في منتصف هذا الشهر الفضيل فجعت عائلة القبلان بوفاة ابنها البار عبد السلام بن خالد القبلان الأخ والصديق والقريب احد رجال عائلة القبلان المعروفين، وهو من عمل في جهاز الدولة فترة طويلة ومن خريجي القوات البحرية الأوائل حتى لزم التقاعد يرحمه الله وتخرج ما شاء الله من أبنائه ضباط ومهندسون مازالوا في خدمة هذا الوطن الغالي، وكان فراق أبي خالد مؤثرا ومؤلما حيث تلقيت نبأ وفاته من خلال رسالة وصلتني من شقيقه عبد الله أحد أصدقائي حيث لم يمهله المرض طويلاً ليكون الخبر المفجع بوفاته لكل من يعرفه والتي حزنا لفراقه يرحمه الله، وكل ما يريده منا الدعاء له بالمغفرة والرحمة في هذا الشهر الكريم، لقد كنت ألتقي به قبل شهر رمضان وهو بصحة جيدة ليصاب بالمرض الذي داهمه خلال أيام ولم يمهله كثيرا حتى أحس بالمرض في بداية شهر رمضان ليتم نقله إلى مستشفى القوات المسلحة ويشتد عليه إعراض المرض في كبده وفي كافة جسمه بعدها ودع هذه الحياة تاركا الذكرى الطيبة والصفات الحسنة ليودع الدنيا في منتصف هذا الشهر الفضيل ويتم الصلاة عليه في جامع الراجحي وتشييعه في مقبرة النسيم في موقف مؤثر من أقاربه ومحبيه والكل يدعو له بالمغفرة والرحمة، ونحن بلا شك نؤمن بالقضاء والقدر وكل إنسان في هذه الدنيا سيعبر هذا الباب قال تعالى:{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} وقوله تعالى {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}. لقد كان لفراق أبي خالد- يرحمه الله- لوعة وحزن وهو من يتصف بصفات كثيرة من نقاء وطيبة بالقلب وحب التواصل بين الأقارب، وكان محبا لكل من يقابله وكذلك حبه وشغفه للرحلات البرية مع الأصدقاء عندما يزور الرس خاصة حتى إنه بعد تقاعده كان له استراحة قرب الرس يجتمع فيها مع أقاربه وأصدقائه وكان جل وقته في السنوات الأخيرة في مسقط رأسه الرس رغم وجود عائلته بالرياض، ومع ذلك يكون اللقاء في هذه الاستراحة مع عائلته ومحبيه وأبنائه وأصدقائه، أسأل الله العلي القدير أن يجعل ما أصابه من مرض تكفيرا له من الذنوب، وأن يجزيه الله الجنة وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة اللهم اجبر مصيبة أهله وذويه وكافة عائلة القبلان وعوضهم خيرا وألهمهم الصبر والسلوان {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.