أوضح الباحث الفلكي ملهم محمد هندي من قسم علوم الفلك والفضاء بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة بأنه في إحدى أهم المناسبات الشهابية وأنشطها خلال السنة تدخل الأرض في نهر مخلفات مذنب (سويفت تتل) متسببه في ظهور زخات شهابية كثيفة تسمى بشهب الغوليات أو البرشاويات. وأشار هندي بأن هذه الشهب تصل لذروتها فجر الخميس 28 شوال وهو موعداً ينتظره كثير من الفلكيين وهواة الفلك على مدار العام وذلك لأن شهب البرشاويات من الزخات الكثيفة الصيفية حيث تمطر الأرض بمعدل يزيد عن 60 زخة شهابية في الساعة، فيما توقعت منظمة الشهب العالمية بأن يصل معدل تساقط البرشاويات هذا العام إلى 100 شهاب في الساعة وسيكون هذا العام فرصة مميزة لرصدها بغياب القمر عن السماء طوال الليل مما سيترك السماء في سوادها الحالك أمام عرض البرشاويات الجميل. وقال تأتي تسمية هذه الشهب بالبرشاويات بسبب أنه يظهر منبعها من المجموعة النجمية (برشاوس) التي أطلق عليها العرب قديما حامل رأس الغول جهة الشمال لذلك قد يطلق عليها أيضا بشهب الغوليات، وعادة تنشط هذه الشهب ما بين 23 يوليو و29 أغسطس من كل عام. وتنتج هذه الشهب من مخلفات مذنب (سويفت-تتل) الذي يتوقع زيارته لنا عام 2122م فهو يزور الأرض كل 133 عام وقد كانت آخر زيارة له في عام 1992م ويقدر قطره ب27 كلم مغطى بطبقات من الصخور والجليد وكلما زار الشمس قامت حرارة الشمس والرياح الشمسية بإذابة الجليد وتفتيت الصخور ليترك خلفه نهر من المخلفات التي تصل أحجامها من 1 ملم إلى 2 سم وبسبب أن مدار هذا المذنب يتقاطع مع مدار الأرض تدخل مخلفاته الغلاف الغازي بسرعات كبيرة عند عبور الأرض من هذا النهر مما يؤدي إلى احتراق هذه المخلفات في طبقات الجو العليا على ارتفاع 100 كلم وقد تستمر لأجزاء من الثانية أو عدة ثواني قليلة قبل أن تتبخر تماما ولا يصل لسطح الأرض إلا نادرا وليس لها أخطار على كوكب الأرض أو على البشر. يفضل رصدها في مناطق بعيدة عن المدن في حال صفاء الأجواء لتخفيف تلوث الإضاءة والغازي ويمكن رصدها بالعين دون استخدام أي معدات من بعد منتصف الليل ناحية الشمال وقد ترى بأرجاء السماء حتى شروق الشمس، وهي فرصة مميزة لهواة التصوير حيث يمكن تصويرها عبر التعريض الطويل لمحاولة صيد شهاب في لقطة مميزة.