يعد هذا الكتاب من الكتب القليلة النادرة في مجاله وخاصة أنه يوثق لتاريخ تأسيس التلفزيون السعودي، وقد ذكر المؤلف الذي كان يشغل منصب مديرعام القناة الثقافية في المقدمة فكرة إصدار هذا الكتاب بالقول: « أكمل التلفزيون السعودي في 19/3/1385ه الموافق 17/7/1965م مرور خمسين عاما على تأسيسه. وبهذه المناسبة التاريخية المهمة فلقد حرصنا في القناة الثقافية على إنتاج برنامج تلفزيوني يروي قصة مسيرة تأسيس وإنشاء التلفزيون، وأسميناه (قصة التلفزيون السعودي)، وأردنا من خلال عرض هذا البرنامج أن نوثق بالصوت والصورة لهذه المسيرة المباركة مع رواد العمل التلفزيوني في المملكة من إداريين وفنانيين وبرامجيين وفنيين، كل منهم أدلى بدلوه حيث روى لنا سيرة التلفزيون من خلال العمل الذي كان يزاوله، بحيث يروي لنا جزءا من هذه السيرة كما عاشها وعاينها، وهكذا داوليك إذ بتعدد ألوان وأشكال المتحدثين تتضح الرؤية وتتسع الزاوية التي يتحدثون من خلالها. وبالرغم من حرصنا على استضافة كل الرواد الذين أسهموا في بناء هذا الجهاز المهم، إلا أننا فوجئنا باعتذار بعضهم عن الظهور معنا بدواعي وأسباب مختلفة.ومع ذلك فقد استطعنا بفضل من الله تقديم خمسين حلقة تلفزيونية مقابل خمسين عاما هي عمر التلفزيون اليوم، استضفنا فيها ما يفوق الثلاثين شخصية. وبعض هذه الشخصيات أخذ اللقاء معه أكثر من حلقة، تبعا لأهمية الموقع والمعلومات التي يملكها الضيف، كما حدث مع د. عبدالرحمن الشبيلي مدير عام التلفزيون السعودي سابقا، وأحد المؤسسين الأوائل، حيث أفردنا له سبع حلقات، وكنا حريصين على أن يكون ما أدلى به من معلومات مهمة ضمن دفة هذا الكتاب، إلا أنه آثر نشر هذه الحلقات السبع في كتاب مستقل ليأتي ضمن مشروعه الرائد في توثيق الإعلام السعودي وبعض الضيوف تم استضافتهم في ثلاث حلقات، والبعض الآخر في حلقتين، والغالبية منهم تمت استضافتهم في حلقة واحدة. كما حاولنا أن نقدم تجربة وإسهام بعض الرواد الراحلين عبر اللقاء مع أقربائهم، فتحدثت السيدة سلوى شاكر في حلقة كاملة عن مسيرة زوجها الممثل الراحل عبدالعزيز الحماد،وتحدث المهندس علي الزامل في حلقة كاملة عن والده الشاعر والإعلامي الراحل عبدالله العلي الزامل، حيث تحدثوا عن سيرتهم مع التلفزيون. نأمل من خلال استعمال هذه التقنية أن نحصل في الأخير على صورة متكاملة وشاملة قدر الإمكان للقصة الحقيقية لإنشاء التلفزيون السعودي، وهي بكل المقاييس قصة شيقة ومثيرة وتستحق أن تسجل وتروى للأجيال، بحيث توضح وترصد مسيرة هذا الجهاز المهم والذي يعد دون شك من أهم الأجهزة الحديثة التي دخلت إلى المملكة ، إن لم يكن أهمها على الإطلاق، والذي أحدث دخوله إلى المملكة تحولا كبيرا ومهما في دفع المسيرة الحضارية والثقافية والاجتماعية للمملكة إلى الأمام في سنوات قياسية، فلقد ارتبط تأسيس التلفزيون السعودي بشكل قوي ومؤثر مع ملحمة التنمية والتطور في هذه البلاد المباركة، إذ لعب دورا بارزا ومهما في التأسيس الهادف لنشر الأفكار الإصلاحية والتطويرية الساعية لللارتقاء بالمجتمع السعودي».