طالب عدد من أبناء الوطن من عدة مناطق في المملكة تكريم فقيد الوطن الشيخ علي بن محمد الجميعة تكريما يليق برجل السخاء والكرم الذي يعتبر أحد أندر رجال الوفاء حينما سطر أجمل لوحة حب للوطن والقيادة والناس من خلال اهتمامه بإنشاء مدرسة خيرية شاملة فكان بعكس الكثير من الخيرين ممن يهتم بدعم اتجاه خيري واحد أو اثنين أو حتى ثلاثة فكانت هذه المدرسة للشيخ الجميعة عنوانا لهمة رجل جمع من خلالها حب فعل الخير بمختلف الاتجاهات بدأها بالتجارة مع الله وبناء المساجد التي قاربت الخمسين مسجدا ثم دعم المرافق الصحية والطبية ثم دعم مشاريع المياه وحفر الآبار ثم دعم الشباب بمختلف هوياته الرياضية والفنية والأدبية والثقافية واتجه للزراعة مبكرا فنجح في إنشاء أكبر المشاريع الزراعية بالمملكة ثم أقام أكبر المشاريع السياحية في مختلف مناطق المملكة وقاد أول مشاريع شركات المساهمة في عروس الشمال حائل ليوجد ثقافة جديدة للتكتلات الاقتصادية والتعاون والتكاتف من أجل البناء وإطلاق المشاريع الاستثمارية التي تعود على الوطن والمنطقة بالفائدة وإيجاد مزيد من الفرص الوظيفية لأبنائها وشهدت الساحة الرياضية أندر حالة بترؤسه مجلس أعضاء الشرف لناديين متنافسين في المنطقة وهما الجبلين والطائي بل لم يكتف بدعمهما المالي السنوي بعشرات الملايين سنويا بل امتد دعمه إلى كافة أندية منطقة حائل التسعة سابقا قبل افتتاح نادي سميراء مؤخراً وحلق الشيخ علي الجميعة في آفاق العلم حينما أطلق كرسي الشيخ علي الجميعة للتنمية الزراعية المستدامة في المجتمعات الريفية واختار لها جامعة فتية وطموحة هي جامعة حائل، كما قاد أكبر مرحلة تأسيسية تشهدها المنطقة وحتى المملكة في تأسيس الجمعيات التعاونية في مختلف المجالات وعلى نفس الاتجاه حرص على دعم مراكز تدريب الشباب في مختلف المجالات العلمية والمهنية ومنها دعمه للكلية التقنية وتخصصاتها المختلفة فضلا عن اهتمامه الكبير بدعم الجمعيات الخيرية كجمعية حائل الخيرية وجمعية العش وجمعية رعاية الأيتام وجمعية تحفيظ القرآن الكريم التي أعلن عن تسلمها آخر دفعة من تبرعاته وهو على فراش المرض الأخير بل قبل أيام من انتقاله إلى رحمة الله، وجاء دعمه لرجال الأمن ورجال دوريات الأمن وبمبالغ كبيرة ومفاجئة للقائمين على دوريات الأمن بالمنطقة ليؤكد من خلال هذه التبرعات على منهجية جديدة للتبرعات الشاملة لرجل السخاء الشيخ علي الجميعة-رحمه الله- لتبرز مدرسته في ذلك والتي أوجدها بفكره ودعمه وإخلاصه والتي لا تشبهها أي مدرسة أخرى ليرحل مؤسسها إلى الرفيق الأعلى وتبقى هذه المدرسة عبر معطياتها حاضرة حتى وإن غاب صاحبها ولأن القائمة طويلة والمجالات التي دعمها الشيخ علي الجميعة ولن أطيل في هذه المقدمة وإليكم قراءة لصفحات حياة فقيد الوطن الشيخ علي الجميعة رحمه الله: الجميعة الفكر والمال يعتبر الشيخ علي بن محمد الجميعة- رحمه الله- من القلائل الذين جمعوا بين الفكر والمال وحب الوطن وصدق الانتماء لمجتمعه وناسه إلا أنه تميز أكثر بروح المبادرة وتحمل الصعاب من أجل هدف سام يخدم به أكبر شريحة ممكنة من الناس كما لم يبتعد عن هموم الناس ومشاكلهم ولا عن احتياجاتهم ولا أدل على ذلك من وقفته التي لا تنسى مع أسر الطالبات المتوفيات على إثر حادث طالبات جامعة حائل وتخصيصه مبالغ مالية لأسرهن وإطلاقه مبادرة إنشاء مشاريع لصالحهم فكان- رحمه الله- اجتماعيا في وقت ورياضياً في وقت آخر ومزارعا في كل وقت بالإضافة إلى اهتماماته الاستثمارية المتنوعة وعلى رأسها القطاع السياحي وميله الفطري للثقافة والأدب فكان أن ألف عشرات الكتب والرسائل وديوان شعري وخصوصا في معشوقه الأكبر (الوطن الغالي) وفي معشوقته الحسناء عروس الشمال (حائل). الزراعة وصيته الأخيرة وحرص الشيخ علي الجميعة على استمرار المشاريع الزراعية في المملكة إيمانا بأهمية الأمن الغذائي خصوصا مع تغير الأوضاع من حولنا وعدم استقرار عدد من دول المنطقة وأهمية أن يكون لمناطق المملكة إسهام واضح في الأمن الغذائي كرؤية ومنهجية وطنية تكون على استعداد لكل احتمال لا سمح الله مستذكراً دوماً- رحمه الله- الانطلاقة القوية التي كانت عليها الزراعة إبان عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز- رحمه الله- وكيف تحولت المجتمعات الريفية إلى مجتمعات أكثر رقيا وأفضل حالا بعد تدفق الاستثمارات الزراعية في المملكة وأصبحت المملكة من الدول المصدرة للمنتجات الزراعية وكان الشيخ الجميعة ينادي دوما بأهمية المحافظة على المنجزات الزراعية التي تحققت للمملكة والعمل على تأسيس منهجية متكاملة للأمن الغذائي عموما مع الأمن المائي دون إغفال أحدهما. وجاء تبنيه لملتقى الخطة الزراعية الذي دعم من القيادة الحكيمة وباهتمام مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز وبشراكة تنظيمية من الغرفة التجارية الصناعية ومن الزراعة ومركز الخطة وعدد من الجهات الأخرى وبدعم وتبرع مالي سخي من الشيخ علي الجميعة ليناقش بصوت مسموع وبمنهج علمي أهم مرحلة تاريخية للزراعة في مناطق المملكة ومنطقة حائل التي تعتبر القطاع الزراعي موردها الاقتصادي الأهم ومفتاح الفرص الاستثمارية والوظيفية لأبنائها، وقد شارك في فعاليات ملتقى الخطة الزراعي الكثير من الأكاديميين والمختصين من داخل الوطن وخارجه وأجمع الكل خلاله على أهمية الأمن الغذائي للمملكة تماما كأهمية الأمن المائي ووجوب إيجاد آليات عمل جديدة تعيد الحياة للمشاريع الزراعية بالمملكة التي أنفقت عليها القيادة الحكيمة مليارات الريالات وأصبحت حاليا شبه معطلة. ليرحل الشيخ علي الجميعة بخبرته الممتدة لأكثر من 86 عاماً وتبقى وصيته الأهم لمستقبل المملكة وأجيالها القادمة بأهمية النظر في إمكانية إعادة الحياة من جديد للمشاريع الزراعية وفق منهجية تراعي الميز النسبية لكل المناطق الزراعية ودعمها لتعود كمناطق منتجة تدعم الاقتصاد الوطني في ظل التوجه الحالي لتنويع مصادر الدخل وعدم الاعتماد على البترول بعد الانخفاض الحاد بأسعاره ودعم مناطق كان دخلها من المنتجات الزراعية هو الدخل الأوحد والأهم والأعلى لها طيلة السنوات الماضية وانعكاس نضوبه على الكثير من الأشياء الأخرى كالبطالة والأمن وغيرها. الزراعة بماذا تكرمه؟ بعد رحلته الطويلة مع الزراعة والمزارعين ودعم القطاع الزراعي تبنى من خلاله الكثير من المبادرات والمشاريع والأفكار الداعمة للاقتصاد الوطني من خلال الزراعة بات السؤال الأهم يتردد بماذا سيكون التكريم للشيخ علي الجميعة من قبل الوزارة أو من قبل المزارعين في منطقة حائل وفي مناطق المملكة وفي أقسام الزراعة بالجامعات السعودية ومنها جامعة الملك سعود وجامعة حائل والتي دعمها بكرسي البحث العلمي عن الزراعة المستدامة وتبرز رؤيته نحو الأمن الغذائي وإمكانية دراستها من قبل وزارة الزراعة وطرحها كمبادرة وطنية لإعادة الحياة من جديد للقطاع الزراعي ودعم الكثير من مناطق المملكة التي هي بحاجة ماسة حاليا لهكذا مشروع ومبادرة تعود على اقتصادياتها وعلى أبنائها بالفائدة. مدارس حائل والجامعة ويبقى للشيخ علي الجميعة- رحمه الله- إسهامات فاعلة على مستوى مدارس المنطقة وكليتها التقنية وجامعة حائل وكلية المعلمين سابقا وكان دعمه المالي السخي ممولا فاعلا للكثير من البرامج والاحتفالات والمناسبات الوطنية في جامعة حائل وفي مدارس التعليم العام وفي كلية التقنية وفي مجالس التدريب التقني والمهني، ويتكرر نفس السؤال هل يحمل مدير عام التربية والتعليم بمنطقة حائل نفس التوجه الذي تبناه هذا العام بالرفع لمقام الوزارة بتسمية عدد من مدارس المنطقة باسم الشيخ علي الجميعة أسوة بما قام به من تسمية عدد من المدارس بأسماء رموز تستحق في منطقة حائل ؟ وكذلك الحال للجامعة ولكلية التقنية خصوصا وأن المدينة الجامعية بصروحها ومبانيها العملاقة مهيأة لتحمل اسم الشيخ علي الجميعة وكذلك مباني وقاعات كلية التقنية. وزير الثقافة والإعلام القدوة وكان تفاعل وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي سريعاً ومقدراً لإسهامات الشيخ علي الجميعة وكان من أوائل أصحاب المعالي الوزراء الذين قدموا تعازي الوطن في رحيل الشيخ علي الجميعة ومبرزا إسهاماته الداعمة للثقافة والأدباء عبر دعمه- يرحمه الله- لجمعية الثقافة والفنون ودعمه للنادي الأدبي وكلهما في منطقة حائل. جائزة حائل والجميعة كما كان لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة حائل تكريم مستمر للشيخ علي الجميعة- رحمه الله- توجت في آخر احتفالية جمعتم سوياً بتسليم الشيخ علي الجميعة لجائزة حائل للأعمال الخيرية ولاشك أنه يستحق أكثر من جائزة وأكثر من تكريم وتقدير لما قدمه وأسسه لوطنه ومنطقته ومجتمعه. الجميعة ورائد السياحة كما كان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من أوائل الذين كرموا الشيخ علي الجميعة تقديرا لإسهاماته السياحية والتنموية في عدد من مناطق المملكة وفي منطقة حائل ونال الشيخ علي الجميعة إشادات سموه في الكثير من المناسبات التي جمعتهما. موقع سياحي باسمه ويترقب الكثير من محبي الشيخ علي الجميعة إطلاق اسم الفقيد- رحمه الله- على أهم المشاريع السياحية تخليدا لذكره ولمنهجه الوطني وليكون قدوة للأجيال القادمة ومنها مشاريع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ومنها مشاريع أمانة منطقة حائل مثل إطلاق اسمه على أحد المنتزهات أو الحدائق العامة بعد أن أطلقت الأمانة سابقا اسمه على أحد شوارعها بمبادرة من الغرفة التجارية الصناعية بحائل ممثلة برئيسها خالد بن علي السيف ودعم وموافقة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل وتفاعل من أمين منطقة حائل المهندس إبراهيم بن سعيد أبو راس ويأتي مشروع قرية مشار السياحية كأحد تلك المشاريع التي بالإمكان إعادة إنشائه من جديد من خلال أمانة المنطقة ليكون واجهة حضارية سياحية متميزة بالمنطقة ويطلق عليه منتزه الشيخ علي الجميعة السياحي في مشار ويؤسس من جديد كمنزه عام يحاكي أفضل المنتزهات الوطنية العملاقة المنشأة بمناطق المملكة ومنها منتزه الردف بمحافظة الطائف. زراعة حائل والمنتزه وكان للشيخ علي الجميعة فضلا عن دعمه المتواصل للزراعة والمزارعين وتبنيه للملتقيات الزراعية وغيرها كان حريصا على دعم منتزه مشار الوطني التابع لزراعة حائل وكان تبرعه السخي مبكرا المفتاح لبداية تطوير المنتزه وإيجاد الخدمات الأولى لزائريه ومن ثم تواصل دعمه للمنتزه ولعل من رد الوفاء للقائمين عليها دراسة إمكانية إطلاق مسمى الشيخ علي الجميعة على أحد مرافقه الجديدة التي تعتزم زراعة حائل إنشاءها في المنتزه بعد أن طرحت للاستثمار ثلاثة مواقع داخله فخصصت الأولى لإقامة الشاليهات والنزل الريفية وخصصت الموقع الثاني لإنشاء مدن ترفيهية ومدرسة للخيول وخصصت الموقع الثالث للمطاعم والخدمات وتقدم لهذه المشاريع عدد من رجال الأعمال والآن في مراحلها الأخيرة لإنهاء إجراءات ترسيتها وتسليم المواقع للمستثمرين. جهات أخرى للتكريم ويأتي النادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون بحائل على رأس القائمة خصوصا وإن النادي الأدبي بحائل كان له مبادرات سابقة بطباعة الكتب أو إعادة طباعة مؤلفات لمن استحقوا التكريم من النادي وقدموا بسخاء إبداعاتهم للوطن والمنطقة والمجتمع وعلى رأسهم الشيخ علي بن محمد الجميعة- رحمه الله- وبإمكان النادي الأدبي طباعة موسوعة عن الشيخ علي الجميعة وأعماله ومنهجه وكذلك إعادة أبرز مؤلفاته لتستفيد منها المنطقة وكافة الأجيال القادمة. غرفة حائل والجميعة وتبقى غرفة حائل والشيخ علي الجميعة وجهان لعملة واحدة هي حب الوطن والوفاء للوطن والمنطقة وللمجتمع وآن الأوان أن تطلق غرفة حائل مبادرة سنوية باسم الشيخ علي الجميعة كأن تعلن استمرار ملتقى الخطة الزراعي وتتبناه وتحول مسماه إلى ملتقى الشيخ علي الجميعة الزراعي بمدينة الخطة أو أن تعلن تواصلها في إقامة منتدى حائل للاستثمار في نسخته الثانية وتحول مسماه إلى ملتقى الشيخ علي الجميعة للاستثمار بمنطقة حائل، كما أن أندية حائل خير من يقدر وفاء وسخاء الشيخ علي الجميعة- رحمه الله- مع شباب المنطقة في مختلف هوياتهم الرياضية والثقافية وفيها سبق أن أطلق نادي الجبلين اسم الشيخ علي الجميعة على ملعبه الرئيسي الذي ينفذ حاليا من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب كما هو متوقع من نادي الطائي نفس الاتجاه بل إن الرياضيين في مختلف مناطق المملكة يتوقون لمبادرة تكريمية أكبر على مستوى المملكة ومن الرئاسة العامة لرعاية الشباب لمنح الشيخ علي الجميعة ما يستحق من تكريم يليق به- رحمه الله- وتبقى صفحات الوفاء مهما تعددت أقل من أن تمنح فقيد الوطن ما يستحق ونبقى عاجزين مهما تكلمنا أن نحيط بكل المجالات التي دعمها الفقيد ومنها الصحة عبر مستشفيات المنطقة وكذلك مستشفى السعودي الألماني الجديد وغيرها، ولكن نختم بخير ختام يحتاجه كثير منا حالياً وهو الدعاء من قلب صادق وحزين على فراقه الأليم ولكن بنفس الوقت مؤمن بال قضاء خيره وشره، فاللهم ارحم الشيخ علي الجميعة رحمة واسعة وأدخله أعلى درجات الجنة وأجزه عنا خير الجزاء برحمتك يا أرحم الراحمين إنك سميع مجيب.