الصبر باعتبار متعلّقه ثلاثة أنواع: صبر على الأوامر والطاعات حتى يؤدّيها، وصبر عن المناهي حتى لا يقع فيها، وصبر على الأقدار والأقضية حتى لا يتسخطها. قال الفيروز آبادي: الصبر ثلاثة أنواع: صبر بالله، وصبر مع الله، وصبر لله. قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: «قد ذكر الله الصبر في كتابه في أكثر من تسعين موضعاً، وقرنه بالصلاة في قوله - تعالى -: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَة وَإِنَّهَا لَكَبِيرَة إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ} (45) سورة البقرة، وجعل الإمامة في الدين موروثة عن الصبر واليقين {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّة يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} (24) سورة السجدة». والصبر مرتبة من أعلى مراتب الدين، فالذي يتّصف به قد وفقه الله - سبحانه وتعالى - لمرتبة عظيمة، وأراد الله له به منزلة عظيمة ورفيعة. يقول عبدالله بن مسعود: «الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كلّه». وقد تعجّب النبي - صلى الله عليه وسلم - من المؤمن الصابر حين قال في حديث صهيب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عجباً لأمر المؤمن؛ إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له». وللصابرين عند الله - عز وجل - أجورٌ عظيمة ومراتب رفيعة؛ فقد وعد الله - عز وجل - من صبر بالجنة في أكثر من موضع. وقد سرد العلماء من فوائد الصبر والمصابرة ما لا يمكن حصره وتعداده. ومن أهم ما ذُكر في فوائد الصبر: - ضبط النفس عن العجلة والرعونة، أو الغضب والطيش. - ضبط النفس عن الخوف لدى مثيرات الخوف في النفس. - في دلالة على كمال الإيمان وحسن الإسلام. - يثمر الصبر محبة لله - عز وجل - ومحبة الناس. - فيه سبب للتمكين في الأرض. - الفوز بالجنة والنجاة من النار. - معية الله للصابرين. - وفيه أيضاً مظهر من مظاهر الرجولة الحقة، وعلامة على حسن الخاتمة. - وصلاة الله ورحمته وبركاته على الصابرين.