تمكن مسلسل «سبعة» وهو مقتبس عن رواية الراحل للدكتور غازي عبد الرحمن القصيبي، الذي قام بصياغة حواره وأخرجه المخرج السعودي عامر الحمود ويعرض على شاشة روتانا خليجية، تمكن من جذب أكبر نسبة مشاهدة عربية بين الأعمال الدرامية العربية. ومع انتصاف العمل بدا واضحاً ان الحمود تمكن من إيصال الفكرة المراد منها التوجيه وليس النقد أو الانتقاد لحالات اجتماعية قد تكون رافقت القصيبي خلال مسيرته الدبلوماسية، أو ربما رأى في بعضها حقيقة مستقاة من واقع ما قريب له أو روي له. إلا أن الفكرة العامة للعمل استطاعت اختصار بعض الشوائب والأخطاء الاجتماعية ليست لأبطال المسلسل عامة بل كانت أقرب الى تعرية حالات خاصة برؤية فنية متجددة. فانطلاقة «سبعة» مع الإعلامية الشهيرة جلنار «جيني اسبر» التي واجهت الكثير من العروض غير الطبيعية أو الواقعية في زمن طغى عليه المال والنفوذ والاستغلال، كانت موفقة، حتى حين قررت اختيار واحد من سبعة رجال فتفضل أن تعزلهم لتظهر ما قد لا يراه غيرهم فيهم، وهم يعتبرون أصحاب نفوذ ومال وسلطة يتحكمون بمفاصل عدة في الحياة كونهم من مجالات عدة، فبينهم شاعر وفيلسوف وصحفي وطبيب نفسي وفلكي روحاني ورجل أعمال وسياسي. ومن الواضح من سياق العمل ان المخرج عامر الحمود تمكن «كما قال للجزيرة سابقاً» من المحافظة على الخط العام الذي رسمه القصيبي في روايته، مع تحديث المشاهدات لتتحول الى واقع حالي لا بد من إظهار بعض الاسقاطات السياسية والاقتصادية فيه، وإبراز العلاقات الإنسانية والأخلاقيات التي تتحكم فيها المصالح الشخصية. ومن الواضح أيضاً أن الحمود استطاع أن يسير بين نقاط مفصلية نصها القصيبي في روايته ليحافظ على جوهر القصة وهدفها، فيما أعطى النص منطقاً ادبياً بأسلوب فاعل، فتمثلت الجرأة فيه بالطرح الواقعي بعيداً عن أي نوع من أنواع الابتذال الذي قد يفرض على بعض الأعمال الدرامية. كما أن الشخصيات المتنوعة في العمل استطاعت أن تترجم أبعاد الفكرة والمراد منها، خصوصاً في منطقة تشهد اختلافات في الشخصيات والمراكز والأعمال. يذكر أن تصوير مسلسل «سبعة» تم في بيروت ودبي والرياض والقاهرة ولندن، وهو من بطولة محمد الطويان وراشد الشمراني من السعودية وتيسير إدريس وميلاد يوسف وجيني اسبر من سوريا وفادي ابراهيم ومجدي مشموشي وشربل زيادة من لبنان باسم قهار من العراق، بالإضافة الى وجوه أخرى في الدراما العربية.