تراجعت أسعار النفط أمس الأربعاء في أطول موجة من الخسائر اليومية في عام مع تفاقم تخمة المعروض العالمي الذي طغى على الدعم المحتمل للخام من انخفاض الدولار والنزول المتوقع لمخزونات الخام الأمريكية. وأظهر مسح لرويترز يوم الثلاثاء أن الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أنتجت نحو ثلاثة ملايين برميل يومياً من النفط فوق حجم الطلب اليومي في الربع الثاني مقارنة مع نحو مليوني برميل يومياً في الأشهر الثلاثة الأولى من العام. ويجتمع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) في وقت لاحق اليوم «أمس» لكن توقعات السوق برفع أسعار الفائدة في سبتمبر - أيلول تتضاءل بما أدى إلى انخفاض الدولار أمام سلة من العملات.. وانخفض سعر مزيج برنت في العقود الآجلة تسليم شهر أقرب استحقاق 42 سنتاً إلى 52.88 دولار للبرميل بحلول الساعة 0850 بتوقيت جرينتش متجهاً لتكبد سادس خسائره اليومية على التوالي في أطول موجة هبوط من نوعها منذ يوليو تموز 2014. وبلغ خام برنت أدنى مستوى له في الجلسة عند 52.28 دولار أول أمس الثلاثاء مسجلا أقل سعر له منذ الثاني من فبراير - شباط بعدما أثار هبوط الأسهم الصينية مخاوف بشأن متانة اقتصاد أكبر مستهلك للسلع الأولية في العالم. ونزل الخام الأمريكي في عقود سبتمبر - أيلول 33 سنتاً إلى 47.65 دولار للبرميل. وتعافت أسعار النفط من أدنى مستوياتها في عدة أشهر الثلاثاء بعدما أظهرت بيانات من معهد البترول الأمريكي انخفاض مخزونات الخام التجارية الأمريكية بواقع 1.9 مليون برميل في الأسبوع الماضي مقابل توقعات محللين بانخفاضها 184 ألف برميل.. غير أن مستوى المخزون البالغ 462 مليون برميل الذي أعلنه معهد البترول الأمريكي - مقارنة مع 383 مليوناً في بداية العام الحالي - يعكس مدى الوفرة في المعروض الأمريكي. من جانبها، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزير الطاقة ألكسندر نوفاك قوله: إنه لا نية لدى روسيا لمناقشة خفض إنتاج النفط مع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) أثناء زيارة الأمين العام للمنظمة عبد الله البدري لموسكو اليوم الخميس. وذكر نوفاك أنه لا يرى أي «خروج عن المعهود» في أسواق النفط واصفاً تراوح سعر الخام بين 50 و65 دولاراً للبرميل بأنه أمر «متوقع». وقررت أوبك الإبقاء على سقف إنتاج النفط دون تغيير لتبدأ معركة الدفاع عن حصتها في السوق.. ورفضت روسيا أيضاً وهي أكبر منتج للنفط في العالم اتخاذ أي إجراء لدعم أسعار الخام التي هبطت إلى أقل من النصف منذ العام الماضي. في سياق آخر، قال مصدران مطلعان أمس الأول الثلاثاء إن الهند استوردت كميات من الغاز الطبيعي المسال تقل بنسبة 30 في المائة عما كان مخططاً بموجب عقد طويل الأجل مع قطر، حيث أدى هبوط الأسعار الفورية إلى تراجع الطلب من المشترين المحليين. وأضاف المصدران أن بترونت خفضت وارداتها منذ بداية العام نحو 30 في المائة أو ما يصل إلى 24 شحنة بموجب العقد. وطلب المصدران عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مسموح لهما بالتحدث إلى وسائل الإعلام.. وأبرمت بترونت عقداً مدته 25 عاماً مع رأس غاز القطرية لشراء 7.5 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً. وحومت أسعار الغاز الطبيعي المسال الفورية في آسيا حول 8.2 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية عاكسة الهبوط في أسعار النفط العالمية. ويرتبط تسعير الغاز الطبيعي المسال بموجب العقد طويل الأجل بسعر خليط النفط المستورد لليابان في الاثني عشر شهراً السابقة.