لن تثنينا الحادثة الأخيرة للتفجير الإرهابي في عسير عن مواجهة المعتدين مهما تطلب الأمر، فنحن نعيش في وطن الأمن والأمان، رايته لا إله إلا الله محمد رسول الله، وحكامه يحكمون بشرع الله، وشعبه متماسك بحمد الله، تهوى أفئدتهم تراب الوطن، وتتماسك أيديهم ضد كل راية ترفع شعار الدم والقتل. هو وطن حباه الله بنعمة عظيمة كونه قبلة المسلمين، ففيه الحرمان الشريفان مهوى الأفئدة، هو وطن ضم نخبة من المواطنين باختلاف شرائحهم إلا أنهم كالجسد الواحد، لا يزيدهم ما يفعله الحاقدون أذناب المجوس إلا شدة وصلابة وتماسكاً ووحدة وترابطاً وتوحيداً للصف، لا يستطيع أيٌ كان النيل منه مهما حصل من حوادث. كما أن المواطن في مملكة الإنسانية يعرف ويعي جيداً معنى المواطنة والانتماء، وسيبقى الناس سداً منيعاً في وجه كل إرهاب وحقد أراد أصحابه النيل من بلادنا، ولم يكن هذا السد المنيع إلا بالانتماء الحقيقي الصادق للمواطن السعودي. والمواطن أيضاً على يقين تام ومعرفة تامة بأصحاب الفكر التكفيري الممنهج ضد بلاد الحرمين الشريفين -حماها الله- ومهما ارتدى الحاقدون لباس التقوى وتزينوا إلا أنهم قد انكشفوا على حقيقتهم، فنصرة هذا الدين لا تأتي بالاعتداء على الآمنين المسلمين الساجدين في بيوت الله، ولا تأتي بالقتل وسفك الدماء، فهذا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد خاطبه الله سبحانه وتعالى من أعلى عليين، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، فشتان بين هؤلاء المخدوعين الإرهابيين وهذا الدين القويم الذي جاءنا لنبني لا لنهدم، ولنعيش بسلام وأمن وليس لنقتل بعضنا بعضاً، وهذه الخدع التي يتكلمون بها وهذه الحجج التي يأتون بها أوهن من بيت العنكبوت ولا تنطلي على أحد. هؤلاء القتلة حدثاء الأسنان أثبتوا للعالم قاطبة أن الإرهاب لا دين له ولا وطن ولا انتماء، بل ظهرت حقيقة عناصر هذه الفئة الضالة الذين لم يتورعوا عن قتل المصلين وهم ركع سجود في بيوت الله. فليعلم هؤلاء المغرر بهم ومن غرروا بهم أن هذا لا يزيدنا إلا تماسكاً ووحدة وترابطاً والوقوف صفاً واحداً قوياً بإذن الله عز وجل خلف قيادتنا الرشيدة بقيادة والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهم الله- وبكل عزيمة وإصرار ضد كل من تسول له نفسه المحاولة لمساس تراب الوطن الغالي أو زعزعة أمنه واستقراره. حفظ الله بلادنا بلاد الحرمين الشريفين من كل شر، ووفق الله مليكنا وحكومتنا الرشيدة لما فيه خير الإسلام والمسلمين، ونصرنا على من عادانا واعتدى علينا، آمين يا رب العالمين.