انطلق دوري عبد اللطيف جميل بجولتين كانت الفرق فيها غير متساوية فنيا، حيث برزت بعض الفرق، واختفت أخرى، وحصلت فرق على العلامة كاملة، بينما لم تحصل بعض الفرق حتى الآن على أي نقطة، وبالعودة لترتيب الدوري نجد أن فرق الهلال والشباب والاتحاد هي من حصلت على نقاط مبارياتهم كاملة، بينما حقق كل من الأهلي والتعاون والقادسية أربع نقاط لكل فريق، فيما كان الفتح هو الفريق الوحيد الذي حقق ثلاث نقاط، فيما حقق النصر نقطتين، وحقق كل من نجران وهجر والوحدة نقطة لكل فريق، فيما لم يحقق الفيصلي والرائد والخليج أي نقطة. الجزيرة، وبعد توقف الدوري لمدة تقارب الشهر، استطلعت آراء ثلاثة من المدربين الوطنيين حول انطلاقة الدوري، وأبرز الفرق، وأبرز اللاعبين الأجانب والمحليين والمدربين، فاتجهت لكل من عبد العزيز العودة، ومساعد العمري، وبندر الأحمدي. العودة: دونيس مميز وخير الله قدم نفسه في البداية أكد المدرب الوطني عبد العزيز العودة أن انطلاقة الدوري وكمنطق تعتبر ضعيفة نوعا ما وهي شيء طبيعي لأن الدوري للتو بدأ، ولكن يبقى الهلال هو الأفضل من بين الفرق بحكم إعداده الجيد، بينما هناك فرق قدمت عطاء جيدا بحكم أنها لعبت مع فرق أقل، ولذلك حققت نقاطها كاملة، وهذا الأمر سيساعدها معنويا، ويبقى العمل المهم وهو اختلاف الإعداد من فريق لآخر، فهنالك فرق كان إعدادها جيد، واتضح ذلك من جولتين، بينما هناك فرق لم تُعد بالشكل الجيد، وهذا أثر عليها. وعن الفرق التي شاهدها تؤدي مستويات جيدة، قال: «فريق الهلال إعداده جيد بدليل تحقيقه لبطولة السوبر بعد أن أدَّى مستوى جيدا، كما أنه لعب جولتين اتضح من خلالهما أنه متميز، كذلك فريق التعاون يقدم مستويات لافتة، وتعادل في الجولة الأولى مع فريق أفضل منه كإمكانيات أفراد، وغيّر نتيجته في الجولة الثانية من أمام الفيصلي، كذلك الشباب والاتحاد حققا ست نقاط، وهذا دليل على أن إعدادهما جيد نوعا ما، ويبقى فريق القادسية الذي قدم مباريات أكثر من جيدة، ويُعدُّ خامس أفضل الفرق إعدادا، أما باقي الفرق فلم يكن إعدادها بالشكل الجيد. وحول أبرز الأجانب، قال: «أجانب الهلال خصوصاً ادواردو والميدا كانت بدايتهما مشجعة، ولهم النصيب الأكبر في تسجيل الأهداف مع فريقهم، وقدموا أداء مميزا، أما باقي أجانب الفرق خاصة الجدد فيصعب الحكم عليهم الآن، إلا أن لاعب فريق الشباب افونسو قدم مستوى لافتا، ومع ذلك فإنَّ الحكم بشكل مطلق صعب جدا على لاعبين جدد». وعن أبرز اللاعبين المحليين، أجاب: «في الشباب برز عبد الرحمن خير الله، وقدم نفسه بشكل جيد، وفي الهلال برز محمد البريك وخالد الكعبي». وتحدث العودة عن المدربين، حيث قال: «مدرب فريق الهلال زادت قناعتي به أكثر حينما أصر على عدم وجود سعود كريري في نهائي السوبر، وهذا دليل على أنه يثق في كل لاعبيه، ولا يعتمد على لاعب بعينه، وهو متميز بشكل كبير، كذلك مدرب فريق التعاون قوميز مدرب يقدم نفسه بالصورة المرضية لأنصار ناديه وللمحايدين، بينما يُعدُّ جروس مدرب فريق الأهلي من أبرز المدربين ومن أفضل ثلاثة مدربين حتى الآن». وعن ترشيحه لبطل الدوري، قال: «حتى الآن ليس هناك شيء واضح، فالتوقفات كثيرة، والمتغيرات أكثر، والدوري صعب، ولكن تبقى الفرق الكبيرة مرشحة لبطولة الدوري». العمري: الهلال سيحقق الدوري والنصر مصدوم من جانبه، أشار المدرب الوطني مساعد العمري الى أن الدوري السعودي دوري متقلب، ومع ذلك فحن نعتبر الجولتين الأوليين ترجمة للإعداد الخارجي، وقال: «بعض الفرق التي كان إعدادها قويا، ومباراتها التجريبية قوية، حضرت كما ينبغي مثل فرق الهلال والشباب والاتحاد، وهذه الفرق ظهرت بمستوى نوعا ما أفضل من فريقي النصر والأهلي، أما على المقاييس الفنية فالهلال قدم نفسه، ورغم الظروف التي يمر بها من خلال لاعبين محليين شباب ولاعبين أجانب جدد، إلا أن فريق الهلال أوحى لنا بأنه قادم وبقوة، وهذا لا يلغي قدرة باقي الفرق، وأن دورينا متقلب». وتابع: «كمؤشرات فنية أرى أن الهلال سينافس بقوة بناء على مستوياته الجيدة ولاعبيه الجدد سواء المحليين أو الأجانب مثل ظهيره الأيمن محمد البريك ولاعب الوسط خالد الكعبي اللذين لعبا نهائي السوبر مع لاعبين أجانب جدد، ومع ذلك حقق الكأس من أمام منافسه النصر الذي لا زال تحت تأثير الصدمة، ولم يمتص خسارتي كأس الملك وخسارة السوبر، ومدربه لم يوفق في التوليفة الجيدة منذ انطلاقة الدوري، أما فريق الأهلي ففي الجولة الأولى لعب مع التعاون الذي كان أحق بالعلامة كاملة من فريق الأهلي، ففريق التعاون ستكون له كلمة قوية جدا في الدوري، وسيكون المتحكم في لعبة الكراسي الموسيقية، فهو يملك الجرأة، ويقف خلفه مدرب يعرف ماذا يريد من المباراة، ويجيد الهجوم المرتد، ويملك صانع ألعاب من الطراز العالي، ولديه لاعبون صغار في السن يملكون السرعة والمهارة، بينما عودة فريق الأهلي في الجولة الثانية وتفوقه على الخليج برباعة تبشر نوعا ما بتغير الفريق للأفضل، فالأهلي يملك الأدوات التي تساعد أي مدرب على النجاح، ويبقى فريق الاتحاد الذي قدم نفسه مع المجموعة الجديدة والشابة وحقق العلامة الكاملة، ومع وجود مدربهم الجيد، نستطيع أن نقول انه أن لم ينافس على المركز الأول فلن يبتعد عن الأربعة الكبار في هذا الموسم، فهو فقط يحتاج لعامل الوقت، أما فريق الشباب فهو لم يُختبر بعد، وفي المجمل يبقى الحكم مبكر». وأشار العمري الى أن مدرب فريق الأهلي لم يجد التوليفة الأمثل لفريقه رغم أنه يدربهم من موسمين، وقال: «قد ألتمس العذر لمدرب الاتحاد، أو لأي مدرب آخر، إنما مدرب فريق الأهلي المتواجد منذ موسمين لن نجد له عذرا وهو يبحث عن توليفة جيدة، خاصة أنه جاء بلاعب أجنبي وركنه على دكة البدلاء، وهذا الأمر لن يخرج عن أمرين، أما أن اللاعب الأجنبي كان خيار المدرب وهو خيار خاطئ، أو أن اللاعب فرض على المدرب». وتابع: «الأهلي قدم أفضل مستوياته عندما كان خلف المهاجمين لاعب بقدر وقيمة صانع الألعاب كماتشو، أما الفريق الأهلاوي حالياً فهو يفتقد لصناعة اللعب، وهذه قناعة مدرب يؤكد أنه لا يحتاج لصانع لعب. وأشاد العمري بأداء فريقي القادسية، وقال: «هما من اختبارا بشكل كبير، فالفريق القادم من الدرجة الأولى قابل بطل النسخة السابقة من الدوري وتعادل معه وأحرجه بمستوى فني رفيع، وهذا دليل جرأة وطموح لدى الفريق القدساوي». وعن مرشحه لبطولة الدوري، قال: «أنا سأعطي روشتة لبطل الدوري، فالفريق الذي سيتعامل مع القسم الأول من الدوري بذكاء، ويستطيع التغلب على الفرق المتوسطة والأقل وتحقيق العلامة الكاملة مع عدم الخسارة من الفرق الكبيرة فهو بطل الدوري». وتابع: «فريق الأهلي في الموسم الماضي كسب متصدر الدري (فريق النصر) ذهابا وإيابا، ولكن في نهاية الدوري من حقق البطولة، حققها الفريق الذي فاز على الفرق الأقل منه، والذي أشاهد فريق الهلال في الوقت الحالي يتعامل معها بذكاء ملعب». وأضاف: «فريق الهلال مرشحي للدوي بنسبة 90 في المئة فنيا وليس عاطفيا، فأنا أن ذهبت للأمنيات فأتمنى فريق الأهلي يحققها، ولكن بلغة المنطق يُعدُّ فريق الهلال الأنضج، ولديه محترفان يستطيعان قيادة منتخب وليس فريق، فهما مثيران للرعب، ويمتلكان حلول، وهما من يجب أن تجلب بقية الفرق مثلهما». الأحمدي: ضعف الأداء ناتج من ضعف الإعداد من جهته، عدّ المدرب الوطني بندر الأحمدي أن انطلاقة الدوري لم تكن بالشكل المطلوب، ولم تكن بالمستوى المقنع سواء من الأندية أو حتى اللاعبين، وقال: «هذه الانطلاقة لم تكن معتادة بالنسبة للدوري السعودي، ولكن هذا الموسم قد يعود ضعف بدايته لضعف الإعداد وعدم الفترة الكافية للإعداد، وهذا ما ظهر واضحا على بعض اللاعبين وبعض الفرق التي ظهرت فيها الإصابات خلال جولتين من الدوري فقط». وأضاف: «على مستوى الأفراد ظهر بعض اللاعبين بمستويات جيدة، ولكن على مستوى الأندية كمجموعة داخل الملعب لم يظهر أحد بالشكل المطلوب، وهذا يعود لعدم التجانس وضعف الإعداد». وعن الفرق التي برزت في الجولتين الأوليين من الدوري، قال: «بالتأكيد هي الفرق التي حصلت على العلامة كاملة وهي الشباب والهلال والاتحاد، ورغم أن ظروفهم متشابهة مع بقية الأندية إلا أنهم حضروا نتائجيا وكسبوا الأهم، ويأتي بعدهم الأهلي والتعاون التي حصلت على أربع نقاط». وأشار الأحمدي الى أنه لا يوجد فريق برز فنيا خلال مامضى من الدوري، وقال: «الهلال حصل على بطولة السوبر، وقدم مباراتين جيدة، ولكن ليس هذا الهلال الذي نعرفه، فهو يحتاج لوقت أكثر». وعن الفرق التي اختفي مستواها، قال: «النصر الذي أخفق أمام الهلال في بطولة السوبر، وأخفق في مباراتيه مع هجر والقادسية، وللأمانة لم نتوقع أن يظهر بطل الدوري بهذا الشكل، فهو على الجانب المعنوي بطل الدوري لموسمين، وعلى الجانب الفني والعناصري يملك عناصر مميزة». وأبدى الأحمدي رأيه في القادسية والتعاون، حيث قال: «التعاون من أفضل الفرق التي شاهدتها على مستوى الأداء الجماعي داخل الملعب، وحتى على مستوى النتائج يُعدُّ فريق التعاون متميزا، ويملك مدربا مميزا وحكيما وواقعيا ويدير المجموعة بتكتيك مناسب لقدرات اللاعبين، أما القادسية فهو لم يفاجأني لأنني أعرف إمكانيات القادسية من ناحية اللاعبين والمدرب والإدارة، فهو يملك مثلثا متكاملا، وعملهم كان واضحا منذ الموسم الماضي في الدرجة الأولى، وتوج هذا الظهور في مباراة كأس ولي العهد أمام الأهلي، كما أنه ظهر في الجولتين الأوليين من دوري جميل بالشكل المميز سواء على مستوى العناصر أو النتائج». وعن الأجانب الذين لفتوا انتباهه، قال: «أبرز الأجانب في هذه الفترة هما لاعبا الهلال الميدا وادواردو اللذين ظهرا بمستوى متميز، كما لا ننسى ديغاو وكواك، أيضاً محترف التعاون أيفولو ظهر بمستوى مميز، كما أن تميز جهاد الحسين لا زال مستمرا، ولا ننسى محترف فريق النصر أدريان الذي ظهر بشكل جيد، ويبقى بعض اللاعبين الأجانب الذين ظهروا في مباراة واختفوا في أخرى مثل المحترف المصري في صفوف فريق الأهلي عبد الشافي الذي كان مختفيا في مباراة فريقه أمام التعاون، ولكنه ظهر في مباراة فريقه مع الخليج». وتحدث الأحمدي عن أبرز اللاعبين المحليين، حيث قال: «أحمد الزين لاعب فريق التعاون ظهر بمستوى جيد، وسلمان مؤشر كان في مستوى مميز». وعما إذا كان هناك فرق ظهرت كمرشحة للدوري، قال: «الترشيح في الوقت الحالي صعب، ولكن التنافس بين الفرق الكبيرة سيبقى، فالهلال والاتحاد والأهلي والشباب والنصر متهيئين للمنافسة».