تباشر مواهب البشير أستاذة الاتيكيت وصاحبة أول معهد لتدريسه في السودان، إنشاء معهد تابع لأهم مدارس الاتيكيت الفرنسية لتدريس هذا الفن بالمملكة. حيث ترى أن «الاتيكيت» وهو فن السلوك والتصرف الحسن، هو بالأساس سلوك إسلامي انتقل إلى الغرب فحفظوه، بينما تجاهله العرب ونسوه. وتشير مواهب إلى أنها واجهت الكثير من المصاعب من أجل تعميم هذا العلم إقليميا، وحاربت كثيرا لتصحيح الصورة الخاطئة عنه التي ظلت راسخة في أذهان الناس من نواحي كثيرة أهمها اقتصاره على الطبقة الراقية أو انه أسلوب التصنع والتكلف. وعند سؤالها عن خطة التدريس بالمعهد المنتظر قالت البشير أن أهم ما ركزت عليه هو تقسيم التدريس إلى عدة أقسام أهمها اتيكيت السفر والأعراس والمناسبات واتيكيت الأطفال. لأن المعرفة بهذا الفن في الدول العربية غائبة بشكل عام. أساس إسلامي وتضيف البشير أن الدول الأوروبية ينتشر فيها مفهوم أن العرب يجهلون التصرف والسلوكيات الصحيحة، مع أن المجهول بالنسبة إليهم وبالنسبة إلى الكثير من الناس أن الاتيكيت هو مفهوم إسلامي بالأساس، والرسول عليه الصلاة والسلام هو أول معلم لهذا الفن، وهناك أحاديث كثيرة تحث الفرد المسلم على التصرف السليم، ومن أشهر قواعد الاتيكيت فتح باب السيارة للمرأة عند نزولها، ومن المعروف أن رسول الله عند نزول إحدى زوجاته من الهودج كان يشبك أصابع يديه لتنزل عليها عن ركوبتها، وكان رسول الله أيضا يطعم زوجاته أثناء تناولهن الطعام وهذا أيضا احد قواعد الاتيكيت التي يظن الكثير أنها حديثة. بل إن الفتوحات الإسلامية التي وصلت إلى جميع أقطار الأرض هي التي أدت إلى انتشار العادات والتصرفات الصحية التي منبعها الدين الحنيف ثم تطورت بعد ذلك إلى فن غربي وهو الاتيكيت. أما عن ارتباط هذا الفن بالطبقة الراقية فتقول انه فهم خاطئ تماما لان طريقة التصرف الصحيحة يجب أن تمارس في جميع الأماكن ولجميع الأعمار ولكافة فئات المجتمع ولكن يمكن ان يكون هذا الفهم نتيجة لكثرة سفر أفراد هذه الطبقة مما أدى بدوره إلى اختلاطهم بثقافات مختلفة، وهذا يظهر حتمية مناسبة التصرف للمكان والأشخاص المحيطين والظهور بأفضل الصور.