يوم إضافي في شهر أغسطس هذا الذي يمر بنا مناخه عالي الحرارة،.. عنيف الصهد،.. لا تتغير معه أحوال الناس، وإن تبدَّى لهم في بعض وجوهها أنهم يفعلون..!! ذلك لأن الزيادة، والنقصان في حساب دوران الكواكب ونحوها، إنما هو جزء من تلاحم المعجزات في طريق الإنسان،..!! فهو ليس العاجز عن سر التكوين، وسر معجزات أسراره في حسبان انسلاخ النهار من الليل، وجريان الشمس لمستقرها، وعرجنة القمر، وما ينجم عن ذلك من عدد الأيام في شهورها زيادة، ونقصاناً فقط، بل هو سادرٌ هذا الإنسان في غروره الناسخ ليقظته دون تذكرحقيقة سبب وجوده، المُفقده استلهام َ ملزماتِه في واقعه، وفعله.!! تحديداً بعد أن ختمت له رسالات السماء بكامل تشريعها الجلي الواضح، فغدا مقتدراً، وفي طاقته أن يطبّق ما جاءته به في سلوكه فكراً، ووجداناًس، وعملاً، وقولاً..!! يحسب هذا الإنسان أن هذه الفانية ستمنحه صك النجاة حين يجعلها أكبر همه،.. وحين يغفل عمّن عصى ربَّه، وتواعد بإغوائه، هو ذاته هذا الإنسان، وذهب يرافقه..!! وحين ينسى أن نفسه أمَّارة بالسوء بقول من خلقها جلَّ من يقول، وجعلها في جسده الذي فيه أجرى له بصره، وأنشأ له سمعه، وأنزل فيه روحه، جعله كياناً، قد جزأ فيه ما يسيره من القلب، والمخ، والدم، والعصب، والعضلة، والعظم، فاللحم..!! ما ضبطها كالساعة على جادة هذه الحقيقة نفسه هذه،..!! فكانت الفانية له محورَ كلِ الذي يفعل،.. وغاية كل الذي تغويه به، وإليه، زاعماً أنها مكاسبُ له فيها..!! في واقع أنه يعلم كل هذا، يدرك ولا تغيب عنه التفاصيل،.. لكنه في مضمارها هذه الفانية يركض،.. وحول أضوائها يحلق،.. ولشهدها نحلة تتناكب..!! ولمحتواها عنكبوت يسيج..!! وحتى الأيام، وهي تأتي، وتمضي في وتيرتها التي تأخذ ولا تعيد، يُسرق الإنسان بصولة نفسه، هذه التي لا تأخذه لمواقع النجوم، ومجريات الأفلاك كي يتبصّر،.. إنما تأخذه لمواطن التراب كي تذهب به الريح فلا يستقر به مقامٌ في بؤرة وعي، أو ثغر نهج..!! إنه مبسوطة له الحقيقة، بيد أنه لا يراها..!! عجبي، وأي عجب.. هذا الإنسان فينا كلما قلنا نعرفه، غرر بنا.. فأوغلنا في غموض يكتنفنا،..!! بجهل لا يوصلنا.. !! تائهون فيه، وأي تيه...!! فذاته هو، إنه لا يُبصرها..!! إلا من رحمه فهداه خالقه، وبارئه تقدست صفاته، ذو البداية، من إليه المرجع كله.