تشهد أسواق الماشية في منطقة جازان هذه الأيام مع قرب عيد الأضحى إقبالاً متزايداً من المتسوقين للظفر بشراء أضحية العيد. وسواء بمدينة جيزان أو محافظات المنطقة، فقد واكب تجار وباعة المواشي الموسم بالاستعداد مبكراً، من خلال عرض المواشي من مزارعهم المنتشرة في أطراف القرى بالمنطقة. وتمثل تربية وتجارة المواشي لأهالي جازان مصدر دخل أساسياً في ظل وفرة الماشية وأراضي الرعي. ويلفت نظر المرتاد لأسواق المواشي في المنطقة الارتفاع الملحوظ في الأسعار بشكل عام، والأضاحي على وجه الخصوص، خلال هذه الأيام، في حين حظيت الخراف البلدية باهتمام المتسوقين والباعة؛ كونها تربى في المزارع التي تعتمد في تغذيتها على الأعلاف الطبيعية. وشهدت الأسواق وفرة كبيرة في المعروض من الأغنام المحلية التي اختار أصحابها أطراف وجنبات السوق والطرق المؤدية إليه مواقع لعرضها على المتسوقين، وسط إقبال متزايد من الباحثين عن الأضاحي المناسبة لهم. وعزا بائعو الأغنام المحلية ارتفاع أسعار أضاحيهم إلى قيمة أسعار الأعلاف، وتكاليف الأيدي العاملة من الرعاة. فيما تفاوتت انطباعات المتسوقين بين الرضا إلى حدٍ ما عن أسعار الأضاحي والامتعاض من اختلاف الأسعار، وتفاوتها بين بائع وآخر. ويقول البائع يحيى بن مرداف السليماني: إن الأسعار جاءت متقاربة هذا العام إلى حدٍ ما مع أسعار العام الماضي، وسط وفرة في المعروض من الأغنام المحلية والمستوردة. مبيناً أن أسعار الخراف تتراوح بين 800 ريال و1800 ريال، وتتجاوز أحياناً لتصل إلى 2000 ريال حسب حجم الأضحية، بينما تتراوح أسعار الأضاحي من الماعز بين 900 و2200 ريال. وبيّن البائع يعقوب بن عباس العامري أن المربين يقومون طوال العام بتربية مواشيهم، والاستعداد المبكر لموسم عيد الأضحى المبارك, الذي يعد موسمًا نشطًا لبيع المواشي؛ ليتم عرضها في أسواق المنطقة الأسبوعية وفي المحافظات الرئيسية، وتجد تلك الأسواق إقبالاً متواصلاً من قِبل المتسوقين؛ ما يوفر فرصة جيدة للبيع. وأوضحت البائعة أم يحيى أن الارتفاع في أسعار المواشي لهذا الموسم يُعدّ طبيعياً بالنظر إلى زيادة الطلب على العرض، والإقبال الجماعي على الشراء دفعة واحدة، وهو ما اعتبرته مشجعاً لرفع أسعار الأضاحي. وتحدث المواطن علي ثابت عن الطريقة التي تتم بها عملية الشراء؛ إذ يمضي المشترى عادة وقتاً كافياً لمعاينة الأضاحي والبحث عن أجودها للحصول على الأضحية منذ وقت مبكر, وبسعر مناسب، تجنباً لزحام الأيام الأخيرة. ويجد البعض من المشترين وقتاً قبل العيد للتنقل بين عدد من الأسواق بحثاً عن الأضحية المناسبة. وأوضح المواطن مفرح شبيطي أن الارتفاع في سعر الأضاحي يعود لعدم وجود رقابة شديدة على أسواق المواشي للحد من الارتفاعات, مشيراً إلى أن الأسعار تتفاوت من موسم إلى آخر حسب العرض والطلب، وفي نهاية المطاف يجد كل متسوق ضالته بالحصول على الأضحية المناسبة التي يضحي بها اقتداءً بسُنّة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - إحياءً لهذه السُّنة.