طالب مجلس محافظة الأنبار الحكومة العراقية المركزية بوقف اقتحام الفلوجة والقصف الجوي مدة أسبوع للسماح لزعماء العشائر بالتفاوض مع مسلحي داعش للخروج من القضاء مقابل سلامة المدنيين البالغ عددهم أربعة آلاف عائلة. ويتكبد داعش خسائر كبيرة مع بدء الأسبوع الثالث للمعارك في الرمادي والفلوجة، ساهمت فيها طائرات التحالف والجيش بغارات مكثفة على تجمعاته ومخازن أسلحته وتدمير سياراته المفخخة التي طالما استخدمها بهجمات انتحارية ضد القوات العراقية. وتؤكد مصادر عسكرية وعشائرية أن داعش تقلصت تحركاته في الرمادي، وبات يتحصن في نقاط متفرقة على مداخل المدينة وقرب المباني الحكومية وسط أنباء عن حسم المعركة خلال أيام قليلة. أما الفلوجة المركز الأهم لداعش فتفيد الأنباء بمنع المتطرفين أربعة آلاف عائلة من الخروج، وهم ما تبقى من السكان. وقال بعض قادة العشائر إن أبناء الفلوجة يتعرضون لحملة إعدامات وتعذيب من قِبل المتطرفين بحجة تسريب معلومات للقوات المشتركة عن تحركاتهم التي أجمعت المصادر على أنها محدودة مع وجود ألف مسلح مجهز بأسلحة متطورة وكميات كبيرة من المتفجرات. ويبقى حسم معركة الفلوجة مرهوناً بنتيجة المفاوضات خلال الأيام القليلة القادمة مع تأكيد مجلس المحافظة والقادة العسكريين والأمنيين اقتحام القضاء في حال فشلها والقضاء على عناصر داعش في عمليات عسكرية نوعية. كما تدخل العمليات العسكرية في الرمادي والفلوجة أسبوعها الثالث، التي سجلت فيها القوات المشتركة تقدماً ضد المتطرفين، وفرض حصار محكم على المدينتين، وغلق الطرق عن الإمدادات القادمة من سوريا. وسيطرت القوات على مناطق وطرق شرق الرمادي بدءاً من المضيق، وباتت تبعد عن المجمع الحكومي خمسة كيلومترات. كذلك تقدمت جنوبالمدينة في مناطق محاذية لشارع ستين بحذر، مع قيام «داعش» برفع الحواجز الكونكريتية من الشوارع لحجبها رؤية القوات المشتركة التي أصبحت بالقرب من جهة محطة قطار شرق الرمادي. أما الجنوب الغربي للمدينة من الزنكورة إلى قرية العنكور فتقدمت فيه القوات من الجهة اليمنى للجامعة إلى منطقة الحوز، التي تمثل المنفذ الوحيد لتحركات التنظيم من الرمادي إلى المناطق الحدودية مع سوريا والأردن. وفي المحور الشمالي تمركزت القوات على الخط الدولي في منطقة البوعيثة، وقطعت الطرق في اتجاه الحامضية والخالدية والصقلاوية وصولاً إلى الفلوجة، فيما عزلت القوات الأمنية 13 قرية شال الرمادي بدءاً من البوفراج، وانتهاء بالبو شهاب شمال شرق الرمادي، مروراً بالحامضية والبوعيثة. من جهته، ساهم طيران التحالف والجيش في إلحاق خسائر كبيرة في صفوف «داعش» من خلال استهداف تحركاته ومعداته ومخازن الأسلحة، وركز على السيارات المفخخة المعدة للتفجير كما فعلها في الفلوجة. كما أوقف تحركات المتطرفين، فيما تدور معارك عنيفة في منطقة السجر شمال غرب القضاء وسط أنباء عن اقتحام الفلوجة قريباً.