون في الشأن السياسي أمس، على أن قيادة السعودية للتحالف العربي والإسلامي المشارك في العملية العسكرية ضد العدوان الحوثي في اليمن، بمثابة إعلان في دخول المنطقة عهداً جديداً ضد التطرف والإرهاب، ووقف المحاولات الإقليمية الساعية لتمزيق الوطن العربي. وقال أستاذ العلوم السياسية في الإمارات الدكتور عبدالخالق عبدالله: «إن الدول الخليجية، وفي مقدمها السعودية لا ترغب في الحرب، والمزيد من العنف في المنطقة، وأن الدول الخليجية دخلت المعركة، وهم مضطرون، لأن جماعة الحوثي هي من دفعتها للحرب بسبب تمردها، وأعتقد أن رهان إيران بأن دول الخليج لن تتخذ القرارات الحاسمة والمدافعة عن مصالحها، اتضح عدم صحتها (...)، لأن المعادلات تغيرت في 12 ساعة فقط، فأصبح الحوثيون أقل قوة مما كانوا عليه، والرئيس عبدربه هادي أصبح أقوى عربياً وإسلامياً ودولياً، والمطلوب الآن البدء بحوار يمني بشروط وطنية، وليس بشروط جماعة الحوثي، حتى يستعيد اليمن استقراره وتوازنه». وأكد عبدالخالق أن «السعودية أثبتت أنها مركز الثقل الإسلامي، باتخاذها القرار وحصولها على التأييد الكبير خلال الساعات الأولى، على رغم أن القرار كان صعباً ومكلفاً، وهذا يدل على أن العملية العسكرية أصبح لها غطاء عربي وإسلامي وأممي، وأن الدخول في المعركة بعد أن رفض الحوثيون كل الخيارات أصبح واجباً». وأكد أن الأمنيات في أن «تكون الحرب قصيرة، ولا تدفع لأن تطول، كون ظروف انتهاء الحرب غير معروفة حتى الآن»، لافتاً إلى أن «اليمنيين اليوم هم أكثر الناس سعادة، لأن الانقلاب فرض عليهم». ورأى أن القمة العربية ال35 المرتقبة في شرم الشيخ ستكون «من أنجح القمم من حيث الحضور، وسيتم تأييد مقترح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بشأن إنشاء قوة عربية لمكافحة الإرهاب». إلى ذلك، قال عضو مجلس الشورى السعودي الدكتور فايز الشهري، أن «عاصفة الحزم» هي إعلان «جديد لطريقة التعامل مع الإرهاب والمهددات للمملكة». وأشار إلى أن العملية العسكرية «بينت أن التخطيط السعودي الهادئ، بدأ بتكوين خليجي وإسلامي للحصول على التوافق الدولي لإعادة الاستقرار والهدوء للجار اليمن. والمملكة استندت في تدخلها لطلب الحكومة الشرعية وميثاق الجامعة العربية وقرارات الأممالمتحدة، إضافة إلى ما يحصل في اليمن كونه تهديداً للأمن القومي السعودي، (...) أصبح اليمن ملاذاً للجماعات المتطرفة ثم أتى الحوثي يمارس العبث بمكونات البلاد، ويهدد المملكة خاصة، وأنه تحرش بالحدود السعودية 2009»، لافتاً إلى أن «العبث الحالي في اليمن من جانب الحوثي، أصبح مقلقاً للأسرة الدولية بأن تتحول اليمن لبؤرة من بؤر الإرهاب ومن هنا جاءت عملية الحزم لإعادة الأمور لنصابها». إلى ذلك، قال وزير الإعلام الكويتي السابق سعد بن طفلة: «إن الدول الخليجية وجدت في التدخل العسكري آخر العلاج للأزمة اليمنية الطاحنة هناك بعد تمرد الحوثي»، مضيفاً: «دول مجلس التعاون، ومنذ قيام اليمن هي معنية بشأنه، وفي فترات قديمة مع الأسف قصّرت الدول الخليجية في توجيه مساعداتها اللازمة لانتشال اليمن من وضعه السيئ، وكان ذلك بسبب الحساسية من التدخل في شؤونه، إلى أن انفرد فصيل واحد وهو «الحوثي» ورفع الشعارات الطائفية، ونظم العمليات ونسف الشرعية، ومكونات البلد المختلفة، حتى دفع هذا الأمر الدول الخليجية إلى تبني الحل العسكري». وأضاف: «هناك تأييد يمني عارم تجاه التدخل الحاصل الخليجي، وربما هناك شعور لأطراف إيرانية في أن تطول الحرب واستنزاف الدول الخليجية، ولكن المسألة الآن والواجب على رجال اليمن في الداخل إعادة الشرعية واستعادتها من الانقلابيين». وأكد ابن طفلة أن ما تم في اليمن فجر أمس، «هو إيذان بمرحلة جديدة في تاريخ المنطقة، واللاعب الخليجي هو الأهم في المعادلة السياسية الحالية».