حضور كبير غص بهم مسرح عبد الرحمن المريخي بجمعية الثقافة والفنون بالأحساء، في أول عرض لمسرحية (سيام) لفرقة مسرح الشباب بالمكتب الرئيسي لرعاية الشباب بالأحساء، بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، من تأليف وإخراج وسينوغرافيا سلطان النوه. وقد حضر العرض مجموعة كبيرة من الفنانين والمسرحيين من الدماموالرياض، منهم الفنان محمد المنصور وعبد الباقي البخيت والمخرج المصري جمال قاسم والفنان أحمد النوه والفنان إبراهيم الحساوي، إضافة إلى مدير مكتب رعاية الشباب بالأحساء الأستاذ يوسف الخميس. بدأ العمل في بيت متهالك، وبأخوين يشكوان الهم والضجر، ينتظران لحظة منتصف الليل؛ لكي يخرجا ويبحثا عما يسدان به جوعهما.. هما توأم متلاصق (سيامي)، يعيشان في بيت متهالك، لا يخرجان منه إلا بعد أن تغفو الجفون؛ فهما لا يريدان أن يراهما أي أحد، ويكتفيان بما يملكانه من بساطة الحياة.. يتمنيان، ويحلمان، ولكن حتى الحلم يبدو لهما صعب المنال. واسم (سيام) من السأم، ويقال: سئمت من الشيء بمعنى مللته. وهذا ما يفسر دائماً حالة الملل والضجر اللذين يعيشانه.. فقدا والدَيْهما منذ الطفولة، ورباهما صديق والدهما.. هو الوحيد المسموح له بدخول البيت، ومن باب سري، لا يعرفه إلا هو، ولا يستقبلان غيره أبداً. وفي كل مرة يحضر يحاول معهما أن يخرجا ويختلطا بالناس، فما هم عليه قضاء وقدر من رب العالمين، ويحاول إقناعهما بأن يُجريا عملية الفصل التي ظلت مستعصية عليهما، ويخافان أن يموتا بسببها. ومع الأيام والمزيد من الأماني والأحلام يُحضر صديق والدهما طبيباً كادا يقتلانه لرفضهما استقبال أي أحد، ومع المزيد من الإقناع يوافقان أخيراً على إجراء العملية.. والهاجس لديهما الآن: هل من الممكن أن تتحقق جميع الأحلام والأمنيات؟!.. تتم العملية وتنجح، وتمر الأيام.. يزداد البُعد بينهما، وتشتد لغة الحوار بعدما كانت هادئة ومتناغمة سابقاً.. يتقاسمان كل شيء. الكرسي والطاولة والنافذة حتى الهواء تقاسماه، ولم يتفقا.. يذهب كل منهما في طريق؛ فالأول شد نحو التطرُّف، وكره كل من يناقضه أو يصطدم معه. أما الثاني فقد انغمس في اللذات والإدمان؛ لينتهي المشهد الأخير وكل منهما في السجن.. يتذكران الأيام السابقة، ورغم قسوتها وصعوبتها إلا أنها أجمل مما هما عليه الآن. والعمل هنا يدعو للتقارب والتفاهم والترابط.. فلا فرق ولا أفضلية، فالكل يشكل المكان ويحييه، والقرب قوة، أما البعد فلا ينتج إلا لغة الرفض والكره والدمار والإقصاء، على لسان أحدهم: لا تنسَ؛ فمصيري مرتبط بمصيرك. لا يجب أن ننسى ما فات ونتقاتل على ما هو آت. وقد شارك في العمل نخبة مميزة من شباب مسرح الأحساء، هم: عبد الرحمن المزيعل وشهاب الشهاب وعبدالله الفهيد ودغش الدغيش ومهند البوعلي ومرتضى القضي ومحمد الظفر وسعيد الدرويشي. مساعد مخرج وتسجيل ومؤثرات صوتية محمد الحمد. إضاءة وتصميم بروشور محمد النوه. إدارة مسرحية عبد الله التركي. الإشراف الفني نوح الجمعان. تقنيات وتنفيذ ديكور محمد الشافعي. ألحان وأداء عمر الخميس. متابعة فهد الحنيطي. الإشراف الإداري علي الغوينم. الإشراف العام يوسف الخميس مدير مكتب رعاية الشباب بالأحساء.