ناقشت «اثينية» رجل الأعمال الأستاذ حمود الذييب، أصول وقواعد التعامل بين الأفراد وما يعرف بفنون الإيتيكيت والبورتوكول ومفهوم البريستيج، أو الهيئة التي تتحكم في تصرفات الفرد في تعاملاته مع باقي أفراد المجتمع المحيطين به، وذلك في منزله العامر بحضور عدد من كبار شخصيات المجتمع وأساتذة الجماعات المتخصصين في عمل الاجتماع والإعلاميين. واستهل الحوار الإعلامي المتميز مناحي الحصان، الذي طرح من خلال إدارته للحوار عددًا من الأسئلة حول مفهوم كل من المسميات الثلاثة: البروتوكول والبريستيج والإيتيكيت. واتفق الحاضرون على عدد من المفاهيم الخاصة بكل واحدة منهم، مشيرين إلى أن ما يعرف بفن الإيتيكيت هو فن المعاملة والسلوك أو فن التعامل الراقي، حيث نجد هذا الفن بارزًا في الأماكن العامة مثل الفنادق والمطاعم وحتى المطارات وأثناء السفر بالطائرة وغيرها، لافتين إلى أن مفهوم البروتوكول هو علم المعاملة الرسمية بين الهيئات والشركات وعلاقات الدول بعضها ببعض، مبينين بأنه علم له قوانينه وقواعده التي تكاد أن تكون موحدة على مستوى العالم، فيما اعتبرت الاثنينية مفهوم البرستيج بأنه الوضع أو الإطار الاجتماعي الذي يضع الشخص نفسه فيه وما يحكم ذلك من تصرفات تناسب المكانة أو الوضع الاجتماعي الذي حدده الشخص لنفسه في تعامله مع الآخرين. و أكَّد الدكتور ناصر الجارالله، الأستاذ بجامعة المجمعة في مداخلته على ضرورة الأخذ بكل هذه المفاهيم في حياتنا اليومية، باعتبارها من أصول الدين الإسلامي، وأضاف: «لا بد أن ندرك أن مثل هذه القواعد والسلوكيات التي يرى البعض أنها من منتجات الغرب المتحضر قد علمها لنا ديننا الإسلامي منذ 1400 عام، حين جاء بها القرآن الكريم وتصرف بها سيد الخلق محمد عليه أفضل الصلاة والسلام». واستطرد قائلاً: «حتى فيما يسمى بالبروتوكول فإن كتب التاريخ تبين لنا أن هناك نظامًا كان يتبع حين الدخول على الأمراء والخلفاء في مجالسهم بل ويشرح أيضًا طريقة الجلوس والتحدث بلباقة وصوت منخفض مسموع وما إلى ذلك من سلوكيات». واستشهد الحاضرون بعدد من الآيات والأحاديث النبوية التي تحمل في طياتها تعالم وقواعد سلوكية ليتبعها الناس لا تختلف أبدًا ولا تقل عمّا يسمى اليوم بفنون التعامل والسلوك التي تقام لها المحاضرات والمؤتمرات وورش العمل. فحتى عادات الأكل والشرب نجد لها أصولاً في الدين الإسلامي، وليس أدل على ذلك من توصية النبي صلى الله عليه وسلم للغلام بقوله: «يا غلام، سمِ الله وكل بيمينك وكل مما يليك». وأشار الأستاذ فهد الصالح، إلى أن من الضروري الالتزام بقواعد وأصول التعامل مع الأشخاص ولكن بحدود، وأضاف: «التقيد بحذافير هذه القواعد يصيب الأشخاص بالتعاسة والاكتئاب أحيانًا، فلا بد من أن يتصرف الأشخاص في المجتمع على طبيعتهم إلى حد ما لكيلا يتحول المجتمع إلى آلات تتحرك وتتعامل بعضها مع بعض وتابع قائلاً: «قواعد الأيتيكيت والبروتوكول لا بد أن تتوقف عن حدود العادات والتقاليد التي تختلف من مجتمع لآخر، فلا يمكن لشخص أن يتخطى عاداته وقيمه الأخلاقية التي تربى عليها من أجل المحافظة على البروتوكلات وقواعد السلوك العامة».