ماذا لو؟ لم يكن لدينا صحافة وبرامج رياضية تهتم بالشأن الرياضي وتلقي الضوء عليه وترصد الملاحظات وتسعى لرقيه وتقدمه وازدهاره وتعمل يدا بيد من الجهات الرسمية المعنية به. ماذا لو؟ لم يكن لدينا صحافة وبرامج رياضية تهتم بالرياضيين واللاعبين بمختلف الألعاب وترصد حاجاتهم وتدرس ظروفه المعيشية وتسعى إلى تحسينها وتساعدهم على ظروف الحياة. ماذا لو؟ لم يكن لدينا صحافة وبرامج رياضية تهتم بالشباب الرياضي الناشئ وتسعى لإيجاد بيئة سليمة يعيش فيها حتى يكون الإبداع والتميز وتخلق تبعاً لذلك مستقبلاً اكثر اشراقاً لهم. ماذا لو؟ لم يكن لدينا صحافة وبرامج رياضيةً تهتم بإصلاح شأن الرياضة وتدعو للاحتراف لضمان مستقبل اللاعب ورفع درجة الاهتمام بنفسه وبمهنته ومن ثم باسم الوطن ومشاركاته. ماذا لو؟ لم يكن لدينا صحافة وبرامج رياضية تهتم بالتنافس الشريف بين الأندية والحيادية بالطرح والتحليل واستجلاب افضل القدرات كي تقوم حال الأندية والألعاب والمدرب والإداري. ماذا لو؟ لم يكن لدينا صحافة وبرامج رياضية تهتم بالرياضات الاخرى وتركز عليها وتشعر المتميزين فيه بالاهتمام وتسعى لتغطية جميع البطولات بشبكة من المراسلين المتفاعلين معها. ماذا لو؟ لم يكن لدينا صحافة وبرامج رياضية تهتم بمصالح الاندية وحاجتها لدعم الرئاسة العامة لرعاية الشباب في الميزانيات والملاعب وحتى في تفاعل الجهات الاخرى مع متطلباتها. لا أظن من ذلك كله وغيره ان سيقوم للرياضة والرياضيين شأن او يحدث لها تقدم وازدهار ورقي دون مشاركة الصفحات الرياضية في جميع صحفنا، وكذلك البرامج الرياضية في القنوات التلفزيونية المتعددة وبدون وجودها المقدر لها، وكما انه لا يشك في الاخلاص الصادق والطرح الموضوعي لمعظم الكتاب والصحفيين ومعدي ومقدمي البرامج لأنهم يقدمون الوطن على النفس ويحبون المجتمع الكبير بدون حدود جغرافية أو مناطقية أو عرقية أو مذهبية، لأن ذلك كله يتساوى في الطرح الرياضي المختلف طالما انه يصب في مصلحة الرياضة وينعكس على سمعة الوطن من خلالها، فالغيرة الايجابية في الطرح الاعلامي المتنوع يمكن أهل الرأي ان يطرحوا آراءهم بدون مجاملة ورغبة في التميز ليس لذواتهم بل للحصول على ترتيب متقدم في كل المنافسات الرياضية ويرون بأنفسهم وبعيون المجتمع ان هذا الترتيب يتقدم عاماً بعد عام وألا يتجاوزنا من كنا في يوم من الأيام قد تجاوزناهم وبمراحل متباعدة، فالتراجع مؤذ لهم ولجميع أفراد المجتمع والإحساس واحد والهم مشترك والفرحة للوطن والمواطنين حتى من غير الرياضيين، وهل هناك أفضل من متعة الانتصار واليقين ان الرياضة أصبحت تؤتي اكلها كل حين بإذن ربها بعد ان جعل المخلصون اصلها متجذرا وثابتا وفرعها في السماء ونجني ثناء الشعوب على رياضتنا وعلى خططنا الرياضية والشبابية بدلاً من السخرية في استمرار التأخر في المراتب على المستوى الاقليمي والقاري والعالمي والشواهد على ذلك يعرفها غير الرياضي مثلي. نحن لا ندعي مثالية ما يطرح من هموم الرياضة في وسائل الإعلام ولكننا نجزم ان النقد لا تقبله كل الانفس لأن الأمر يفسر بسياسة اخرى لا يقصدها الخبر وكاتبه او الرأي وصاحبه، بل إن المتابع يستغرب من ردود الفعل ويرى فيها إقصاء مجحفا للكاتب عند طرح رأيه وكأن الوطنية أو الهم الرياضي حكر على أحد دون الآخر في حين ان هذا الكاتب اذا امتدح من اقصاه في مقال آخر رأيته من اشد المعجبين به وبرؤيته وحتى في قدراته وخلفيته الرياضية، وهذا يعني أننا نفسر الكلام حسب المصلحة دون ان نتميز عند التفسير بنكران الذات ويؤخذ الأمر بدراسة واقعية لنرى هل في ذلك ما يفيد وللطرف الآخر حق الرد بموضوعية مع حفظ المكانة لأهلها وبشكل يتأكد معه للجميع ان أولى الأولويات في الدخول في الجانب الرياضي هو تغليب المصلحة العامة على الخاصة وتغليب الفائدة الوطنية على الفائدة الشخصية حتى ننهض برياضتنا، ونقدر المجهود الذي تبذله صحافتنا الرياضية في سبيل النهوض بالمنظومة الرياضية بصفة عامة. وقبل الختام يتبادر إلى الذهن السؤال الصعب والإجابة ستكون أصعب بدون شك، لماذا لم تتحقق نتائج إيجابية وبصفة مستمرة ومتنامية للرياضة توازي طموحات الموطنين عامة والشباب خاصة بالرغم من ان الاهتمام بها على أعلى المستويات في الدولة وتخصص لها ميزانيات فلكية وأصبحت ذات مورد خرافي لم يكن أحد يتوقع ان يكون هذا الايراد سيحصل في يوم من الأيام وكذلك اهتمام الصحف الرياضية التي تخصص له عشرات الصفحات اليومية والأسبوعية، وهذا غير اهتمام القنوات الرياضية وغير الرياضية في تخصيص برامج يومية وأسبوعية وبمدد تتجاوز مدد البرامج العلمية (لا أظن أن تفسيرا لهذا قد نسلم به إلا تفسيراً واحدا ان كل ما يطرح لا يلتفت اليه وعلينا القناعة بما تقولون). ختاماً،, ستبقى لصحافتنا الرياضية السبق ومعها عرفنا الاحترافية والموضوعية والشمولية وستبقى له الايجابية في كل ما يطرح ومعها بكل تجرد، عرفنا كيف تتشكل المسؤولية الاجتماعية للشأن الرياضي وأصبح المتجرد يعدها إحدى القنوات الرئيسية لخدمة المجتمع ومن أفضل برامجه ومبادراته خاصة فيما يخص الرياضيين الذين ليس لهم صوت الا عبر الصحف الرياضية في ظل تجاهل الأندية والرئاسة لواقعهم المعيشي والصحي والاجتماعي بعد الاعتزال، وأرض الواقع تؤكد ذلك ولا تنفيه عنها حتى وان كان هذا الدور غير مرحب به في الأوساط الرياضية الرسمية ولكنها مهمة انسانية ورسالة اجتماعية لا يقدرها الا الشاكرون للعطاء، كما ان صحافتنا الرياضية تزخر بالخبرات التي بمقدور بعضها ان يساهم في النهضة الرياضية عن طريق انخراطهم مع اللجان المعنية بالشأن الرياضي وبالألعاب المختلفة، وكذلك بالاتحادات الرياضية فالحكمة ضالة المؤمن فهل نجد ذلك بوضوح او انهم يغردون خارج السرب ولا أحد يسمع لهم أو بهم.