واحد من أروع مقالات الأستاذة الكبيرة ناهد باشطح ذلك الذي نشرته في توقيت نحتاج فيه هذه النوعية من المقالات فما نشرته تحت عنوان: (مواجهة الظلام الخارجي)، هو ما تظهره الأبحاث أنه يمكنك زراعة وممارسة وتعزيز المشاعر الإيجابية مع الممارسة. الناس الذين يمارسون هذا من خلال التأمل يظهر نشاط الدماغ المتزايد في مناطق مرتبطة مع المشاعر الإيجابية مثل الفرح والفكاهة، ومع مشاعر التعاطف مع الأشخاص الذين يعانون. كما أنها تظهر تقلص النشاط في مناطق الدماغ المرتبطة المشاعر السلبية أو المدمرة مثل الغضب والاستياء والاكتئاب، أو الشفقة على النفس. باختصار، وممارسة بعض الحالات العاطفية يمكنك تعزيز أنماط داخل الدماغ المرتبطة بها. وهذا يعني أن الدماغ هو قادر على تدريب وتعديل جسدياً من خلال ممارسات واعية. كما يمكن بذل الجهود لتغيير مشاعرك والأفكار عن طريق بناء الحياة الداخلية الخاصة بك، يمكنك تعزيز نشاط الدماغ في المناطق المرتبطة به. في الواقع، يمكن أن تتعلّم لتغيير نشاط الدماغ، الأمر الذي يعزِّز التغييرات التي تجريها في أفكارك، والمواقف، والسلوك. والنتيجة هي أنك يمكن أن تتعلَّم فعلاً أن «تنمّي» الرحمة والتسامح والبهجة. أو ما يُسمى بزراعة المشاعر الإيجابية. فكرة المشاعر الإيجابية قد تكون جيدة لصحة الأفراد في سن الشيخوخة وهذا ليس بجديد، ولكن هل هذا الكلام حقيقى؟ هكذا بدأت مجلة الاتجاهات الحالية في علم النفس، هي مجلة لرابطة علم النفس، حديثها في التأكيد على أهمية هذه الفكرة، ولقد قامت باستعراض البحوث القائمة بشأن كيف يمكن أن تؤثّر العواطف الإيجابية على الصحة في مرحلة البلوغ في وقت لاحق. وقال انتوني اونج، طبيب نفسي تنموي، من جامعة كورنيل: «كلنا نتقدّم في السن، ولكن كيفية تقدمنا في العمر هي التي تحدد نوعية حياتنا، ولقد قمت باستعراض البيانات التي تشير إلى أن المشاعر الإيجابية قد تكون قوية لمواجهة المرض والألم والضغط». هناك طرق عدة يمكن من خلالها أن تعطي موقفًا إيجابيًا يمكن أن تحمي ضد صحة سيئة في وقت لاحق في الحياة، وعلى سبيل المثال قد أسعد الناس باتباع نهج استباقية الشيخوخة، وهذا النهج يقوم من خلال ممارسة الرياضة بشكل منتظم والوقت وجعلهم يقضون ليلة نوم جيدة، وذلك بتجنب السلوكيات غير الصحية مثل التدخين وغيره النتائج عن تناول بعض المنشطات، فالفوائد المترتبة على هذه الاختيارات تعطي نمط حياة صحياً أكثر أهمية في كبار السن وتصبح أجسامهم أقل عرضة للإصابة بالأمراض. كما أظهرت هذه الدراسات توقعات متفائلة لمكافحة التوتر وعوامل الخطر المعروفة لكثير من الأمراض، ولقد وجدت الدراسات أيضاً أن الناس مع المشاعر الإيجابية أقوى، ومستويات أدنى من المواد الكيميائية مرتبط بالإجهاد أيضاً، ومن خلال هذا يمكن للناس الاعتماد على المواقف الإيجابية حتى يكونوا قادرين على التراجع عن بعض الأضرار المادية الناجمة عن الإجهاد. ولقد أصبحت مهمة دكتور اونج دراسة تأثير العواطف الإيجابية من خلال كلية الدراسات العليا حول علم ما يسميه الباحثون بعلم معضلة الشيخوخة، وعلى الرغم من خسارة الوظيفة البدنية في جميع أنحاء الجسم ولكن قدرة الشخص العاطفى يبدو أنه يستطيع البقاء حتى مع التقدم في العمر، ويخمن اونج قائلاً: «إنه إذا كانت المشاعر الإيجابية هي جيدة بالفعل لصحتنا، فعلينا أن نعيش سنوات طويلة من العيش بها قبل أن يتقدم بنا السن».