عرفت المملكة تحلية المياه المالحة منذ أكثر من مائة عام من خلال وحدة تكثيف لتقطير مياه البحر، وانتزعت من إحدى البوارج الغارقة قبالة سواحل جدة ونصبت بمينائها عام 1325ه - 1905م, حيث عرفت باسم «الكنداسة» كأول وحدة تحلية تنشأ على اليابسة. إذ كانت تلك التقنية تستخدم فقط في السفن التجارية والعسكرية التي تبحر أياماً وأسابيع دون توقف للتزود بالماء، وكان الغرض من هذه الوحدة دعم مصادر المياه العذبة في جدة، إلا أن التجربة لم تحقق النجاح المتوقع لها حيث تعتمد هذه التقنية على الفحم الحجري لتشغيلها ولم يتوفر هذا الوقود في البلاد كما لم يتوفر مصدر بديل للطاقة فلم تعش تلك المحاولة سوى أيام معدودة لتتوقف بعدها. وفي عام 1346ه الموافق 1926ه أعاد موّحد المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله التجربة حين أمر باستيراد آليتين كبيرتين لتقطير مياه البحر بنفس التقنية لدعم مصادر المياه العذبة في جدة بعد ملاحظته -يرحمه الله- معاناة الحجاج والمعتمرين عند وصولهم ميناء جدة من قلة المتاح من المياه العذبة فيها, حيث بالكاد يكفي ساكنيها. وحققت تلك التجربة نجاحات لم تحققها التجربة السابقة، وبالرغم من أنها نجاحات محدودة فقد كوّنت أساس هذه الصناعة في المملكة العربية السعودية. وفي عام 1362ه - 1942م تم عمل أول دراسة بحثية لمصادر وموارد المملكة من المياه، وفي عام 1385ه - 1965م تم إنشاء إدارة جديدة باسم تحلية المياه المالحة, تهتم بشئون تحلية المياه وذلك بوزارة الزراعة والمياه، وفي عام 1389ه - 1969م تم تشغيل محطتي الوجه وضباء المرحلة الأولى، وفي عام 1390ه - 1970م تم تشغيل محطة جدة المرحلة الأولى، وفي عام 1392ه - 1972م تم إنشاء وكالة جديدة بوزارة الزراعة والمياه تحت مسمى وكالة الوزارة لشئون تحلية المياه المالحة، وفي 20-8-1394ه الموافق 7-9-1974م صدر أمر ملكي كريم برقم م/49 بإنشاء المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة كمؤسسة حكومية مستقلة. الغرض الرئيس للمؤسسة الغرض الرئيسي للمؤسسة هو تعضيد الموارد الطبيعية للمياه بطريق تحلية المياه المالحة في مناطق ومدن المملكة التي تقصر الموارد الطبيعية عن سد حاجتها، والتي يتقرر فيها إتباع أسلوب التحلية ويجوز للمؤسسة إنتاج الطاقة الكهربائية بصورة تبعية متى استوجبت ذلك أسباب اقتصادية وفنية، وذلك كله وفق خطة شاملة تضعها المؤسسة ويوافق عليها مجلس الوزراء. ويعد تعضيد الموارد الطبيعية للمياه عن طريق تحلية المياه المالحة بالإضافة إلى إنتاج الطاقة الكهربائية أحد أهم أهداف خطط التنمية التي تنفذها المؤسسة، وإن من أهم آليات التنفيذ التي تحقق هذا الهدف هو إنشاء محطات التحلية والمرافق المرتبطة بها للمناطق التي لا توجد بها مياه أو تكون غير كافية أو غير ملائمة وفقاً لنتائج دراسات الجدوى الاقتصادية والفنية. أهداف المؤسسة تساهم أهداف وآليات التنفيذ بالمؤسسة وبرامجها ومشروعاتها في تحقيق الأهداف العامة لخطط التنمية للمملكة الرامية إلى رفع مستوى المعيشة وتحسين نوعية الحياة لجميع المواطنين وتحقيق التنمية المتوازنة بين مناطق المملكة وتعزيز دورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز التنمية البشرية وتوسيع الخيارات المتاحة للمواطنين في اكتساب المعارف والمهارات والخبرات وتمكينهم من الانتفاع بهذه القدرات المكتسبة، وتنمية الموارد الطبيعية وخاصة الموارد المائية والمحافظة عليها، وترشيد استخدامها وحماية البيئة وتطوير أنظمتها في أطار متطلبات التنمية المستدامة. واقع التحلية بلغ إنتاج المملكة من المياه المحلاة في العام المالي (1435- 1436ه) 1107.6 مليون متر مكعب، بزيادة 10 % عن العام السابق، لتُواصل بذلك المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة ريادتها في صناعة تحلية المياه، وتواصل جهودها لتوفير مياه الشرب، من خلال توسعة وتطوير منظومة المحطات وشبكات نقل المياه لتغطية احتياجات المناطق كافة. وأكد معالي وزير المياه والكهرباء رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة المهندس عبدالله الحصين أن بدء إنتاج محطة رأس الخير (المرحلة الأولى) يُعَدّ رافداً في تطور إنتاج المياه المحلاة، ويزيد من قدرة المؤسسة على تغطية احتياجات مناطق المملكة من مياه الشرب عبر شبكة خطوط نقل مياه حديثة متطورة؛ لتصل المياه من محطات التحلية المنتشرة على الساحلين الشرقي والغربي للمملكة إلى أكثر من (46) مدينة ومحافظة بمختلف مناطق المملكة، كما تُسهم في إنتاج الكهرباء، وبلغ إنتاجها من الطاقة الكهربائية في العام نفسه (29.690.4 32) ميجاوات/ ساعة بزيادة (19.3 %) عن العام السابق. ونوّه المهندس الحصين بالتطور المتسارع الذي شهدته صناعة تحلية المياه المالحة بفضل الله، ثم بالدعم غير المحدود من الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد، حفظهم الله، ومن خلال متابعة التطورات العلمية والتقنية وتوظيفها بواسطة معهد الأبحاث وتقنيات التحلية بالجبيل. وفي شهادات التقدير وبراءات الاختراع التي حصلت المؤسسة عليها ما يؤكد ريادتها في هذا المجال. وأشار وزير المياه والكهرباء إلى ما تبذله المؤسسة من جهود لتأهيل القوى الوطنية العاملة من خلال التدريب المستمر بمركز التدريب التابع لها بالجبيل أو مراكز التدريب الأخرى، إذ حققت المؤسسة سعوَدَة بنسبة تجاوزت (89 %) في وظائفها. بدوره كشف معالي محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الدكتور عبدالرحمن آل إبراهيم، أن كمية المياه المحلاة المصدّرة في العام الماضي من محطات المؤسسة 550.1 مليون متر مكعب من محطات الساحل الشرقي بنسبة (49.7 %) تُغذي محافظات المنطقة الشرقية ومنطقتي الرياض والقصيم ومحافظات سدير والوشم، إضافة إلى (557.5) مليون متر مكعب من محطات الساحل الغربي بنسبة (50.3 %) لتغذية المشاعر المقدسة، ومنطقة مكةالمكرمة، ومحافظة جدة، ومنطقة المدينةالمنورة، وعدد من المحافظات المحاذية للساحل في مناطق: (مكةالمكرمة، والمدينةالمنورة، وتبوك، والباحة، وعسير، وجازان). وأوضح الدكتور آل إبراهيم أن المؤسسة تقوم بنقل المياه من المحطات إلى الجهات المستفيدة؛ من خلال شبكة مكوّنة من (21) نظاماً لنقل المياه عبر خطوط أنابيب يبلغ مجموع طولها (5684) كم بقطرين (8- 80) بوصة؛ حيث يتم ضخ المياه عبر (45) محطة تضخ لخزانات المياه وعددها (243) خزاناً، سعتها الإجمالية (11.6) مليون متر مكعب، بالإضافة إلى (15) محطة لخلط مياه التحلية بالمياه الجوفية و(8) محطات طرفية؛ مشيراً إلى أن محطة رأس الخير بدأت التشغيل الابتدائي في شهر أبريل 2014م، وتم تشغيل الجزء الأول الذي يعمل بتقنية التناضح العكسي وبِطَاقة إنتاجية تبلغ (307.500) متر مكعب في اليوم. وأوضح محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، أن الزيادة في توليد المؤسسة من الطاقة الكهربائية مقارنة بالعام السابق، نتيجة للعمل الدؤوب والدقيق ومتابعة لأعمال التشغيل والصيانة ورفع الكفاءة وخفض تكلفة الإنتاج، مع مراعاة المحافظة على البيئة؛ منوهاً بمواصلة المؤسسة نهجها باستثمار الكادر البشري، وأولته الاهتمام البالغ من خلال تنويع وتكثيف البرامج التدريبية والمشاركة في المؤتمرات وورش العمل والندوات داخلياً وخارجياً، ومن أجل تطوير المهارات، إضافة إلى ما يقدمه مركز التدريب التابع للمؤسسة بالجبيل من برامج تأهيلية وتطويرية. وأضاف: إن ما يقدمه معهد الأبحاث وتنقيات التحلية التابع للمؤسسة من بحوث علمية متطورة وتقديم الدراسات العلمية لتطوير هذه الصناعة والتقليص من تكاليف إنتاجها، وأن شهادات التقدير وبراءات الاختراع التي حصلت المؤسسة عليها، هي خير دليل على الكفاءة والمردود الكبير لمنسوبي المؤسسة، مشيراً إلى توقيع المؤسسة على العديد من الاتفاقيات المشتركة داخلياً وخارجياً. مشروعات قادمة قطع مشروع محطة تحلية الجبيل بمرحلته الثالثة شوطاً مهماً في مرحلة التحضيرات الهادفة إلى أن تكون وفق أحدث التقنيات الحديثة المرشدة للطاقة والمحافظة للبيئة، ولهذا الغرض زار وفد من المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة برئاسة معالي محافظ المؤسسة الدكتور عبدالرحمن بن محمد آل إبراهيم مؤخرا معهد «ماساشيوستس» للتقنية (إم آي تي) في ولاية «ماساشيوستس» الأمريكية. تهدف الزيارة أيضاً إلى استشراف اقتصاديات وفنيات تقنيات التحلية الحديثة ودعم برامج البحث والتطوير والابتكار، كما زار الوفد مركز النُظم الهندسية المُعقّدة في معهد (إم أي تي) الذي تُموّله مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ويعمل فيه باحثون سعوديون، واطلع الوفد على الأبحاث المتقدمة في مجالات تحلية المياه بالطاقة الشمسية ومجالات ضمان تدفق الإمدادات في أرجاء المملكة العربية السعودية. هذا وقد عقد الوفد لقاءً مع مدير مركز عبداللطيف جميل للمياه والطاقة الدكتور جون ليناهارد، واستمع لشرح وافٍ عن أهداف المركز ومختلف أنشطته البحثية المتعلقة بالمياه وتحليتها ونُظمها وذلك بالتعاون مع الباحثين والمختصين في معهد (إم آي تي)، كما اطلع على الأنشطة البحثية المميزة التي يمولها وقف عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر ومن ضمنها برامج ترشيد استهلاك المياه المبنية على اقتصاديات المستهلكين. وتخللت الزيارة جولة على عدد من المختبرات الحديثة والمتعلقة بالأغشية الكربونية (القرافين) والطاقات المتجددة والحماية والتسربات في الشبكات وغيرها، وذلك ضمن جولة ينفذها قادة المؤسسة لفئة مختارة من المراكز البحثية العالمية والشركات العالمية المتخصصة لعقد شراكات وتعاون مشترك، بهدف تطوير تقنيات التحلية ورفع مستوى كفاءة المحطات وخفض معدلات استهلاك الوقود وخفض تكاليف الإنتاج وزيادة الاعتمادية مع المحافظة على البيئة. كما شملت زيارة الوفد كذلك شركة سيمنز SIEMENS في مدينة شارلوت في ولاية كارولاينا الشمالية، وشركة جنرال الكتريك GE في مدينة جرينفيل في ولاية كارولاينا الجنوبية، وتم الالتقاء بكبار المسؤولين في الشركتين والاطلاع على احدث التقنيات المستخدمة في إنتاج الطاقة. محطات تاريخية - 1348ه أنشأ أول جهازي تكثيف لتقطير مياه البحر في جدة عرفا باسم الكنداسة. - 1385ه تم إحداث مكتب بوزارة الزراعة والمياه لدراسة الجدوى الاقتصادية والخطوات التمهيدية لإنشاء محطات التحلية. - 1389ه تم افتتاح المرحلة الأولى لمحطتي الوجه وضباء. - 1390ه تم افتتاح المرحلة الأولى لمحطة جدة. - 1392ه أنشئت وكالة الوزارة لشئون تحلية المياه المالحة بوزارة الزراعة والمياه. - 1393ه تم افتتاح المرحلة الأولى لمحطة الخبر. - 1394ه صدر المرسوم الملكي رقم م/49 بإنشاء (المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة)كمؤسسة عامة. - 1394ه تم افتتاح المرحلة الأولى لمحطة الخفجي. - 1395ه تم افتتاح المرحلة الأولى لمحطة أملج. - 1398ه تم افتتاح المرحلة الثانية لمحطة جدة. - 1399ه تم افتتاح أربع محطات، المرحلة الثانية لمحطة الوجه وضباء، المرحلة الأولى لمحطة فرسان والمرحلة الثالثة لمحطة جدة. - 1400ه تم افتتاح المرحلة الأولى لمحطة حقل. - 1401ه تم افتتاح المرحلة الأولى لمحطة المدينة - ينبع. - 1402ه تم افتتاح ثلاث محطات، المرحلة الأولى لمحطة الجبيل، المرحلة الأولى لمحطة رابغ، المرحلة الرابعة لمحطة جدة، كما تم افتتاح مركز التدريب بالجبيل وبدأ أول دوراته. - 1403ه تم افتتاح المرحلة الأولى لمحطة البرك، والمرحلة الثانية لمحطتي الجبيلوالخبر. - 1406ه تم افتتاح التوسعة الأولى لمحطة الوجه، والمرحلة الثانية لمحطتي الخفجي وأملج. - 1407ه تم افتتاح المرحلة الأولى لمحطة العزيزية، افتتاح مركز الأبحاث والتطوير والتدريب في محطة الجبيل - 1409ه تم افتتاح خمس محطات، المرحلة الثالثة لمحطة ضباء، التوسعة الثانية لمحطة الوجه, المرحلة الأولى لمحطة التناضح العكسي بجدة، المرحلة الأولى لمحطة مكة - الطائف, المرحلة الأولى لمحطة عسير. - 1410ه تم افتتاح المرحلة الثانية لمحطة حقل، كما تم افتتاح التوسعة الأولى لمحطة فرسان. - 1414ه تم افتتاح المرحلة الثانية لمحطة التناضح العكسي بجدة. - 1420ه تم افتتاح المرحلة الثانية لمحطتي ينبع بالتبخير الوميضي والتناضح العكسي. - 1422ه تم تشغيل محطتي الخبر (المرحلة الثالثة), ومحطة الجبيل بالتناضح العكسي - 1423ه تم تشغيل محطة الشعيبة (المرحلة الثانية). - 1425ه تم تشغيل نظام نقل المياه إلى الأحساء وبقيق. كما صدر قرار معالي محافظ المؤسسة رقم (33528)وتاريخ 5 - 7 - 1425ه لتكوين فريق التخطيط الإستراتيجي لدراسة الإجراءات المطلوبة لتخصيص المؤسسة وإعادة هيكلتها. - 1426ه تمت ترسية مشروع محطة الشعيبه (المرحلة الثالثة) لتحلية المياة المالحة إنتاج الطاقة الكهربائية. كما تمت ترسية مشروعات محطات الوجه (المرحلة الثالثة) وأملج (المرحلة الثالثة) ورابغ (المرحلة الثانية) والليث والقنفذة (المرحلة الأولى) وفرسان (المرحلة الثانية)، ترسية عقود الاستشاريين لدراسة اعادة هيكلة المؤسسة وبرنامج التخصيص.