تعهد الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس وزعيم جماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية المتمردة (فارك) رودريجو لوندونو أول أمس الأربعاء بإنهاء أطول حرب في أمريكا اللاتينية خلال ستة أشهر. واتفق سانتوس ولوندونو على أن يلقي المتمردون اليساريون أسلحتهم في غضون 60 يوماً من إبرام اتفاق سلام يسعى الجانبان إلى التوصل إليه بحلول 23 مارس - آذار 2016. وإذا تكلل الأمر بالنجاح فسيمثّل ذلك نهاية لصراع أودى بحياة 220 ألف شخص وشرد الملايين منذ عام 1964. ويشارك الجانبان في محادثات سلام في هافانا منذ قرابة ثلاثة أعوام، لكن هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها سانتوس كوبا، كما أنه أول لقاء له مع زعيم المتمردين. وقال سانتوس خلال حفل توقيع في هافانا: «لن تكون هذه مهمة سهلة لأنه لا تزال هناك بعض النقاط الصعبة التي يتعين الاتفاق عليها.. لكننا أصدرنا توجيهات إلى مفاوضينا بضرورة التوصل إلى اتفاق بأسرع ما يمكن.» وأضاف: «لن نفشل. لقد حان وقت السلام.» وبعد ذلك بلحظات حيا سانتوس وزعيم المتمردين بعضهما البعض وتصافحا.. وانضم إليهما في المصافحة الرئيس الكوبي راؤول كاسترو الذي استضاف الاجتماع. واتفق الجانبان خلال الانفراجة التي تحققت أمس على إنشاء محاكم خاصة لمحاكمة مقاتلين سابقين، وعلى عفو يُستثنى منه الأفراد الذين ارتكبوا جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية وعلى تقديم تعويضات لضحايا الحرب. وقال زعيم فارك «على الجانبين الآن مضاعفة الجهود للتوصل إلى توافق في الرأي يفضي إلى هدنة ثنائية واتفاقيات بشأن إلقاء الأسلحة وتحويل فارك إلى حركة سياسية قانونية.» وقال وزير الداخلية الكولومبي خوان فيرناندو كريستو في حساب على تويتر «نهاية الصراع ستكون في غضون بضعة أشهر.. إرساء السلام في أرضنا سيستغرق سنوات.» ووصف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التطور في محادثات سلام كولومبيا بأنه «تقدم تاريخي» واتصل بسانتوس لتهنئته.. وتوصل المفاوضون حتى الآن إلى اتفاقيات جزئية بشأن الإصلاح الزراعي والمشاركة السياسية للمتمردين السابقين وإنهاء تجارة المخدرات. وتصنف الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي جماعة فارك على أنها منظمة إرهابية.