يُعَدُّ الشاعر عبدالله بن ربيعة -رحمه الله- من كبار الشعراء الذين ذاع صيتهم وحفظ الرواة أكثر قصائدهم عن ظهر قلب. توزَّعت قصائده في أكثر من مؤلف منذ سنين طويلة، ولربما كان أدق توثيقاً لها في الكم والكيف ما وثّقه الشاعر والناقد إبراهيم الخالدي عام 1426ه (2005م) في ديوان يحوي مئة وثلاثاً وأربعين صفحة، وتبويب أشبع فصوله بالقصيدة والمعلومة، وصور تنشر لأول مرة حرص المؤلف على نشرها بجهود ذاتية تحسب له رغم تقادم عهدها لأكثر من مئة وخمسين سنة إبان حياة الشاعر، تُمثِّل ربط عامل الزمان بالمكان لتقريب صورة الأحداث إلى القارئ والناقد المتخصص والراصد لحياة الشاعر والأماكن التي وردت في قصائده - رحمه الله. وقد تحدَّث المؤلف بوضوح وإسهاب جميل في الباب الأول وتحديداً الفصل الأول عن اسم الشاعر ونسبه وأسرته ومولده ووفاته، وشخصيته وثقافته وعصره ومعاصريه، وكذلك في الفصل الثاني عن مصادر شعره والسمات الشعرية، وفي هذا إشارة للدقة الأدبية في الأبواب الأخرى أسوة بالباب الأول. وسأتطرق هنا فقط لقصائده لأن الشاعر أشهر من نار على علم في كل تفاصيل قصة حياته التي كثُر التطرُّق لها وتكرار نشرها لا يضيف جديداً. يقول في إحدى أشهر قصائده على (بحر المسحوب) على الصفحة رقم 49: ومن قصيدة يخاطب فيها ابن ربيعة أخاه الأصغر زيداً يقول: وقد تطرّق الشاعر في قصائده للعديد من أغراض الشعر، مثل الهجاء والمدح والرثاء وغيرها كشعر الغزل، من ذلك قصيدة انفردت بذكرها مخطوطة «لباب الأفكار» لابن يحيى، ولم ترد في أي مصدر آخر، كما وثق المؤلف ذلك في مقدمته للقصيدة على الصفحة رقم 74، ومنها قوله: كما احتوى الديوان على قصائد المراسلات المتبادلة بين الشاعر وشعراء بارزين عدة، وخصّص المؤلف الفصل الثالث للمقطوعات القصيرة من شعر عبدالله بن ربيعة على بحر المسحوب والهجيني، وخصّص الفصل الرابع للمواويل مثل مواويل الزهيري ومواويل الأبوذيه.