حذر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د. عبد اللطيف بن راشد الزياني من خطورة الوضع العالمي والإقليمي في المنطقة، مشيراً إلى أن التوترات القديمة لا زالت كما هي مع تحديات جديدة برزت في الساحة. ودعا الزياني على هذا الأساس إلى الاستباقية والتفكير في المستقبل بطريقة إبداعية. وقال د. الزياني في كلمته أمس الاثنين في افتتاح منتدى أبحاث الخليج الذي ينظمه مركز أبحاث الخليج في جامعة كمبريدج البريطانية: إن ما يسمى (تنظيم داعش) لا يزال تمثل التحدي الأكبر لنا جميعًا وسوريا في خضم الدمار المتزايد وإراقة الدماء لا زالت تنتظر منا الحل، والعنف الشرس في ليبيا لا يزال مستمرًا وما يدعى بعملية السلام في الشرق الأوسط في مرحلة جمود والشكوك بشأن طموحات إيران المزعزعة للاستقرار لا تزال قائمة، كما أن اليمن بات على شفير صراع خطير ولا تزال منطقتنا توصف بأنها الملاذ الأسوأ الذي يحتضن التطرف والإرهاب، وفي الوقت ذاته تعتبر أكبر مستورد للمقاتلين الأجانب، هذا فضلاً عن الانخفاض الحاد في أسعار النفط الذي لم يسهم في تعزيز الاستقرار المنشود. ووصف د. الزياني قضية التطرف المتسم بالعنف بأنها أكبر تهديد عالمي وإقليمي في عصرنا الحالي، مشيرًا إلى أن التطرف نشأ عن الفراغ الفوضوي الذي أعقب حرب العراق عام 2003م والحرب الأهلية الأخيرة في سوريا، مما أدَّى إلى قيام مجموعات ذات ولاءات ومعتقدات مختلفة باستغلال ذلك الفراغ ومنها داعش التي دخلت إلى الساحة ونصبت نفسها دولة الخلافة في العالم في يونيو العام الماضي. وأبان أن داعش قامت وعلى غير المعتاد في أي منظمة متطرفة أو إرهابية باحتلال الأراضي متخطية الحدود المعترف بها دوليًا ، مبيناً أن استعادة الأراضي التي احتلتها داعش ليس بالأمر السهل إلا أنه بالإمكان دحرها عسكريًا متى ما عملت مختلف أطراف التحالف وفق نهج جيد التنسيق، مشددًا على أن هناك تحديات جساماً ينبغي التعامل معها لمواجهة داعش مثل: تكوين حكومة وطنية شاملة في العراق تضم مكونات الشعب العراقي وتغيير النظام في سوريا. وقال: إن علينا أن نحاول منع حدوث تغذية الأفكار الهدامة كأول خطوة نبدأ بها وأن نتأكد من تعليم مواطنينا خصوصاً الشباب منهم التمييز بين الصح والخطأ بالمفهوم الديني والدنيوي، وكذلك التأكد من سلامة برامجنا التعليمية وتأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي وفوق كل ذلك التربية الأسرية. وحول اليمن أكد الزياني ان التحالف العربي بقيادة المملكة وبمساندة العناصر الموالية للحكومة الشرعية اضطر إلى استخدام السلاح بناءً على طلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لمنع تدهور الوضع والدفاع عن الشرعية ، مبيناً أن القوات الشرعية والموالين لها وبمساندة التحالف العربي باتت الآن تسيطر على الوضع مما شجع عناصر الحكومة على العودة إلى البلاد، معرباً عن اعتقاده بأن الوضع سوف يستقر وأن الحكومة الشرعية ستستأنف دورها الشرعي وتعيد وضع العملية السياسية على مسارها الصحيح. وأعرب الأمين العام عن أمله في أن ينجح الاتفاق النووي الإيراني وأن تصبح المنطقة أكثر أمانًا وأن تقوم إيران بعد رفع العقوبات عنها إلى استخدام أموالها لتعزيز الاستقرار لا لزعزعته، كي تصبح المنطقة خالية ليس من السلاح النووي فحسب بل ومن التهديدات والطموحات التقليدية، مؤكِّداً أن مجلس التعاون سوف يتعاون مع جميع الأطراف ويبذل كل ما في وسعه لتحقيق ذلك.