أشار متمردو حركة "فارك" الماركسية في كولومبيا أمس (الثلثاء) الي انهم سيمددون وقفا لاطلاق النار من جانب واحد عندما تبدأ جولة جديدة من محادثات السلام في العاصمة الكوبية يوم الخميس القادم ما لم تستأنف الحكومة الغارات الجوية على قواعدهم. وبدأت "فارك" (القوات المسلحة الثورية الكولومبية) وحكومة الرئيس خوان مانويل سانتوس المحادثات قبل حوالي ثلاثة اعوام في هافانا. وعلى الرغم من حوادث متقطعة ساد هدوء نسبي جنوب البلد الواقع في اميركا الجنوبية الشهر الماضي حيث استمرت اخر حروب العصابات في المنطقة لنحو نصف قرن. وقال عضو وفد مفاوضي الحركة رودريجو جراند "اعتقد ان البلاد يمكن ان تشعر بالاطمئنان، رأينا ان الوضع بشكل عام يسير في الاتجاه المتوقع وانه يمكن ان يستمر وان يتحسن في المستقبل". واضاف ان منظمته مازالت تعكف على تقييم الوضع على الارض في كولومبيا لكنه قال "إننا يوم الخميس سيكون لدينا انباء مهمة لنا جميعا". وأصدرت الجماعة وقفا مؤقتا لاطلاق النار في فترة عطلة عيد الميلاد في العامين الماضيين واوقفت العمليات القتالية اثناء انتخابات جرت هذا العام لكنها لم تدع الي وقف لاطلاق النار لأجل غير مسمى منذ ان بدأت المحادثات في تشرين الثاني (نوفمبر) العام 2012. وأمر سانتوس بتعليق الغارات الجوية ضد معسكرات المتمردين في تموز (يوليو) في اول اجراء من نوعه يتخذه الرئيس الكولومبي الذي قال انه لن يكون هناك وقف لاطلاق النار قبل توقيع اتفاق سلام. وبدأ ظهور "فارك" كحركة للفلاحين تطالب بالاصلاح الزراعي في ستينات القرن الماضي وهي تقاتل منذ ذلك الحين الحكومات المتعاقبة في كولومبيا في صراع قتل فيه اكثر من 220 ألف شخص وأوجد اكبر نزوح داخلي للسكان في العالم. وذهبت عملية السلام الحالية الي مدى أبعد من محاولات سابقة مع التوصل بالفعل الي اتفاقات جزئية بشان الاصلاح الزراعي ومشاركة "فارك" في الحياة السياسية وإنهاء تجارة المخدرات. ويخوض الجانبان الان المرحلة الاخيرة الدقيقة مع مناقشة المسائل الشائكة المتعلقة بنزع سلاح المتمردين والتعويضات لضحايا الصراع وإنهاء الاعمال العدائية.