أنصِت بكل جوارحك, واستمع ضعف ما تتحدث به، واغرس في داخلك مبدأ أن تستفيد من الكل، وحتى تصبح متحدثًا بارعًا كن مستمعًا طيبًا. إذا أشكل الأمر عليك فلا تتردد في سؤال المتحدث بلطف عما يقصده. أنصت للآخرين ولا تتعجل المتحدث بأن ينهي حديثه. تحلَّ بالذوق، وأنصت، ولا تقاطع أحدا بقول: (إنني أعرف ما تقول أو ما ستقوله!). ساعد المتحدث على الانطلاق في الكلام بأن تبدي ملاحظات قصيرة، أو تطرح بعض الأسئلة التي تؤكد أنك مصغٍ إلى ما يقول، ومن هذه الملاحظات كلمات مثل: «فعلًا؟» «حقًّا؟» «مدهش!». مراعاة حركة الرأس والجسد؛ فميل الشخص برأسه في اتجاه من يتحدث إليه يشعره بالاهتمام بحديثه، مع عدم تحريك الرأس من جهة لأخرى بصفة مستمرة فذلك من علامات الاعتراض, ولا داعي لرفع الذقن المتعمد إلى أعلى لأنها من علامات التحدي، كما أن الشفاه الملتوية تعكس الشعور بعدم الارتياح وعدم احترام وجهة نظر الآخرين. حينما تتملكك الرغبة في الحديث أثناء حديث الآخر خذ نفسًا قبل أن تقاطعه، فبهذه الطريقة سوف تعطي المتحدث الفرصة الكاملة حتى ينتهي مما يعبر عن احترامك له، ويقربه إليك أكثر. تثبت الدراسات أن الناس ينصتون بانتباه لأي عبارة تبدأ بذكر أسمائهم. الإنصات الحقيقي للآخرين يتطلَّب الاهتمام المخلص والرغبة في رؤية الأشياء بالطريقة التي يراها بها الشخص المتحدث وتأجيل إصدار الأحكام. احذر أن تتثاءب وصاحبك يتحدث أو تكرر النظر إلى الساعة أو أن تتفحص أركان الغرفة. لا تكمل عن المتحدث معلومته أو قصته أو طرفته؛ ففيه من خفة العقل والعجلة ما يزري بصاحبه، ويربك المتحدث ويفسد متعة حديثه. من غير اللائق النقر بالأصابع وهز الرجلين أثناء استماعك لأحدهم أو تعبث بمفاتيحك/ حقيبة يدك، لأنه يصرف انتباه الآخرين. لا ترفع الحاجبيْن كثيرًا، لأن ذلك يدل على عدم التصديق. لا تتشاغل عن المتحدث بقراءة جريدة أو كتاب أو متابعة متحدث آخر أو إشاحة الوجه عنه أو إجالة النظر يمنة ويسرة.