أكد معالي وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير أن المملكة العربية السعودية حريصة على تطوير علاقاتها بشكل جيد مع إيران، شرط أن تغير إيران سياستها التي تكمن بالتدخل في شؤون الدول الخليجية وسوريا والعراق ولبنان، عاداً استمرار مأساة الشعب السوري مردها إلى دعم طهران لنظام بشار الأسد وتدخلها في اليمن والعراق بشكل سافر، إضافة إلى البحرين. وقال الجبير في مؤتمر صحفي عقده مع وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينماير في برلين أمس إنه يجب على إيران تغيير سياستها العدوانية تلك إذا ما أرادت بالفعل علاقات حسن جوار واحترام مع جيرانها. ورأى الجبير أن امتناع إيران عن دخول مفتشي منظمة برامج الطاقة النووية بعض المنشآت العسكرية يعني عزم طهران تصنيع أسلحة نووية، مؤكِّداً أن المملكة تراقب عن كثب تطورات السياسة الإيرانية الخاصة بتخصيب اليورانيوم والحصول عليه مخصباً من الدول المعنية بملفها النووي. وشدد معاليه على حرص المملكة على سلامة اليمن وشعبها، مشيراً إلى أن تدخل المملكة ودول التحالف كان بناءً على طلب من الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي. وفيما يتعلق بحقوق الإِنسان في المملكة أكد معالي وزير الخارجية أن للإِنسان حقوقه المصانة وفق الشريعة الإسلامية، فالمرأة لها حقوقها وكل الإجراءات في المملكة منبثقة من الشريعة الإسلامية، وتطرق إلى قضية رائف بدوي وقال: إن أموره تسير وفق القضاء المستقل لافتاً الانتباه إلى أن المملكة لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى الداخلية، لذلك فهي لن تسمح لأحد بالتدخل في شئونها الداخلية. من جانبه عبر وزير خارجية ألمانيا عن حرص الحكومة الألمانية على توثيق علاقاتها مع المملكة العربية السعودية الشريك الاستراتيجي المهم بمنطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي. وأكَّد شتاينماير تفهمه قلق الرياض ودول الخليج من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع دول(5 + 1)، مبيناً أن العقوبات الاقتصادية ضد إيران ستعود بشكل أقوى من ذي قبل إذا ما ثبت عدم تنفيذ طهران بنود الاتفاقية. وتحدث الوزير الألماني عن مأساة الشعب السوري وأعرب عن أمله في المرونة التي تبديها موسكو تجاه مطالب المجتمع الدولي الذي يريد من الكرملين وقوفه إلى جانب العدالة ومطالب الشعب السوري بأن لا مستقبل للأسد في سوريا إذا ماعقد مؤتمر دولي عن سوريا. وأعرب شتاينماير عن ارتياحه لتطورات العمليات العسكرية ضد الحوثيين والقوات الموالية لهم، إِذْ استطاعت المقاومة الشعبية استعادة عدن وغيرها من المدن الإستراتيجية، معبراً عن أمله في انتهاء الأعمال العسكرية في القريب العاجل وتأمين دخول المساعدات الإِنسانية. وأعلن شتاينماير أنه سيزور المملكة خلال شهر سبتمبر أو أكتوبر المقبلين وذلك ضمن التعاون الاستراتيجي بين برلينوالرياض. وكان الجبير وشتاينماير قد عقدا قبيل المؤتمر الصحفي اجتماعاً في العاصمة الألمانية برلين إِذْ بحثا خلاله العلاقات الثنائية وسبل تنميتها وتعزيزها، كما استعرضا القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.