تفاعلاً مع ماكتبه أحد الإخوة لعزيزتي الجزيرة بتاريخ 19 شعبان 1436ه حول كثرة المتسوّلين والمتسوّلات في بريدة ووجودهم بصفة خاصة أمام المساجد والبنوك أجهزة الصرف الآلي وبعضهم يفهم من لهجته أنه من غير أهل البلد. ويطالب الأخ الكاتب بجهود مكثفة للقضاء على هذه الظاهرة التي يعتبرها دخيلة على مجتمعنا.. إلخ وأود التعليق بهذه الملاحظات: 1- الشكوى من كثرة المتسوّلين في بريدة على الرغم من وجود مكتب لمكافحة التسوّل هو الوحيد على مستوى المنطقة يقابله شكوى أكثر من كثافة التسوّل في مدن ومحافظات المنطقة التي لا يوجد فيها مكاتب لهذا الغرض. 2- المسؤولون في مقام الوزارة أسندوا مهمة مكافحة التسوّل في هذه المدن والمحافظات إلى الجهات المتعاونة وهو إجراء غير مجد لعدة أسباب أولها أن الجهات المتعاونة لا تجد مسؤولين للجهة المختصة حتى تتعاون معهم والسبب الآخر هو انشغال الجهات المتعاونة بأعمالها ومسؤولياتها الخاصة بها والسبب الثالث ففي حال قيام الجهات المتعاونة بمفردها بحملة لمكافحة التسوّل فإنها تركز على منع المتسوّلين من ممارسة التسوّل وهذا غير صحيح لأن من المتسوّلين محتاجون حقيقيون ومنعهم من التسوّل قد يدفعهم إلى ما هو أسوأ من التسوّل وهو السرقة أو ممارسة بعض النشاطات غير المشروعة. 3- المطلوب هو مكاتب مكافحة متخصصة لمكافحة التسوّل في كل مدينة ومحافظة تكون قادرة على بحث أحوال المتسوّلين والتعرّف على المحتاجين الحقيقيين منهم لتحسين أحوالهم بالتنسيق مع مكاتب الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية إضافة لتوفير فرص عمل للقادرين، أما غير السعوديين فيتم بحث أوضاعهم بمعرفة كفلائهم. 4- ينبغي أن نحسن الظن بالمتسوّلين ولا نحكم عليهم بأنهم محتالون أو أنهم يشوّهون سمعة البلد، فالتسوّل موجود في جميع دول العالم ولكن بطرق وأساليب مختلفة عن أسلوب التسوّل التقليدي لدى متسوّلينا كما ينبغي التعامل مع المتسوّلين بالرفق والشفقة امتثالاً لقوله تعالى: {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} (10) سورة الضحى، كما ينبغي رد السائل ولو بشيء يسير امتثالاً للتوجيه النبوي الكريم: ردوا السائل ولو بشق تمرة, كما ينبغي أن نحمد الله الذي أغنانا عن هذه المهنة المذمومة والمحتقرة وأن جعلنا نحن المتسوَّلون بفتح الواو وليس العكس.